سجَّلت الشاعرة العُمانية عائشة السيفي، الملقَّبة بـ “أميرة الشعراء”، تعاونها الأول مع الفنانة أروى السعودية، إذ قدَّمت لها قصيدتها “فكم قالوا” ، وحول هذا التعاون، وقالت السيفي: “معرفتي بالفنانة أروى تمتدُّ فترةً طويلةً، وأتابع كل أعمالها الفنية، ويعجبني كثيراً صوتها، ورسالتها الخاصة التي تميِّزها عن باقي الفنانات الأخريات، إلى جانب إجادتها أداء القصائد الفصحى، كما أشترك معها في حب اللغة العربية، وإعلاء قيمة الشعر العربي”. مضيفةً: “تابعت خامتها الصوتية الرائعة التي أعادت إحياء كثيرٍ من الأغنيات الفصحى، وتواصلت معها مراتٍ عدة، ولطالما أبدت تقديرها بتجربتي الشعرية، وبيَّنت أنها تتابع باستمرارٍ الفيديوهات المصوَّرة التي أطرحها بين فترةٍ وأخرى لقصائدي، كما أبديت لها تقديري لما تقدمه”.
وعن كيفية تعاونهما، ذكرت السيفي: أروى هي التي اختارت قصيدة فكم قالوا، التي قدَّمتها في مقطع فيديو، حظي بتفاعلٍ كبيرٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، وتقول كلماتها:
يغارُ عليَّ حتّىْ من ثيَابيْ
وأعجبُ لا أغارُ عليهِ يومَا
فليس ترَى عيُونيْ الكُلَّ إلا
سوَاهُ، وعنْ سوَاهُ العينُ تعمَى
وإنْ أبصَرْتُهُ في حُضنِ أنثَى
أكذِّبُ نظرَتيْ وأراهُ ظُلْمَا
فكَمْ قالُوا: هوَى امرَأةً سوَاها
وكمْ ألزمتُهم رأسَاً أصمَّا
فمَا بلغُوا سوَى رِجلَيهِ طَولاً
وإنْ ملؤوا البلادَ عليهِ ذمَّا
وقدْ كثُروا فما وسِعُوهُ ظفراً
لأنِّي ما فتِئتُ أرَاهُ قومَا
فمنْ ولهيْ عليهِ، تذوبُ عينيْ
وحتّى الشكّ فيهِ أخَالُ جُرْما
إذَا رفَّتْ جفُونيْ فيهِ شكاً
نزلتُ على فَميْ بالسّوطِ لومَا
لقدْ برَّأتْهُ من كلّ ذنبٍ
وإنْ وقفتْ ليَ الأقوامُ خصمَا
فدَاهُ دميْ، وإن يغرسْ رماحاً
بصدريْ قلتُ: خذْ عينيَّ كُرمى
حشَاةَ القلبِ، أيّاميْ ودهريْ
دماً يجريْ على جِلْديْ ووشمَا
هوَ ابنيْ سيّديْ، أبتِي وبَعْليْ
أصيرُ كبنتهِ، حيناً وأمَّا
يغَارُ عليَّ حتَّى من ثيَابيْ
ولمْ تحوِ الثيَابُ سوَاهُ لحمَا
إذَا حسبُوا يقينيْ محضَ جَهْلٍ
أحدّثهمْ بأنَّ الحبَّ أعمَى.
وقالت عائشة السيفي: “عندما سمعت أروى كلمات القصيدة، انجذبت لها، واختارتها، كما انتقت قصائد أخرى، ستُحضِّر لها خلال الفترة المقبلة، وسنكشف عنها قريباً، وما يميِّز هذا التعاون أنه أول سنجل تطرحه أروى، وكانت قد شرَّفتني أيضاً بأن تكون أول أغنيةٍ لها من كلماتي، وسعيدةٌ للغاية بهذا العمل، لأننا نشترك في محبتنا لهذه القصيدة، وهي قصيدةُ مختلفةٌ نوعاً ما ومشاكسة، إذ تتحدَّث عن أنثى ذات ثقةٍ عمياء بالرجل، وهذا بعيدٌ عن الواقع، لكننا نريد تقديم طرحٍ جديدٍ عبرها، والابتعاد عن التكرار، وقد تابعت مع أروى جميع مراحل الأغنية، التي لحَّنها راشد محمد، وأرى أن هذا التعاون قرَّبنا أكثر من بعضنا”.
رأيها في أروى
وحول رأيها في أروى، قالت السيفي: “أروى إنسانةٌ راقيةٌ، واستمعت بالعمل معها، وأعجبني تطور العمل، وإخراجه بشكلٍ جميلٍ سواءً من حيث الأداء، أو التوزيع، أو الإنتاج، وهذه إضافةٌ حقيقيةٌ لي، إذ أرغب في رؤية الفنانين السعوديين والعرب يهتمون بالشعر الفصيح حنى نعيد إلى أذهان الجيل الجديد ذاك التراث المجيد، ونقدم لهم أعمالاً راقيةً، تحترم عقولهم وتحاكي أذواقهم، وأتمنى أن يكون هذا العمل فاتحةً لأعمالٍ أخرى، وقد استمتعت بتجربة التعاون الأول مع أروى، وسأسعد كثيراً عندما تُخلَّد قصائدي بصوتها العذب الجميل القادم من قلب الجزيرة العربية”. مضيفةً: “هذا التعاون مختلفٌ تماماً، لأنه يخرج من نصٍّ، كُتِبَ من فتاةٍ من الجزيرة العربية، وغنَّته فنانةٌ صاحبة صوتٍ جميلٍ من الجزيرة العربية أيضاً، وأتمنى تكرار هذا التعاون لينفذ صوت الشعر العربي القادم من قلب الجزيرة العربية إلى كل بيتٍ عربي”.
وتابعت السيفي: “أروى تهتمُّ بهذا النوع من القصائد الفصحى بأعمالها الغنائية في زمنٍ توقف فيه الفنانون عن الاهتمام بهذه القصائد، ما عدا قلةٍ قليلة، منهم الفنان كاظم الساهر الذي أتحفنا بأعمالٍ فصحى مع أن هناك تعطشاً كبيراً من الجمهور العربي لهذا النوع من الأغنيات، كذلك أذكر الفنانة فايا يونان وهبة القواس، إذ تقدمان الفصحى بحرفيةٍ عاليةٍ”.
تعاونات جديدة
واختتمت السيفي تصريحها بالتحدث عن جديدها الفني قائلةً: “هناك تعاوناتٌ أخرى لي خلال الفترة المقبلة، إن شاء الله، مع أصواتٍ رائعةٍ وخلَّابةٍ، مثل الفنانة جاهدة وهبي، وولاء الجندي، كما أتطلَّع إلى أعمالٍ أخرى مع أروى”.