ما وراء صيحات “ليس مَلكي”.. اللمبري أقل تحديات تشارلز الثالث تعقيدا

في معظم مناسبات التتويج خلال القرون الثمانية الماضية في بريطانيا، تناول الملوك عند التتويج فطيرة، تحتوي على نوع من السمك – أصبح نادرا حاليا – يعرف بسمك اللامبري.

لكن هذا لن يكون حال الملك تشارلز الثالث، الذي ستحتوي فطيرته على قطع من لحم الخنزير بدلا من السمك، بسبب تناقص أنواع سمك اللامبري في البلاد، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

لكن ربما ستكون هذه أقل مشاكل الملك الجديد، الذي يواجه أيضا مشاكل عائلية كبيرة، وتناقصا في شعبية التاج، وتزايدا في التيار المناهض للملكية في البلاد.

 المملكة المتحدة ستشهد ثلاثة أيام من الاحتفالات بتتويج تشارلز الثالث

“ليس ملكي”

منذ وفاة الملكة، ظهر شعار “ليس مَلكي” للإشارة إلى الملك تشارلز، الابن الأكبر للملكة التي حكمت بريطانيا لعقود.

يقول أوميد سكوبي، محرر الأخبار الملكية في ياهو نيوز في مقال، إنه منذ وفاة الملكة الراحلة، كان هناك تحول ملحوظ في كيفية استقبال الملك وقرينته في جميع أنحاء البلاد.

ووفقا للكاتب، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أنه في حين أن غالبية الأمة لا تزال تؤمن بوجود نظام ملكي، فقد أصبح دعم العائلة المالكة أقل صلابة من أي وقت مضى.

ويقول إن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة يوغوف كشف أن الآراء الإيجابية عن الملك الحاكم الحالي للبلاد انخفضت بأكثر من 20 نقطة منذ تحول التاج من الملكة إلى الملك.

ورغم أن الكاتب يقترح أسبابا مختلفة لتناقص شعبية الملك، تتعلق معظمها بشخصيته ومواقف تاريخية مثل وفاة الأميرة ديانا والمشاكل العائلية التي تعصف بالأسرة المالكة الآن، إلا أنه يقول إن صعود تشارلز إلى العرش مثل بالنسبة لمجموعات مثل الجمهوريين، التي دعت إلى استبدال الملكية بجمهورية برلمانية منذ عام 2006، فرصة لمخاطبة جموع أكثر.

ويقول أن المؤسسة الملكية تبدو أنها “لم تعد محمية بالتبجيل والاحترام الغامر على الصعيد الوطني تجاه الملكة إليزابيث الثانية، بينما يشعر البعض الآن على الأقل براحة أكبر بكثير للتعبير عن آرائهم الحقيقية حول المؤسسة”.

أصبح تشارلز (74 عاما) الذي سيتوج رسميا السبت المقبل أكبر ملك يتولى العرش في أسرة يعود تاريخها إلى ألف عام

أصبح تشارلز الذي سيتوج رسميا السبت المقبل أكبر ملك يتولى العرش في أسرة يعود تاريخها إلى ألف عام

من هم مناهضو الملكية في بريطانيا

في قداس يوم الكومنولث في وستمنستر أبي، أمكن سماع هتافات مجموعات الضغط (المناهضة للملكية) يتردد صداها من الشارع، وفقا لمقال ياهو.

وفي تظاهرة واجهت الملك قبل أشهر، استقبل الزوجان الملكيان بصيحات الاستهجان من مجموعة من النشطاء، الذين صرخوا ، “لماذا تهدر أموالنا؟” و”ألا تؤمن بالديمقراطية، تشارلز؟”.

المشهد هذا كان نادرا للغاية في وقت الملكة إليزابيث، لكنه، وفقا للمقال، أصبح شائعا في عهد تشارلز.

ووفقا للكاتب، فإن هؤلاء النشطاء يتبعون على الأغلب للحركة الجمهورية البريطانية، وهي واحدة من أكثر الجماعات المناهضة للملكية نشاطا وتنظيما في البلاد.

كما أن هناك مجموعة أخرى تحمل اسم “لا مزيد من الملكية” أغلب أعضائها من الشباب، وتسلل اثنان من مناصري هذه المجموعة إلى غرفة نوم في قصر وندسور قبل أشهر للاحتجاج على استمرار الملكية.

مع هذا ينقل الكاتب عن مصدر في القصر الملكي في لندن قوله إن هناك “القليل من القلق” في الوقت الحالي بشأن تنامي المشاعر الجمهورية في المملكة المتحدة.

ويضيف “لم يكن هناك أي شك في أن المشاعر العامة تجاه العائلة المالكة ستتغير مع الملك، هناك الكثير من الأشياء الإيجابية التي يجب التركيز عليها”.

غير المهتمين

لكن المقال يقول إنه “لا أولئك الذين يصرخون “حفظ الله الملك!” أو الذين ينادون “ليس ملكي!” يمثلون الرأي العام تجاه العائلة المالكة.

ويضيف “في مكان ما في الوسط توجد مجموعة متنامية ربما يجب أن تقلق المؤسسة بشأنها – أولئك الذين لا يهتمون بأي من الاتجاهين”.

وتسلط استطلاعات الرأي الأخيرة الضوء على اللامبالاة المتزايدة تجاه العائلة المالكة في السنوات الأخيرة.

الحركات المناوئة للملكية تزداد شعبية في بريطانيا

الحركات المناوئة للملكية تزداد شعبية في بريطانيا

مشاهير الجمهوريين

وقبل فوزه بمقعد الوزير الأول في اسكتلندا، أعلن حمزة يوسف، أن اسكتلندا يمكن أن تتخلى عن النظام الملكي في غضون خمس سنوات من الاستقلال واستبدال الملك تشارلز برئيس دولة منتخب.

كما أن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، ليز تراس، كانت من مناوئي الملكية في شبابها، قبل أن تصبح لاحقا أقصر رئيسة وزراء خدمة للمملكة بعد استقالتها في يوليو الماضي عقب 44 يوما فقط من الحكم.

بالإضافة إلى هؤلاء، هناك قائمة لا بأس بطولها تحوي عددا من المشاهير المناوئين للملكية أو على الأقل المشككين بها.

من بين هؤلاء المشاهير، رسل براند، الممثل الكوميدي البريطاني، والمخرج الحائز على الأوسكار داني بويل، والممثل الحائز على الأوسكار لدوره في فيلم – خطاب الملك – كولين فيرث، الذي قدم شخصية الملك جورج السادس وغيرهم كثيرون، وفقا لموقع nickiswift.

مع هذا كله، فإن الملك، أو ممثله، تلقى الفطيرة الشهيرة عقب التتويج، مثله مثل أسلافه من الملوك، كما سيضع التاج الشهير الذي وضعه الملوك البريطانيون قبله.

ورغم عدم احتوائها على سمك لامبري فعلي، فإن الفطيرة احتوت على منحوتتي لامبري صنعتا بالعجين وخبزتا لتزيين الفطيرة.

وبينما سيحتوي التتويج على العديد من التقاليد القديمة نفسها التي اتبعت منذ ما يقرب من ألف عام، فإن بعض الأشياء ستكون جديدة.

على سبيل المثال ستحتوي العربة الملكية التي تجرها الخيول على تكييف كما سيكون هناك “إيموجي” رسمي للتتويج صادر عن قصر باكنغهام.

ويعود تقليد تزويد الملك باللامبري إلى أواخر القرن 12 على الأقل ، عندما تم تقديم سمكة لامبري، التي كانت وفيرة في نهر سيفيرن المحلي، في المآدب والأعياد الملكية، كما قال أندرو أرمسترونغ، عالم الآثار في مجلس مدينة غلوستر لصحيفة نيويورك تايمز.

في عام 1200، غرم الملك جون رجال غلوستر 40 قطعة نقود – وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت – لفشلهم في تسليم فطيرة لامبري.

وسيكون الطبق الرسمي للتتويج، وفقا لوصفة صادرة عن قصر باكنغهام “كوكتيلا” نباتيا مصنوعا من السبانخ، والطرخون، والجبن، والفاصوليا.

ويشجع الملك والملكة الناس على تقديم هذا الطبق في حفلات الشوارع والحدائق التي ستقام في جميع أنحاء بريطانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة التي تبدأ يوم السبت.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى