المشكلة الدائمة.. لماذا تبقى أسعار الهواتف القابلة للطي مرتفعة جدا؟

أطلقت شركة غوغل مؤخرا النسخة الأولى من هاتفها القابل للطي، بيكسل فولد “Pixel Fold”، عقب انتظار وترقب طويلين لعشاق هذه النوعية من تلك الأجهزة، بيد أن الكثيرين صدموا بعد أن علموا بالسعر الباهظ، الذي وصفه رهط منهم بأنه “مرتفع بشكل لا يصدق”.

ويبدأ سعر الهاتف الجديد من من 1799 دولارًا على الأقل، مما جعل أحد المستخدمين يغرد على تويتر، قائلا: “ثمن سيارتي الأولى كان 1800 دولار.. لقد فقدت شركة غوغل عقلها”.

وقال مستخدم آخر إنه كان يدخر  لفترة من الزمن حتى يتمكن  من شراء الهاتف الجديد، لأنه، وعلى حد كلامه، كان يعلم يقينا أنه سوف يكون باهظ الزمن بمجرد الإعلان عنه، وفقا لما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية.

ليس حكرا على غوغل

ولكن ارتفاع أثمان الهواتف القابلة للطي ليس حكرا على “بيكسل فولد”، فعندما أطلقت سامسونغ ذات النوع من الهاتف  من طراز “غالاكسي فولد”، عام 2020، بلغ سر البيع للمستهلك 1999 دولارًا، وذلك قبل أن ينخفض إلى  1799 دولارًا  على الأقل في الإصدار الأخير، وهو نفس سعر هاتف غوغل الجديد.

وحتى النماذج القابلة للطي من العلامات التجارية ذات الميزانية المحدودة تباع  بأكثر من 1000 دولار في الأسواق العالمية.

وبالمقارنة مع الهواتف العادية الغالية، يمكن للمستهلك أن يشتري هاتف “آيفون” اعتبارا من 799 دولارًا، أي أقل من نصف سعر “بيكسل فولد”، بينما بعض الهواتف التي اشتهرت في التسعينيات وعادت لها بعض الشعبية مؤخرا بشكل مفاجئ، فيمكن أن تكلف أقل من 20 دولارًا.

ويعتبر السعر المرتفع للهواتف القابلة للطي عاملا رئيسيا في عدم انتشارها بشكل كبير، علما أن شركة سامسونغ تسيطر حاليا على نحو 80 بالمئة من سوقها على المستوى الدولي.

وبشكل عام شكلت الهواتف القابلة للطي حوالي 0.7% من سوق الهواتف الذكية في العام 2021، ومن المتوقع أن تنخفض المبيعات بنسبة 2% فقط بعد الكشف عن بيانات السنة المنصرمة.

“السر في المرونة”

وتعد الشاشة المرنة الموجودة في الهواتف القابلة للطي أحد أكبر أسباب ارتفاع تكلفة هذه الهواتف.

فشاشات العرض المرنة تتطلب مزيدًا من الصفات الهندسية، وتصنيعها يكلف أغلى من الشاشات التقليدية.

وعلى سبيل المثال يحتوي هاتف”بيكسل فولد” على شاشتين: شاشة عرض بحجم 5.8 بوصة، وأخرى داخلية بمقاس 7.6 بوصة.

وتساهم المكونات الأخرى الفريدة للأجهزة القابلة للطي في زيادة التكلفة، فمثلا يتحرك هاتف”Pixel Fold” على مفصلة مصممة خصيصًا بزاوية 180 درجة.

كما جرى نقل الآلية للحركة بالكامل من أسفل الشاشة لتحسين مقاومة الغبار وتقليل السماكة الكلية للجهاز، وفقًا للشركة، وهذا يتطلب أيضًا هندسة معقدة وتصنيعًا مكلفًا.

وفي هذا السياق، قال، مدير الأبحاث في ABI Research، ديفيد ماكوين: “تتعلق النفقات بشكل أساسي بالتكاليف المرتفعة للمكونات، لا سيما شاشات العرض القابلة للطي وتقنية المفصلات”، متوقعا ألا تنخفض الأسعار في الآجال القريبة.

“تكاليف التطوير”

ولا تزال الهواتف الذكية القابلة للطي في مهدها، فهي تخضغ إلى الآن للكثير من الأبحث والتطوير، وما ينجم عن ذلك من تكاليف كبيرة.

وفي هذا الصدد، تقول نبيلا بوبال، مديرة الأبحاث في شركة أبحاث السوق IDC: “تحاول الشركات في كثير من الأحيان تعويض استثماراتها عن طريق بيع المنتج بسعر مرتفع”.

ومع ذلك تبقى هذه النوعية من الهواتف منتجًا مناسبًا في الوقت الحالي، إذ يستهدف المصنعون الأشخاص الراغبين في شرائها مبكرًا، مما يساعد على تحقيق الأرباح وتعويض التكاليف.

مستقبل مجهول

وحتى اللحظة يبقى مستقبل الهواتف القابلة للطي غير مؤكد، فلا تزال معظم التطبيقات غير محسّنة للأجهزة القابلة للطي، في حين  أن شركة أبل، المنافس الرئيسي لغوغل، لم تتبنَّ بعد تصنيعها من الأساس.

والهواتف القابلة للطي أيضًا هشة بشكل ملحوظ، فالإصدارات القديمة من هواتف “Samsung Galaxy Z Fold” واجهت مشكلات في الشاشة.

ومن السلبيات أيضا أن إصلاح الأعطال في الهواتف الذكية القابلة للطي مكلف نوعا ما، ولكن قرار “غوغل” بإصدار أول نسخة لها من “بيكسل فولد” قد يساعد على إقناع المزيد من المستهلكين بالإقبال عليه..

وقال شون ميلفورت، طالب دكتوراه في جامعة نورث سينترال، إنه طلب مسبقًا جهازا من هاتف “Pixel Fold” لأنه كان يريد دائمًا هاتفًا ذكيًا قابلًا للطي، دون أن يتخلى عن هواتف غوغل التي اعتاد على استخدامها.

وأضاف: “أنا من أشد المعجبين بهواتف بيكسل، وأحببت فكرة وجود أنواع قابلة للطي من نفس الطراز”.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى