د. زينث داوود مصممة المجوهرات والحاصلة على الدكتوراه في علم الباراسيكولوجي: أؤمن بوجود طاقة كونية للأحجار الكريمة

عندما نتحدث عن الأبواب التي تُفتح عند طرق أبوابٍ أخرى، فلا بدّ من الحديث عن د. زينث داود، السيدة العراقية التي استثمرت مراحل حياتها في التعرف إلى كلّ جديد يثير اهتمامها، وكلّ تخصص أو مرحلة من حياتها ارتبط بما سبقه وما يليه كدائرة مغلقة. بدأت حكايتها عندما خضعت لدورة فن الإتيكيت والبروتوكول، حُبّها لهذا العالم جعلها تدرسه وتتوسع في مداركه، خاصةً تعليم الإتيكيت للأطفال الذين أدهشوها في اختلاف شخصياتهم بناءً على علاقتهم مع أسرهم، ما دفعها لأن تكمل طريقها نحو حيازة شهادة الدكتوراة في علم الپارا سيكولوجي، ما وراء علم النفس. من خلال دراستها لهذا العلم، وقعت في حبّ جزئية العلاج بالأحجار الكريمة، بالطبع قررت دراستها، سحرتها هذه الأحجار القيّمة ما دفعها لإطلاق خط مجوهرات خاص بها، كملّته بخط أزياء. بالمحصلة، أطلقت د.زينث مجموعة Zenith Circle، والتي تتألف من 3 محاور زينث للإتيكيت Zenith Manners، مركز Zenith Zen و Zenith Elegance.
بقلب محبّ وبكرمٍ عراقيّ، استقبلتنا د. زينث في منزلها الذي تحمل تفاصيله جزء من روحها، ومن غير المستغرب بأنها صممت ديكوره الداخلي بأناملها.
إليكم حوارنا الشيق مع امرأة تجرأت لأن تلاحق أحلامها الكثيرة وطموحاتها التي لا تنتهي حتى أصبحت وكأنها نساء عدّة، اجتمعن في سيدةٍ واحدة!

حوار وتنسيق | رنا الطوسي Rana Al Tousi
تصوير | عامر محمد Amer Mohamad
مساعدة تنسيق | ايتشو مايسترادو Icho Maestrado
مكياج وشعر | جوليا رادا Julia Rada
جميع الإطلالات والمجوهرات من Zenith Elegance

د. زينث داود

الإتيكيت ساعدني في تربية بناتي

بعد تخرج زينث من الهندسة المدنية في جامعة البصرة في العراق، خضعت لدورة خاصة بفن الإتيكيت، أحبته ورسخَ في ذهنها لما فيه من رقيّ، احترام، تقدير للذات والمجتمع، وجدت فيه لغة مشتركة بين الناس، وعندما انتقلت إلى أميركا، قررت التوسع فيه وحصولها على شهادة معتمدة في تدريب الاتيكيت والبروتوكول من مدرس واشنطن للإتكيت عام 2012، وعن هذه التجربة تقول: “أعتبر هذا الفن مظلوم، إذ يُروجُ له على أنه مجرد شوكة وسكين وطريقة جلوس، ولكنه في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، فهو أخلاق، تصرفات، أسلوب حياة، ومبادئ حثّ عليها ديننا الإسلامي كعدم التدخل في شؤون الغير أو عدم طرح الأسئلة المزعجة، وهي قواعد لو أننا اتبعناها بشكل صحيح ستكون حياتنا خالية من المشاكل وأكثر تنظيماً”.
كان لهذا العلم دورٌ كبير في طريقة تربية د. زينث لبناتها الثلاث ديما، وما وألما، واللاتي تفتخر بكونها أمهن وصديقتهن، وتقول: “ساعدني تعلّم فنّ الإتيكيت في تربيتهن وتقويمهن، مثلاً، حرصنا على وجود علاقة ودّ واحترام تخلو من الصراخ أو الصوت المرتفع بيننا، علمتّهن احترام صديقاتهن وأسرارهن، عودتهن عند عودتهن من أي مناسبة بعدم خوضي في سؤالهم عن تفاصيل الطعام أو ملابس الآخرين أو ما حدث هناك بالمجمل، وهكذا وضعت حداً للغيبة والنميمة والانتقاد السلبي. الحمدالله، غرزت في بناتي احترام الذات والثقة بالنفس، دوماً أقول لهن تذكروا قبل قيامكن بأي فعل بأنكن سفيرات لي ولوالدكن وبأن الناس سيحكمون على طريقة تربيتنا لكنّ من خلال تصرفاتكن، وعلى قدّر محبتكن لنا ستكونن مخلصات لهذه التفاصيل”.
فن الإتيكيت يتخطى كونه أسلوب حياة، بل يرتبط ارتباطاُ وثيقاً في صحتنا الجسدية، إذ تشرح د.زنيث: “من آداب الإتيكيت، تناول الطعام مع ظهرٍ مستقيم وأكتاف مشدودة للخلف، ما يحافظ على صحة العمود الفقري والمعدة، أما تناول الطعام بالشوكة فيجعلنا نتناول كمية أقل وبالتالي الشعور بالشبع أسرع، يجهل الكثيرون هذه التفاصيل وغيرها، ولكنني أرى بأن الأشياء الإيجابية دوماً تلتقي في نقطة ما، سواء الدين، العادات أو الإتيكيت فهي دوماً تعمل لمصلحة الإنسان وتقويمه.”.

علم البارا سيكولوجي..

بدأت رحلة د. زينث مع علاج العقل اللاواعي عندما لمست من خلال تدريبها فن الإتيكيت للأطفال والمراهقين بأنه لا يوجد طفل يشبه الآخر، وأن طبيعة كلّ طفل تعتمد على لغة التواصل التي يتبعها الأهل معه; لغةٌ حميمة أم حادة، الألفاظ المستخدمة داخل المنزل، التأكيدات التي يسمعها الطفل بشكل مستمر مثل أنت طفل شجاع، جميل، قبيح، قصير.. إلخ، وهنا تشرح قائلة: “هذه التأكيدات تتغلغل في فكر الطفل وتتحكم في تصرفاته، كأن يرى نفسه غير قادر على ترتيب غرفته لأن والده أقنعه بأنه شخص غير مرتّب وفوضويّ. هنا عرفت بأنه يوجد عقل لا واعي يقود عقلنا الواعي، لذا درست علم الپارا سيكولوجي، ما وراء علم النفس في جامعهIBIU البريطانية، وقد ناقشت في شهادة الدكتوراه الخاصة بي موضوع صدمات الطفولة وتأثيرها علينا وعلى نجاحاتنا في المستقبل وعلى معتقداتنا التي تقف في طريقنا. مثلاً، عند علاجي للكثير من الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج وعندما حفرنا في عقلهن اللاواعي، اكتشفنا سوياً بأنهن لا يردن الزواج في الحقيقة بسبب عقدة نفسية شكلها الأب أو الجد ولكنهن غير واعيات لوجودها أو لتأثيرها على قرارتهن! فالعقل اللاوعي هو قائد حياتنا وعلاقاتنا وأعمالنا وحتى أمراضنا. والحمدالله قمت بعلاج الكثير من الأشخاص. كنت أتمنى لو أنني درست علم العقل اللاواعي قبل الزواج لكنه لم يكن معروف كما اليوم، ولكنني أدعو الشباب إلى أن يطلعوا عليه قبل زواجهم ليتعرفوا أكثر إلى معتقداتهم حتى لا تقف في طريق سعادتهم.”.
بعدها قررتْ د. زينث إطلاق خط مجوهرات خاص بها تحت قسم Zenith Elegance، في البداية اعتمدتْ على الفضة والمعادن غير الثمينة المرصعة بالأحجار الكريمة، من ثمّ أدخلتْ معدن الذهب والألماس، حيث تخرج بتصميم مجموعاتها من وحي الطبيعة أو من الأشكال الهندسية بصفتها مهندسة، وبعد ذلك تقوبم رسمها بشكل مبدأي بدائي، تأخذها لورشة العمل ويتم مناقشة الرسومات مع المصمم ومن ثمّ تطبيقها على الكمبيوتر وبعد ذلك يتم التنفيذ لتخرج بشكلها النهائي.

مزجت كلّ العلوم التي درستها كي أقوم بتصميم منزلي، استوحيت طابعه من قصر فيرساي، واعتمدت في تفاصيل تصميمه ما يرفع من الترددات خاصة اللون الأحمر

الأحجار الكريمة

تعلق قائلة: «لكل حجر ذاكرة، فهو يحتفظ بمشاعرنا، لذلك يجب أن نحرص على ألا نرتدي أي حجر ونحن في حالة نفسية سيئة؛ لأنه سيحفظ مشاعرنا ما عدا حجر الكهرب الذي يحسن من الحالة النفسية لذلك أنصح الناس بارتدائه. وأنصح كل شابة أن تعتني بجمالها الداخلي وتنقي روحها قبل أن تركز على شكلها الخارجي فجمال الروح يعكس جمال المظهر».
تكثر أساليب العلاج في علم العقل اللاواعي، ومنها العلاج بالأحجار الكريمة، ومن حبّها لهذه الأحجار وأسرارها، قررت د.زينث أن تدرسها أيضاً، وتقول عن هذه المحطة من حياتها: “الكثير من الأشخاص يشككون بوجود طاقة وفوائد للأحجار الكريمة، ولكننا جميعاً درسنا علم الفيزياء والكيمياء، ونعلم بوجود نيوترونات وإلكترونات تدور في مسارات لكل شيء موجود في الكون، ما يعني بأن الجماد أيضاً يتحرك ولكن ببطيء شديد يصعب ملاحظته، والأمر ذاته ينطبق على الأحجار الكريمة والتي سبحان الله لكل منها تردد معيّن، وهذا التردد يخدم جزء من جسمنا وهالتنا وطاقتنا، ولمن لا يعرف فالشاكرات هي عبارة عن مراكز الطاقة في جسم الإنسان، تستقبل الطاقة الخارجية الكونية وتؤثر على الإنسان نفسياً وجسدياً وكل إنسان له مئات من الشاكرات لكن هناك سبع مراكز طاقة رئيسة، ولكل واحدة من هذه الشاكرات لون، ويتم شحنها وتعزيزها بالأحجار الكريمة من لونها نفسه، مثلاً حجر الجمشت يشحن شاكرة التاج ذات اللون البنفسجي، الزمرد الأخضر والزبرجد مرتبطين بشاكرة القلب الخضراء، من هنا بدأتُ دراسة الأحجار الكريمة وكيفية العلاج من خلال طاقاتها لشحن الشاكرات”.

حكاية الألوان

اكتملت هذه المرحلة بإصرارها على تصميم الأزياء بناء على معرفتها بعالم الألوان، وتضيف قائلة: “على سبيل المثال، اللون الأحمر يشحن شاكرة الجذر، ولأن عالم الألوان جميل جداً، أحببت أن أتعلم كل ما يخصه، سواء في علم طاقة المكان المعروف بالفينج شوي، في الأحجار الكريمة أم الأزياء، ما يعيدنا للنقطة نفسها، جميع المجالات والعلوم مرتبطة ببعضها البعض، فأحيانا أقوم باستلهام تصميم قطعة مجوهرات من الأقمشة التي أستخدمها في تصميم الأزياء”، وتضيف: “كنت أحلم وأنا في السابعة عشر من عمري أن أمتلك علامة مجوهرات خاصة بي وأن ارتدي شيئا يميزني عن الآخرين لذلك عندما بدأت مشروعي هذا حرصت أن أصمم قطعة واحدة فقط من كل تصميم لكي تنفرد السيدة التي تقتنيه ولكي تكون مميزة عن غيرها، كذلك الحال فيما يخص أزيائي، فكل قطعة يتوافر منها تصميم واحد فقط!”.

أنصح كل شابة أن تعتني بجمالها الداخلي و تنقي روحها قبل أن تركز على شكلها الخارجي فجمال الروح يعكس جمال المظهر

منزل المرأة هو انعكاس لشخصيتها

خلال دراستها لتخصص الهندسة المدنية، اكتشفتْ ميلها للألوان والتصميم أكثر من العمل في المواقع، بدأت رحلتها في تصميم الديكور من منزلها الذي بناه زوجها قبل 7 سنوات، حيث قامت بتصميم ديكوره الداخلي بنفسها على مدار عام ونصف، كل زاوية وقطعة فيه تحمل ذكرى أو قصّة، جلبت قطع الأثاث من أميركا ومصر والإمارات، وانتقت الأقمشة وألوانها بيديها.
كان لا بدّ من سؤالها عن حبها الكبير للديكور فأجابت: “أؤمن بأن منزل المرأة هو انعكاس لشخصيتها”، وبالفعل شعرنا بدفء وحميمية بمجرد دخولنا المنزل، وهذا الشعور لمسناه في شخصية د. زينث اللطيفة والكريمة والمحبة للآخرين.
وعن ديكورات المنزل تقول: ” مزجت كلّ العلوم التي درستها كي أقوم بتصميم منزلي الذي أشعر وكأنه واحد من أبنائي، أحببت أن أربطه بفن الإتيكيت، لذا استوحيت طابعه من قصر فيرساي، أشهر بناء في الفن الكلاسيكي الفرنسي، واعتمدت في تفاصيل تصميمه ما يرفع من الترددات، إذ اخترت اللون الأحمر لغرفة الجلوس كي يرفع ترددات الشاكرة القائدة وهي المرتبطة بالأرض والأجداد، ومن القطع التي تحمل رائحة الوطن في منزلي، رمل من حديقة منزلنا في العراق الذي لم أزره لأكثر من 24 عاماً، لوحة بتطريز راقصة باليه جلبتها لي أمي من مدينة البصرة عمرها أكثر من 60 عاماً، بالإضافة إلى مزهرتين فنتج عمرهما يفوق الـ70 عاماً. ودوماً ما أقول للسيدات اللاتي يخضعن لدوراتي الخاصة بفن الإتيكيت بأن أناقة المرأة تبدأ من خزانتها وغرفة ملابسها وليس فقط من غرفة الجلوس التي يجب أن تكون بطبيعة الحال مرتبة ومجهزة لاستقبال الضيوف”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى