المصممة ليليان إسماعيل: لليد الحرفية أهمية كبرى في تجسيد روح الصائغ
رائدةُ أعمالٍ شغوفةٌ بالمجوهرات وما يتفرَّع منها، لا سيما التصميم، والصياغة، إلى جانب التدريب والاستشارة. تفتخر بإدارة علامة خاصّة، تحمل اسم «مجوهرات ليليان إسماعيل»، وقد احتفلت أخيراً بمرور عشرة أعوامٍ على تأسيسه. تعلَّمت حرفة صياغة المجوهرات على أيدي مصممين عالميين خلال دراستها البكالوريوس بجامعة برات في مدينة نيويورك الأمريكية، وتعدُّ حالياً من أهم المحاضِرات والمدرِّبات في عالم تصميم وصياغة المجوهرات، كما تبرع في مجال إدارة الأعمال.. ليليان إسماعيل، في حوارها أفردت أوراق إبداعاتها في التصميم، كاشفةً عن مصادر الإلهام لديها، ورأيها بمفهوم الاستدامة في المجوهرات.
ليليان إسماعيل
كيف يبدو يومٌ عادي في مكتب ليليان إسماعيل؟
مكتب ليليان إسماعيل متَّصلٌ بمتجرنا، ويقوم فريق العمل بعرض المجوهرات في «الفترينات»، والتوجُّه إلى مكاتبهم للقيام بالمهام اليومية، منها التصوير، التصميم، المحاسبة والتسويق. مكتبي عبارةٌ عن مساحةٍ مفتوحةٍ مشتركةٍ بين الموظفات، إذ تدعم علامتنا توظيف النساء في إطار مساندتهن وتمكينهن، وتكسر المساحةُ المفتوحة الحاجزَ بين الموظفات، وتتيح لهن العمل المشترك، ومشاركة المهام بينهن، ما يساعدنا في التوسُّع بالإبداع والابتكار عند إنجاز المهام. كان من المهم بالنسبة لي عند تأسيس هذا المكتب أن يكون بمنزلة استديو فني، وليس مكتباً تقليدياً.
كيف توفِّقين بين اللمسة العصرية المتجدِّدة وعنصر الرصانة الذي يفرضه المجتمع العربي؟
التعبير عن الماضي بلمسةٍ معاصرةٍ وجميلةٍ من الحاضر في رأيي من أكثر الاتجاهات التي تتيح للمصمم والفنان التعريف بنفسه. ألقي الضوء على هذا التاريخ القريب إلى قلبي، وأوقد شعلة التراث عبر تصاميمي من خلال المزج بين العناصر المعاصرة والمفاهيم الثقافية والإسلامية القديمة. كل قطعةٍ ومجموعةٍ، تحكي قصةً فريدةً من نوعها، وتعبِّر عن نفسها بوصفها عملاً فنياً مميزاً. كذلك لا أحصر نفسي في استكشاف عناصر من التراث السعودي فقط، بل يهمني أيضاً التعبير عن هويتي الشخصية، وكل ما يُلهمني، ويرتبط بي، وبهذه القصة أتمكَّن من الوصول للعميل.
ما الذي تغيَّر في تصاميمكِ منذ أن دخلت المجال وحتى الآن؟
درست بكالوريوس الفنون الجميلة في تصميم المجوهرات بجامعة برات في نيويورك، وتدرَّبت على مفهوم المجوهرات والفن بعيداً عن الصبغة التجارية، ووصلت إلى قناعةٍ بأن المجوهرات ليست مجرد سلعةٍ، يتمُّ شراؤها، أو ارتداؤها لقيمتها المادية. إنها قطعةٌ فنيةٌ، تُعبِّر عن هويتنا، ووسيلةٌ يستخدمها المصمِّم لرواية قصةٍ ما. إنها قطعةٌ مثاليةٌ، تعكس روح صانعها الذي بنى علاقةً قويةً مع المادة، وهذا بالضبط ما أحرص عليه. هناك تحوُّلٌ كبيرٌ في تصوُّري للمجوهرات، وأسئلةٌ كثيرةٌ تدور في ذهني، مثل: «ما المجوهرات؟»، وبوصفي مصمِّمةً، تمكَّنت من تطبيق ما تعلَّمته، وأدخلت إبداعي في القطع التي قدَّمتها.
العالم يتطوَّر بشكلٍ سريعٍ، ما الإيجابيات والسلبيات التي طرأت على مجال المجوهرات حتى يومنا هذا؟
هناك إيجابياتٌ كثيرةٌ، يصعب حصرها، لكن من أبرزها:
-
تقنيات التصميم والإنتاج: تسمح تقنيات التصميم والإنتاج الجديدة والمتقدِّمة بإبداع مجوهراتٍ فريدةٍ من نوعها ومعقَّدة بشكلٍ أكبر، وهذا يتيح للمصممين تحقيق أفكارٍ جديدةٍ ومبتكرة.
-
مفهوم الاستدامة: إنَّ ازدياد الوعي بقضايا البيئة والاستدامة، أثَّر إيجاباً في صناعة المجوهرات. اليوم هناك تشجيعٌ على استخدام موادَّ مستدامة، مثل الألماس المصنَّع والمعادن التي يعاد تدويرها في صناعة المجوهرات.
-
الوصول العالمي: التطور في وسائل الاتصال والتجارة الإلكترونية، أتاح للمصممين والعلامات التجارية الصغيرة الوصول إلى جمهورٍ أوسع عبر الإنترنت، ما يزيد من فرص نجاحهم، ويزيد ثقة العملاء بشراء المجوهرات إلكترونياً.
أما السلبيات، فهي:
-
زيادة تكلفة سعر الذهب والمواد الخام، مثل الألماس، خاصةً بعد جائحة كورونا.
-
التأثير البيئي: هناك تطورٌ جيدٌ في مجال الاستدامة، لكن لا تزال بعض الممارسات في صناعة المجوهرات، تؤثر سلباً في البيئة، مثل استخراج المواد واستهلاك الموارد.