وَاجَه اليمنيون في عام 2022م أوضاعًا مأساويةً في مختلف الجوانب الاقتصادية والتعليمية نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار التي تجاوزت الضعف عن الأعوام الماضية.
فيما يشهد اليمن حربًا مستعرةً بين الحكومة اليمنيه من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى منذ ثماني سنوات، مخلفةً أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.
ويعرب العديد من المواطنين عن استيائهم جراء الأوضاع المزرية التي مروا بها في العام الماضي، بعد تردي الاقتصاد وارتفاع الأسعار، وعدم توفر الأعمال والأشغال، كما يتمنون بحلول العام الجديد أن تستقر الأوضاع وتنتهي الحرب.
يقول الناشط الشبابي، ليث جازم إن: “عام 2022م افتقر فيه المواطن اليمني إلى أبسط مقومات العيش الكريم، إذْ كان هذا العام أكثر الأعوام انقطاعًا للغاز المنزلي، وعدم توفر الأعمال، ولم يجد فيه المواطن اليمني ما يسد به رمق جوعه”.
وأضاف جازم تدهورت أسعار العملة المحلية مقارنةً بالعملات الأجنبية، مع عدم وجود أي نوايا من قبل أطراف النزاع لإنهاء الحرب وترك النزاعات مما يؤول إلى مؤشر خطير بإطالة أمد الحرب والنزاع في اليمن، وهذا ما يثقل كاهل المواطن اليمني ويجعله يتذمر أكثر، من الأوضاع الجارية في البلاد”.
وناشد كافة الأطراف اليمنية المتنازعة إلى النظر لحال المواطن البائس الذي يكابد الحياة ويصارع الأزمات.
ومضى قائلًا:” في حلول العام الجديد 2023م حلمي كحلم أي شاب يمني يحلم بالاستقرار في جميع مجالات الحياة المختلفة حتى أستطيع أن أعيش بسلام”.
تدهور الوضع المعيشي
تدهورت الأوضاع المعيشية خلال العام الماضي بشكل غير مسبوق؛ فقد تجاوز سعر الكيس الدقيق 50 كيلو جرام ( 45ألف ريال) والزيت المستخدم في طهو الطعام 5 لتر وصل إلى (13ألف ريال) الأمر الذي فاقم أوضاع المواطنين بشكل كبير خاصة مع عدم توفر الأعمال والأشغال وتقليص المواد الإغاثية لدى النازحين.
في السياق ذاته، يقول المواطن “موسى المليكي إن :عام 2022م مضى محملًا بالمتاعب والمشاق جراء ارتفاع المواد الغذائية بشكل مهول، فقد تجاوز سعر الكيس الدقيق 45 ألف ريال في مناطق الحكومة الشرعية، ناهيك عن المتطلبات الأخرى”.
وأضاف ” المواطن اليمني خلال العام الماضي ولاسيما العاملون في الأجر اليومي لم يستطيعوا توفير مقومات العيش لأسرهم من غذاء ودواء”.
وتابع ” في المدن توجد منظمات إغاثية إنسانية تدعم المواطنين النازحين ببعض المواد الغذائية، لكنها خلال هذا العام قلصت من الدقيق إلى أربعين كيلو والزيت إلى 5 لتر بعد أن كان الدقيق 50 كيلوجرام والزيت 10لترات بالإضافة إلى أن التوزيع أصبح مرةً كل شهرين”.
وأردف “في الأرياف فقد الكثير من المواطنين محاصيلهم الزراعية إثر شحة الأمطار الموسمية خلال الصيف، مع عدم توفر مصادر دخل يعولون بها أسرهم، فهم يعتمدون بشكل رئيسي على الزراعة”.
واختتم قائلًا:” أتمنى ان يأتي عام 2023م يحمل بشرى جميلة تمحو كل المعاناة التي مرت في الأعوام السابقة، وأن تنتهي الحرب التي دمرت البلاد، وتتوحد فيه كل الأطراف في الحكومة الشرعية تحت قيادة واحدة”.
انقطاع رواتب الموظفين
بدوره يقول المواطن، محمد يوسف إن:” اليمنيين مرّوا بأوضاع مأساوية جدا جراء انقطاع الرواتب التي أصبحت لا قيمة لها مع تدهور العملة وارتفاع الأسعار في مناطق سيطرة الشرعية”.
وأضاف يوسف” وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فهناك انقطاع دائم ومستمر للرواتب، مصحوب بالغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية وهذا موجع أكثر”.
وتابع” المواطن اليمني الذي يتقاضى أجورًا زهيدة جدًا، فهذه لم تعد تساوي شيئًا حاليًا؛ لأن اليمن تستورد المواد الأساسية من الخارج ولا يوجد لدينا عمله حقيقية قوية نستطع من خلالها شراء هذه المواد بأسعار رخيصة مما يأثر سلبًا على حياة المواطن اليمني”.
وبين يوسف أن” اليمن تعد من أشد الدول فقرًا في العالم خاصة مع استمرار الحرب المتواصلة والحصار الذي تشهده اليمن بعد توقف تشغيل موانئها وصادراتها”.
وأردف” منذ ثمانية أعوام واليمن تعاني من صعوبة المعيشة خصوصًا مع انقطاع المرتبات وانهيار العملة ، والغلاء الذي يتضاعف بين حين وآخر، فالكثير من الأسر اليمنية اليوم باتت تعيش تحت خط الفقر ولم تعد تمتلك قوت يومها”.
ومضى قائلًا:” نتمنى أن تنتهي الحرب الدائرة في الوطن، وأن توضع حلول عاجلة لانهيار العملة، وتشغيل الموانىء المتوقفة ورفع الأجور للمواطنين وتوفير فرص عمل للشباب، وبهذا سيعم الاستقرار الذي ينعكس إيجابًا على المواطن اليمني”.
غلاء المستلزمات التعليمية
ارتفع سعر المستلزمات التعليمي والدراسية خلال العام الماضي إلى الضعف وباتت سعر الورقة في المكتبات 35 ريالًا وسعر القلم الواحد 200 ريال والمواصلات المشوار الواحد 200ريال ما أنعكس سلبًا على حياة العديد من الطلاب خلال العام المنصرم.
من جهته، يقول أسيد عبدالغني( طالب جامعي)، إن:” 2022 كان عامًا متعبًا لنا نحن الطلاب، فقد تجرعنا فيه الغلاء المعيشي من جهة وارتفاع أسعار الأدوات الدراسية التي ارتفعت وترتقع باستمرار من جهة أخرى”.
وأضاف عبد الغني أسعار الأدوات الدراسة من كتب وملازم، ومراجع، وأقلام ، وحقائب زادت الضعف مقارنةً بالعام الماضي بالإضافة إلى المواصلات، و الإيجارات و أسعار المواد الغذائية”.
وتابع” هذا الأمر أثقل كاهلنا نحن الطلاب وأشغل تفكيرنا مما جعل كثيرًا من الطلاب يعزِفون عن مواصلة التعليم ومن بقي منهم في حياة العلم فهو شارد في أغلب أوقاته”.
متابعات