دارين حداد: كنت أخشى الزواج.. ورفضي للأدوار الجرئية مبدأ شخصي

خاضت الفنانة التونسية دارين حداد، رحلة مليئة بالشغف والاجتهاد، لتصنع لنفسها مكانة مميزة في عالم الفن، التي ولجت إليه من بوابة عملها كمضيفة طيران، وخطت فيه بخطوات واثقة وشغف لا ينضب، مسيرة تجمع بين الاحترافية والإبداع، محافظة على مبادئها في اختيار أعمالها.
في حوار الأسبوع مع موقع “فوشيا”، تتحدث دارين حداد عن زواجها وحياتها الشخصية، إضافة إلى جوانب من رحلتها الفنية وطموحاتها المستقبلية، مقدمة للقارئ صورة فنانة صادقة ومجتهدة، تعرف كيف تسير بثبات نحو الأفضل.
دارين حداد: حياتي الشخصية ملكي.. والأضواء للفن فقط
View this post on Instagram
بداية نبارك لكِ عقد قرانك، كيف تصفين هذا الحدث في حياتك اليوم؟
أود أن أشكر الجميع على التهاني والمباركات، فقد أسعدتني جميع الرسائل سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الرسائل الخاصة، وكذلك المكالمات الهاتفية، وهذا أمر مفرح للغاية. لقد كنا مؤخرا على قائمة “الترند” في مصر، وكان الجميع متشوقا لمعرفة من هو زوجي وما هي هويته.
أنا سعيدة جداً، فهذا حدث جميل وجديد في حياتي، خصوصًا أنني لم أكن أمتلك الرغبة في الزواج سابقًا، إذ كنت أخاف دائمًا من المشاكل التي قد تنشأ بحكم عملي كفنانة، وأؤمن بأن الزواج يجب أن يكون مع شخص نتفق معه ونتفاهم.
ولطالما شعرت أن الزواج أمر مخيف وليس سهلاً، حتى قدر الله أن قابلت الشخص الذي كان متفهمًا وداعمًا نفسيًا، أشعر بالراحة معه، وشجعني على اتخاذ قرار الزواج وبناء عائلة. لقد أحببت اهتمامه وحرصه على وجودي في حياته، وهو أمر بالغ الأهمية لكل فتاة. وعندما تعرفت عليه وعلى وعائلته، رغبت بأن أكون جزءًا منهم، وهو من شجعني على ذلك، وكان الله قد كتب لنا أن نكون معا. كل شيء حدث بسرعة، وكل ذلك كان بقدر الله.
اخترت أن يكون الحفل بسيطا وهادئا، هل هو اختيار مقصود بعيد عن الأضواء؟
اخترت أن يكون الحفل بسيطاً، وحتى حفل الزفاف لن يكون كبيراً، إذ لا أحب أن أنشر تفاصيل حياتي الشخصية للناس. هذا قرار شخصي اتخذته بنفسي، ولم يكن مقصوداً إخفاؤه عن الجمهور، بل أحرص على أن تبقى حياتي الخاصة ملكي وحدي.
هل العريس من الوسط الفني؟
ليس من الوسط الفني، بل هو كابتن طيار، وهذا يعيدني إلى المجال الذي عشته سابقاً، حيث كنت مضيفة طيران في بداية حياتي.
هل سيغير الزواج سيغيّر في إيقاع حياتك أو اختياراتك الفنية؟
لن يكون هناك أي تغيير في حياتي، وسأواصل العيش وفق المبادئ التي اعتدت عليها، إذ ليس هناك ما يستدعي التغيير. بالعكس، فهو يقدّر عملي ويشجعني دائمًا، ولن يتأثر نمط حياتي الحالي، بل ستستمر شراكتي الزوجية جنباً إلى جنب مع مسيرتي المهنية بشكل متناغم.
كيف تصفين رحلتك من مضيفة طيران إلى نجمة على الشاشة؟
كانت رحلتي جميلة حقًا، فأنا أحب كلا المجالين، وحالياً عدت إلى المجال الأول من خلال زوجي الذي يعمل في مجال الطيران. أحببت العمل في كلا المجالين وعملت فيهما بشغف وحب. بل على العكس، عندما أراه متوجها إلى عمله، أشعر بالمتعة والارتياح وكأنني أعود إلى ذلك العالم القديم الذي أحببته، وما زلت أعيشه ولم أبتعد عنه أبدا. الرحلتان كانتا مليئتين بالشغف الحقيقي، وعلاقاتي مع أصدقائي في مجال الطيران لا تزال قوية حتى اليوم، وهم يحبونني كثيراً ويعاملونني كأنني جزء من عائلاتهم. أما في الوسط الفني، فلدي الكثير من الأصدقاء الذين أكن لهم كل المحبة والاحترام، وأنا سعيدة جدًا لأنني تمكنت من العمل في مجالين أعشقهما بكل صدق.
دارين حداد: تجربتي مع عادل إمام فريدة.. وأحببت “المداح” لهذا السبب
View this post on Instagram
بعد سنوات من الاستقرار في مصر، هل تشعرين أنك وجدت توازنك الشخصي والمهني؟
في الحقيقة، لم أشعر بالغربة أبدا. قبل الزواج، لم أشعر بالغربة لأنني كنت أقسم وقتي بين تونس ومصر، وأزور عائلتي باستمرار، وأسافر من بلد إلى آخر. كل انشغالي في مصر كان يتركز على عملي وتحقيق أهدافي، وبفضل ذلك، تمكنت من بناء حياتي وأصدقائي. اليوم أصبح لدي زوج وعائلتان بين تونس ومصر، والحمد لله.
من بين جميع أفلامك ومسلسلاتك.. أي عمل ترك الأثر الأكبر فيك؟
من بين هذه الأعمال، يبقى فيلم “الفيل الأزرق” هو العمل الذي ترك الأثر الأكبر، لأنه شهد نجاحاً كبيراً. كذلك مسلسل “فرقة ناجي عطاالله”، وتجربتي التي أعتبرها فريدة مع الأستاذ عادل إمام التي أتمنى له الصحة والعافية، ومسلسل “الضاحك الباكي” مع المخرج محمد فاضل. كما أحب المسرح كثيرا، والمسرحية التي قدمتها مع محمد سعد في “موسم الرياض” تحتل مكانة خاصة في قلبي، وأحب المسرح أكثر من السينما والدراما. كما أن مشاركتي في مسلسل “المداح 5” في دراما رمضان 2025، كانت تجربة مهمة، وحصلت على جائزة عن دوري في هذا العمل، فالتعاون مع المخرج أحمد سمير فرج والفنان حمادة هلال كان شرفاً لي، فهلال من أفضل الفنانين الذين تعاملت معهم على جميع المستويات، كما أنه إنسان متواضع ومحترم جداً، والعمل معه كان سلساً دون ضغوطات، وقد أحببت دوري في هذا العمل كثيراً.
ما الذي تعلمته من تجربة مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” مع عادل إمام؟
كل مكان تصوير فيه “الزعيم” عادل إمام لا يُعلى عليه. لقد عملت تقريبًا مع معظم النجوم، ولهم مني كل الاحترام والتقدير، لكن تجربة العمل مع عادل إمام كانت مختلفة، فهو يتمتع بكاريزما فريدة. وكذلك الأستاذ سمير غانم رحمه الله، الذي تعاملت معه في برنامج “ضحكة سمير”، كانت تجربتي معه مميزة جداً. التعامل مع هذه القامات الفنية الكبيرة يمثل لي تاريخاً وشرفاً، وأسلوبهما في “اللوكيشن” والتصوير مختلف تماما.
ما أكثر صفة تحتاجها الممثلة التونسية لتنجح في مصر؟
أن تحافظ على هويتها، وتعيش بنفس التحفظ والاهتمام كما في بلدها، أمر صعب بالفعل. فالفنانة حين تكون من جنسية أخرى وتعمل في بلد مختلف، يجب أن تتأقلم مع هذا البلد وتفرض شخصيتها وأصولها ولغتها. صحيح أنه من الضروري التحدث باللهجة المصرية لفهم بعضنا البعض، لكننا دائمًا نعود إلى جذورنا التونسية. وعندما تعيش الفنانة في بلد آخر، تكون تحت الأضواء بشكل أكبر، وتمثل بلدها؛ ما يتطلب الانتباه لطريقة تصرفاتها وكلامها ومظهرها وصورها، فكل الأنظار تترقبها أكثر مقارنة بما لو كانت في وطنها، وتشعر بأن كل شيء محسوب عليها وبأنها مقيدة أكثر.
دارين حداد: الفنانة التونسية ليست ضيفة في مصر
View this post on Instagram
هل تشعرين أن الفنانة التونسية تُعامل في مصر كضيفة أم كجزء من المنظومة الفنية؟
لا تُعامل كضيفة، ولا يوجد فرق بينها وبين الفنانات الأخريات، فالمعاملة هي نفسها، وتعتمد أيضا على كيفية فرض شخصيتك وطريقة تعاملك مع الآخرين. وهناك تقدير واحترام متبادل، فلكل منا نفس الاهتمامات والمكانة في العمل.
كيف ترين صورة المرأة في الدراما العربية اليوم؟
تحتل المرأة في الدراما العربية مكانة مهمة، وقد عملت مؤخرا في مسلسل يتصدره النساء تقريبا. فالمرأة تمثل جزءًا أساسياً ورئيسياً في كل عمل، ولها قيمتها ليس فقط في الأعمال الدرامية، بل في جميع المجالات. فهي فرضت وجودها وشخصيتها، والتمثيل هو الوسيلة التي تقدّم من خلالها صورة المرأة في المجتمع، وهذا أمر ذو قيمة كبيرة جدًا.
تؤكدين دائما أنك ترفضين الأدوار الجريئة، هل هو خيار فني أم مبدأ شخصي؟
أرفض الأدوار الجريئة منذ البداية ومنذ أول أعمالي، فهي خيار شخصي بحت ولا علاقة له بالفن نفسه، إذ لا أرى أنها ضرورية. فالدور يمكن أن يُجسَّد بجُرأة أو بدونها، ويمكن فرضه وتوصيل رسالته بطريقة غير مباشرة، دون الحاجة إلى الجرأة التي قد يفرضها أحياناً المخرج. لدي مبدأ ثابت لا يمكنني تجاوزه، ولم أتربَّى على نمط يخالفه، ولا أنتمي إليه، فأنا في مجال الفن ولا أعتبر هذه الجرأة أمراً جوهرياً، إذ يمكنني تقديم أي عمل وتوصيل المعلومة بطريقة غير مباشرة، وليس بالضرورة بشكل مباشر، فنحن لسنا في هوليوود. ومن يقبلك سيقبلك كما أنت، وهذا هو المعيار بالنسبة لي.
نعرف أنك محبة كبيرة للحيوانات وخاصة كلبتك “فندي”، ماذا تمثّل لك؟
لا أستطيع أن أعيش في منزل يخلو من الحيوانات الأليفة، وخصوصًا الكلاب، لأني أحبها كثيراً. أعيش مع كلبتي “فندي”، وهي جزء من حياتي وروح تشاركني المنزل. هناك تعوّد وحب لا يمكن وصفه، فهي تمنحني الحب والحنان دون مقابل، وأشعر بأنها قطعة مني. أصطحبها معي عندما أسافر، فهي ونيسة ورفيقة دائمة بالنسبة لي.
هل تشعرين أن الفنان بحاجة لمساحة من العزلة والهدوء خارج الأضواء؟
العزلة ضرورية للراحة، فحياتي الشخصية كانت وما تزال ملكي الخاص حتى قبل الزواج. والحمد لله، زوجي يشاطرني نفس التفكير والأسلوب، ونتفهم بعضنا البعض جيدا. الأضواء جزء من عملي لا يمكن الاستغناء عنه، لكنني لا أحب كثرة الظهور، بل أفضل الظهور في المناسبات المهمة، والأهم بالنسبة لي أن يتحدث الناس عن أعمالي وليس عن حياتي الشخصية.
كيف تتعاملين مع الضغط والانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي؟
“السوشيال ميديا” بصراحة، أصبحت مخيفة وخارج السيطرة، فقد تجاوز الوضع حدوده، وما يحدث اليوم يمثل قلة احترام أكثر منه حرية شخصية، سواء في تونس أو مصر أو في الوطن العربي بأسره. فليس كل الناس يتعاملون مع هذه المنصات باحترام. في الحقيقة، أفضل أن أتعامل معها بدبلوماسية، وحتى عندما أقرأ أخبارا كُتبت عن لساني، أضحك وأقول: “متى قلت هذه الأخبار؟” من وجهة نظري، من يفعلون ذلك هم أشخاص لا يشغلهم شيء في حياتهم، وهذه هي ضريبة الشهرة في النهاية.
View this post on Instagram




