ألم الطّلاق أم ألم الخيانة؟

بقلم/مايا الهواري

الزّواج سنّة الحياة لتكوين الأسرة الّتي هي الخليّة الأساسيّة في المجتمع، وقد يكون الزّواج ناجحاً وآخر لا ينجح، وعدم نجاح الزّواج لا يعني أن يؤول للطّلاق، فبعض الأسر تستمر رغم المشاكل الحاصلة بسبب وجود الأبناء، إلّا أنّها لا تعيش بسعادة وهناء، في حين البعض الآخر يرى الطّلاق هو الحلّ الأمثل للخروج من الحالة البائسة الّتي تسود الأسرة، وأيّاً كانت النّتائج فإنّ للطّلاق آثاره السّلبيّة على الأبناء وألمه الكبير على الزّوجين، هذا الألم الذي يدوم لفترة معيّنة حسب سبب الطّلاق سواء كان طلاقاً بعد مشاكل أو طلاقاً ودّيّاً بين الزّوجين، كما الخيانة التي لها وقعها في القلب وتسبّب الحزن الكبير نظراً لآثارها السّلبيّة كالطّلاق، فالبعض يرى أنّ ألم الطّلاق أخفّ من ألم الخيانة والبعض يرى العكس، إلّا أنّه لا يمكن المقارنة بهذا الشّكل، فكلّ منهما له مشاعره وظروفه التي تحتّم على المرء مشاعر معيّنة بعد انتهاء الموقف، سواء أكان طلاقاً أم خيانة، فالخيانة الّتي تأتي بعد حبّ عميق في القلب تكون صدمتها كبيرة وألمها أكبر وأكبر، أمّا الطّلاق ففي بعض الأحيان يكون سبيلاً لراحة المرء بعد المشاكل والصّعوبات، وأحياناً مسبّباً للألم كحالات الطّلاق الّتي تأتي بغتة، كأن تطلب المرأة الطّلاق والرّجل لا يريده أو العكس لأسباب معيّنة وليست جوهريّة لكنّ أحدهما مصرٌّ على الطّلاق، فهنا يسبّب الطّلاق حزناً داخليّاً وقهراً للطّرف الآخر، وسيستغرق وقتاً طويلاً للشّفاء من ذلك، أمّا الخيانة فيمكن تعويض أثرها بالمشاعر والطّبطبة والإحساس بالأمان، لذلك ألم كلّ من الطّلاق أو الخيانة يتوقّف على المشاعر قبل حدوث الأمر، وأيّاً كانت الأسباب فإنّ النّتائج سلبيّة وتعود على كلّ أفراد الأسرة بالحزن.
إنّ اتّخاذ قرار الانفصال قرار صعب يجب التّريّث والتّفكير فيه جيّداً، والأخذ بعين الاعتبار آثاره السّلبيّة الّتي قد تنتج عنه.
نستنتج ممّا سبق أنّ الحياة مملوءة بالصّعوبات والمنغّصات والعثرات، وليس من المعقول عند أوّل عثرة نقف ولا نكمل المسير، بل نتحدّى كلّ هذه المطبّات لنشكّل أسرة سعيدة هانئة تعود على المجتمع بالازدهار فهي بوّابته الأساسيّة.

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى