علماء ينجحون مجدداً في تفكيك لغز «الموت» وهذا ما يحدث للدماغ

تمكن علماء أمريكيون من تفكيك لغز «الموت» جزئياً، حيث نجحوا في قراءة الدماغ وما يحدث له خلال اللحظات الأخيرة لحياة الإنسان في محاولة لفهم ما يجري للإنسان عندما يموت، وكيف يغادر الحياة إلى غير رجعة.

وحسب تقرير نشرته جريدة «الغارديان» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فقد توصل العلماء إلى وجود نشاط دماغي «شبيه بالوعي» لدى المرضى الذين يحتضرون.

وفي الدراسة التي تهدف إلى تحليل معنى الموت وما يحدث للإنسان عندما يموت، لجأ الباحثون لدراسة حالة أربعة مرضى ماتوا في المستشفى.

وفي تفاصيل الدراسة التي نشرها العلماء في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة فقد قاموا بمراقبة أدمغة المرضى الأربعة الذين ماتوا في المستشفى مستخدمين في ذلك تسجيل بيانات تخطيط كهربية الدماغ «EEG».

وكان جميع المرضى الأربعة في غيبوبة تامة وغير مستجيبين لأي علاج واعتُبروا خارج المساعدة الطبية. وبعد إذن من عائلاتهم، تم فصل أجهزة دعم الحياة عنهم وتعرضوا لاحقا لسكتة قلبية وماتوا.

وحلل العلماء لاحقا بيانات نشاط الدماغ في اللحظات التي أعقبت فصل أجهزة دعم الحياة حتى وفاة المرضى بعد تخطيط كهربية الدماغ.

وعند إزالة جهاز التنفس الصناعي، أظهر اثنان من المرضى زيادة في معدل ضربات القلب إلى جانب زيادة نشاط موجة جاما، والتي تعتبر أسرع نشاطا للدماغ وهو مرتبط بالوعي.

وقال جيمو بورجيغين من جامعة ميتشيغان الأمريكية، الذي قاد الدراسة، «رأينا إشارات عصبية محتملة للوعي». وأضاف: «بروز تجربة حية من دماغ مختل أثناء عملية الموت هو تناقض علمي عصبي».

وتم اكتشاف النشاط فيما يسمى بالمنطقة الساخنة، وهي منطقة في الجزء الخلفي من الدماغ مرتبطة بنشاط الدماغ الواعي. وارتبطت هذه المنطقة بالحلم والهلوسة البصرية في الصرع وتغير حالات الوعي في دراسات الدماغ الأخرى.

وقال بورجيغين: «ربما يكون ذلك بمثابة تنشيط للوعي الداخلي السري وإخراج ذكريات الماضي، ويمكن أن يكون آلية للبقاء على قيد الحياة في الدماغ. لا نعرف ذلك».

ويبذل العلماء جهوداً مضنية من أجل الكشف عن حقيقة الموت، وما يحدث للإنسان عندما يُفارق الحياة، حيث كان مجموعة من علماء الكيمياء قد كشفوا قبل سنوات عن المشاعر التي تصيب الإنسان وهو في سكرات الموت، كما تمكنوا من تحديد التحولات التي تطرأ على الدماغ قبيل الموت، وقاموا بتحليل مضمونها وقراءتها.

وأظهر فيديو جديد تداولت مضمونه صحف غربية متعددة، ويظهر فيه علماء كيمياء يشرحون بالضبط التغيرات الكيميائية التي تطرأ على دماغ الإنسان في اللحظات التي تسبق الموت بقليل، وبموجبها قاموا بتحديد المشاعر التي تصيب الإنسان وهو يموت.

ويشير الفيديو الصادر عن جمعية الكيميائيين الأمريكيين إلى أن أول شعور يصيب الإنسان وهو مقبل على الموت هو الشعور بالخوف، ومن ثم يتعاظم هذا الشعور ويشتد، وينشأ رد فعل يتطور ويجعل الإنسان على استعداد تام للهروب والركض بعيداً عن المكان الذي هو فيه.

وحسب الباحثين الكيميائيين فإن نتائج الخوف الذي يسيطر على الإنسان قد تكون تحت السيطرة من قبل مجموعة من الخلايا العصبية، أو خلايا أخرى في الدماغ تكون متواجدة في منطقة بالغة الحساسية إزاء التوتر والاجهاد، وهي منطقة تعمل كجهاز استشعار للتوتر والاجهاد النفسي الذي يمر به الإنسان.

ويقول الكيميائيون إن حالة الخوف التي تسبق الموت تدفع جسم الإنسان إلى إفراز كميات كبيرة من «الأدرينالين» تمنحه قدرة عالية على رد الفعل ونشاط عالي المستوى، يجعل لديه القدرة على القتال والرد العنيف من أجل البقاء على قيد الحياة.

وفي وقت سابق، تمكن علماء بريطانيون من تحديد رائحة جسم الإنسان بعد وفاته مباشرة، حيث قالوا إنها تشبه تماماً رائحة العشب المقصوص تواً، ورائحة السمك الطازج.

إلى ذلك، يواصل العلماء والأطباء البحث عن علاج للموت من أجل مكافحته ولو بشكل جزئي، حيث يعملون على مدار الساعة من أجل دراسة الخلايا البشرية ومحاولة التوصل إلى علاج للموت، وهو الحلم الذي يبدو أنه سيقودهم إلى الكثير من الحقائق المهمة.

وتمكن علماء مؤخراً من اكتشاف السر وراء الشيخوخة، وهو ما يمهد الطريق للتوصل إلى علاج للشيخوخة على الأقل إن لم يكن علاجاً للموت في حد ذاته.

وحسب تقرير نشره موقع «ميديكال إكسبرس» المتخصص في الأخبار والعلوم الطبية فإن علماء من كلية أينشتاين الطبية في الولايات المتحدة اكتشفوا أن عدد التحولات في الخلايا الجسدية يزداد مع التقدم في العمر ما يشكل أساس الشيخوخة وتطور مرض السرطان.

ويفيد الموقع أن علماء الأحياء حددوا تسلسل النوكليوتيدات في جينوم الخلايا اللمفاوية В لدى أشخاص تقل أعمارهم عن 100 عام.

ويشكل هذا الاكتشاف مقدمة مهمة في طريق التوصل إلى علاج للشيخوخة والقضاء عليها، وفي طريق التوصل إلى علاج نهائي لمرض السرطان أيضاً، وذلك في حال نجح العلماء في التحكم في التحولات التي تمكنوا من رصدها وملاحظتها في الخلايا البشرية.

وكانت جريدة «دايلي ميرور» البريطانية نشرت قبل سنوات نتيجة دراسة أجريت لمعرفة أسرار «الموت» وما إذا كان من الممكن التحكم فيه أو العثور على علاج له أو حتى إعادة الموتى إلى الحياة من جديد.

وجاءت المفاجأة في تلك الدراسة أن العلماء اكتشفوا أن الدماغ البشري يستمر في العمل لمدة 5 دقائق بعد الموت وهذا يعني أن هناك احتمالا بإمكانية عودة الميت إلى الحياة.

كما وجدوا أنه بعد انقضاء هذا الوقت يسود نشاط كهربائي في الدماغ يسمى «انتشار الاكتئاب» ما يؤدي إلى إيقافه عن العمل ويجعل عملية الإنعاش مستحيلة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى