الإيجابيّة في الحياة

مايا الهواري

حياتنا مليئة بالإيجابيّات والسلبيات، فهي مشروع اندماج بينهما، والإنسان الذّكي من يستغلّ هذه الإيجابيّات ويحوّل السلبيّات لإيجابيّات يستفيد منها ولا يجعلها عائقاً أمام تحقيق أهدافه أو حتّى أمام متابعة مسيرة الحياة، فكلّ شخص معرّض للمرض، التّعب، العسر والضّوائق الماليّة، فقدان العمل المشاحنات مع البعض إلخ، وعليه في هذه الحالة أن يسخّر ذكاءه العاطفيّ لمواجهة هذه الأمور، فالمرض مثلاً هو ابتلاء من الله ولكن أخذه من الناحية الإيجابيّة يجعله يقابل هذا المرض على أنّه نعمة وليس نقمة عليه، فالمرض قد يكون تكفيراً للذنوب، وقد يكون درساً بسيطاً ليستشعر الإنسان نعمة الصحة التي لا تضاهيها نعمة، وأيضاً تذكيره بالله تعالى وعظمته، كذلك فقدان المرء لعمله قد لا يكون سلبياً كما يظنّه في بداية الأمر، بل بداية لعمل جديد أفضل من السّابق، والكثير الكثير من الأمثلة في حياتنا يجب أن نفكّر بها بشكل إيجابيّ، لأنّ التفكير السّلبي يحوّل حلو الحياة لمرّها، ويأخذ صاحبه باتّجاه مغاير لما هو مطلوب، وخصوصاً في العلاقات التي تتطلّب اتخاذ قرار حازم، كقرار الارتباط والزواج، إذ يتردّد البعض في إبداء القبول تجاه الشخص الآخر مخافة ألّا يكون قادراً على تحمّل مسؤوليّة الزّواج أو إسعاد شريك الحياة، ويأخذه التفكير السلبي للرفض ويتسلّل الخوف داخله ليغيّر تفكيره لعدم الموافقة دون أسباب مقنعة لذلك، غير التفكير السّلبي الذي طغى، لذلك على المرء عند اتخاذ قرارات كبيرة ومهمّة في حياته أن يأخذ مشورة الأهل وأهل الاختصاص وأصحاب الثّقة، فهم لديهم من الخبرة ما يكفي لتوجيهه الوجهة السّليمة، كما ينبغي طرد الخوف الداخلي من النّفوس لأنّه عائق كبير أمام تطوّر المرء.

نستنتج ممّا سبق أنّه على الإنسان أن يمتلك الذّكاء العاطفيّ ويجعل تفكيره إيجابياً يقوده نحو التطوّر، ويبتعد عن السلبية التي تعتبر مدمّرة للعلاقات، والتفكير والعمل على توظيف كلّ ما هو إيجابيّ لخدمة الإنسان ودفعه نحو الأمام بما يضمن تطوّره وازدهاره وامتلاكه قارب الحياة السعيدة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى