هل زيارة وفد عسكري سعودي إلى أرخبيل سقطرى يأتي في إطار الصراع والتمدد بين السعودية والإمارات على الجغرافيا اليمنية؟
اتَّجه وزير الدفاع، الفريق محسن الداعري، من مأرب إلى سقطرى، ومعه وفد عسكري سعودي، وقيادات من الجيش اليمني، في زيارة هي الأولى لقيادة وزارة الدفاع منذ سيطرة الانتقالي عليها في يونيو من العام 2020م، فما دلالة هذه الزيارة؟
هل تأتي في إطار الصراع والتمدد بين السعودية والإمارات على الجغرافيا اليمنية؟
يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي صلاح السقلدي: “إن هذه الزيارة لها مدلول كبير ومعانّ كثيرة، خصوصا وأنها تأتي في مثل هذا الوقت الذي نعرف فيه بأن هناك تسوية سياسية على الطريق، وهناك وقف لإطلاق النار مع مليشيا الحوثي”.
وأوضح أن “هذه الجزيرة لها أهمية كبيرة وإستراتيجية على الكثير من المواقع والطرق البحرية”.
وأضاف: “لا اعتقد أن الوضع الآن يشابه كثيرا الوضع الذي كان قبل سنوات، فاليوم الأرخبيل كله تحت سيطرة القوات السعودية”.
ويرى أنه “لم يعد هناك أي حضور أمني أو عسكري للقوات الإماراتية، فتم إخلاء الجزيرة عقب إعلان الإمارات إنسحابها من مسرح عملياتنا”.
وتابع: “إن الغريب في الأمر، أن الذين كانوا يستنكرون الوجود الإماراتي هم الذين يكتدحون الآن، ويشجعون الوجود السعودي، على الرغم من أن الحضور السعودي أكثر كثافة مما كان عليه الحضور الإماراتي سابقا”.
وزاد: “مهمتنا الآن تمكين أبناء المحافظة، من محافظتهم، وهم تقريبا الآن من أكبر إلى أصغر مسؤول جميعهم من أبناء المحافظة، فضلا عن كون غالبية المناطق والمواقع العسكرية والأمنية بيد أبناء المحافظة”.
وبخصوص التنافس الإماراتي – السعودي، فقال: “لا اعتقد أنه سيكون هناك موافقة لأي حضور عسكري سعودي أو إماراتي، لا في سقطرى، ولا في غيرها من المحافظات، دون أن يكون هناك موافقة من أصحاب الشأن، وإن حدث ذلك سيتم اعتبارها قوة احتلال مرفوضة”.
وتابع: “نحن نعرف أن الحرب ماتزال مستمرة، والتحالف مستمر، والسعودية والإمارات تأتيان تحت هذه المظلة، فلا يمكن أن نعتبر أن هذا التواجد السعودي – الإماراتي سيستمر إلى ما لا نهاية، فبعد أن تنتهي الحرب سيقف الجميع ضد هذا التواجد العسكري إذا بقي”.
وزاد: “اليوم الإمارات، التي تدعم السلطة المحلية في سقطرى، لا يوجد لها أي حضور عسكري، وإذا هناك أي مشكلة تتعلق في الجانب العسكري فهي تتعلق بالجانب السعودي”.
من جهته، يقول الباحث السياسي، أمير السقطري: “إن هذه الزيارة تأتي من قيادات رفيعة المستوى في وزارة الدفاع، لتشرعن للملشنة التي انقلبت على الدولة الشرعية”.
وأضاف: “هذه الزيارة دفعت بها السعودية، وهي ضمن المؤشرات التي تشير إلى خلافاتها مع الإمارات”.