حدد تحليل لمجلة “فورن بوليسي” الأمريكية 3 أطراف مستفيدة من إحياء الاتفاق النووي مع طهران، في ظل تقارير تتحدث عن بلوغ المباحثات مع القوى الكبرى مرحلة من التسويات والتنازلات تجعل التفاهم وشيكا.
وذكر التحليل، الذي أعده نائب مدير مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي “ماثيو كرونيغ” والأستاذة في جامعة جورجتاون “إيما أشفورد”، أن “التوصل لاتفاق نووي قد يؤخر فقط قدرة طهران على صنع القنبلة النووية، لكنه سيساعد الغرب في التعامل مع أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق هذا الشتاء”.
وأوضح أن العودة للاتفاق النووي ستعمل على تحسين أزمة الطاقة الحالية، خاصة في أوروبا، من خلال إغراق السوق بالكثير من النفط الإيراني، مشيرا إلى أن “أسعار النفط ليست سيئة للغاية في الوقت الحالي، بخلاف أسعار الغاز في أوروبا، لكنها ستكون أسوأ بكثير هذا الشتاء”.
وفي السياق، نوهت المجلة إلى أن “إيران يمكن أن تضيف ما يقرب من مليون برميل من النفط يوميا إلى الأسواق العالمية بعد توقيع الصفقة”، ومن المحتمل أن تنتج ضعف أو 3 أضعاف هذه الكمية يوميا مع زيادة الإنتاج خلال العام المقبل.
وهذه الكمية من النفط الإضافي في السوق العالمية “تعتبر كبيرة وستساعد من دون شك في الحد من بعض الاضطرابات وصدمات الأسعار المرتبطة بالحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا” بحسب التحليل.
وهنا يشير التحليل إلى أن الولايات المتحدة مستفيد ثان من إحياء الاتفاق النووي، وأن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ربما أخذ بعين الاعتبار المعطيات الخاصة بالنفط والطاقة في طريق العودة للاتفاق مع طهران.
أما المستفيد الثالث فهو إيران نفسها، إذ سيمكنها الاتفاق، من عديد الفوائد المالية، بما في ذلك صفقات اقتصادية طويلة الأجل، والسماح لها بالاحتفاظ بكمية أكبر من المواد النووية داخل البلاد لإعادة تشغيل مفاعلها بشكل أفضل.
فاتفاق عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا)، رفع عقوبات دولية كانت مفروضة على طهران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
واعتبارا من العام التالي لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، عادت إيران للتراجع عن التزامات أساسية في الاتفاق وتسريع وتيرة برنامجها النووي، خصوصا لجهة تخصيب اليورانيوم، لكن “بايدن” أبدى عزمه على إعادة بلاده الى متن الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها.
وبعد مباحثات متقطعة بدأت منذ أبريل/نيسان 2021، بلغت المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين مرحلة حاسمة: فقد طرح الاتحاد الأوروبي، منسق المباحثات، مسودة تسوية “نهائية”، علق عليها البلدان.
وألمح مسؤول أمريكي، الثلاثاء، الى أن طهران قدمت “تنازلات بشأن قضايا حاسمة” في الآونة الأخيرة، ما قد يمهّد الطريق أمام تفاهم.
متابعات