د. مايا الهواري
الخطوبة أمر واقعي واجتماعي، يسعى إليه الأفراد عند الارتباط بغية الزواج، وتعتبر الخطوبة أولى مراحل تأسيس أسرة سليمة بالاعتماد على أسس إسلامية حكيمة، ينبغي أن تقوم الخطوبة عليها، ويتم وفقها اختيار الخاطبَين كل منهما للآخر، ذلك أن الإسلام شرع أموراً لاختيار كل من الزوج والزوجة، وكذلك تم إيجاد دورات تأهيلية لما قبل الزواج، بدءاً من اختيار الشريك لشريكه، وانتهاء بالزواج وقواعده، وكل ما يتعلق به.
ولكل فترة من هذه الفترات خصوصيتها، وجماليتها، وأساليبها، يتم من خلالها تعرف الطرفين إلى بعضهما بعضاً، واكتشاف إيجابياته، وسلبياته، والعمل على تحسين وتطوير كل ما هو غير مرغوب، ويمكن تغييره للأفضل، فالإنسان إن لم يتغير ويتجدّد يتبدّد، وعندما يكون أحد الطرفين مزاجياً، لا يستطيع الآخر فهمه، إذ نراه يمتلك رأياً مختلفاً كل لحظة ومزاجاً متقلباً، وهذا يجعل شريكه في حيرة من أمره، يبحث عن طريقة نافعة للتعامل معه، وأسلوب يتبعه.
وفي هذا الصدد أرسلت إحدى الأخوات أنها لم تعد تعلم كيفية التعامل مع خطيبها المزاجي، وطلبت الحل وفق ما يقتضيه علم الذكاء العاطفي، فالذكاء العاطفي علم يستخدمه المرء ليساعد نفسه على فهمها، وفهم محيطه، وكيفية التعامل مع من حوله، لأن التنازل دائماً من أحد الطرفين من دون أن يبدي الطرف الآخر أي حركة، أو تصرف، أو تنازل، حتى تسير العلاقة وفق المنهج السليم، يؤدي إلى أن تسوء تلك العلاقة، وتضمحل، ويعتاد الطرف المزاجي على تقبّل الآخر له، واعتبار ذلك واجباً عليه، خاصة خطيبته التي ستسأم منه بعد فترة وجيزة، وستصبح حياتهما جحيماً، لذا على الإنسان أن يعامل الطرف المزاجي بدبلوماسية، وسؤاله عمّا يزعجه، ويقلقه، ويغيّر مزاجه المتعكر الذي قد لا يكون مبنياً على أسباب واضحة، وغير ذلك، حتى لا يعتاد على أن خطيبته ستقوم بمراعاته والاهتمام به على مدار الوقت، ومن دون أن يبدي خطوة واحدة تجاهها.
لذا نستخلص أن هناك مقومات يجب توافرها لدى الخاطبَين، والعمل على امتلاك مهارات الذكاء العاطفي لتفادي الوقوع في أي مشكلة، والعمل على حلّها حال وقوعها، وكذلك التغيير الإيجابي لأي عادة، فالحياة عبارة عن تشارك بين طرفين يجب أن يتعاونا لإنشاء أسرة ناجحة، وقويمة.
متابعات