تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبدى استعداده لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، بحسب “فرانس برس”، وذلك بعد أن قال وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق، إنه بعد بدء الهجمات على مقاطعة كورسك أكد بوتين أنه لن يكون هناك مفاوضات مع كييف.
وأشار بوتين، الخميس، خلال منتدى اقتصادي في الشرق الأقصى الروسي، إلى أنه مستعد لإجراء مفاوضات مع كييف إذا أرادت ذلك، غير أنّه اشترط أن يتم ذلك بناء على “الوثائق التي اُتُّفِق عليها ووُقّعت بالأحرف الأولى في إسطنبول” في ربيع العام 2022.
ولم تُنشر هذه النصوص التي أشار إليها بوتين، في حين نفى الجانب الأوكراني التوصل إلى أي اتفاق.
وقال بوتين إن الأولوية بالنسبة لموسكو تتمثل في السيطرة على منطقة دونباس الواقعة في شرقي أوكرانيا، حيث يُحرز الجيش الروسي تقدّما، على الرغم من الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية.
وبدأت القوات الروسية هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، لكن بعد أسابيع من المقاومة الأوكرانية، اضطرّ الجيش الروسي إلى الانسحاب في ربيع العام 2022 من شمالي أوكرانيا، قبل أن يُواجه انتكاسات في الجنوب وفي الجزء الشمالي من الجبهة الشرقية.
ودفع ذلك الرئيس الروسي إلى تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط في خريف 2022، وإعلان ضمّ أربع مناطق أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، من دون السيطرة عليها بالكامل.
“التحرير الكامل”
وأشار بوتين إلى أن “التحرير” الكامل لدونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك هو “أولويتنا”، مبديا تصميمه على القيام بذلك رغم الأضرار الإنسانية والاقتصادية.
وكان الرئيس الروسي وضع شرطا مسبقا قبل أي محادثات، أن تنسحب كييف بالكامل من هذه المناطق، وهو مطلب غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين، وأن تتخلى عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وبينما كان الجيش الروسي يحرز تقدما بطيئا على الجبهة منذ نحو عام، شنّت القوات الأوكرانية في السادس من آب/أغسطس هجوما واسع النطاق في منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت كييف السيطرة على مئات الكيلومترات المربّعة، في ما يشكل أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
إجبار موسكو على التفاوض
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تخطط للاحتفاظ إلى “أجل غير مسمى” بالأراضي الروسية التي احتلتها الشهر الماضي، لـ”إجبار” الرئيس فلاديمير بوتن على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي أول مقابلة منذ التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، قال زيلينسكي لشبكة (إن بي سي) الأمريكية: “نحن لا نحتاج إلى أراضيهم. ولا نريد أن ننقل أسلوب حياتنا الأوكراني إلى هناك”.
هدف أوكرانيا
وأعلن المسؤولون الأوكرانيون أنّ أحد أهداف هذا الهجوم يتمثل في إجبار روسيا على إعادة نشر قواتها الموجودة في دونباس إلى منطقة كورسك، لتخفيف الضغط على القوات الأوكرانية.
وحول ذلك أشار بوتين إلى “فشل” هذا الهدف، مضيفا أن موسكو تواصل هجومها في دونباس، خصوصا باتجاه بوكروفسك.
وأكد زيلينسكي، الخميس، أن القوات الأوكرانية “تحافظ على مواقعها” في منطقة كورسك. وأضاف أن هذه العملية “تثبت للعالم كل يوم أن روسيا يمكن أن تخسر هذه الحرب”.
فرص التفاوض
ويأتي إعلان بوتين بشأن المفاوضات مع كييف بعد أسبوعين من تأكيد الكرملين أن أي محادثات لإنهاء الصراع مستحيلة “في هذه المرحلة”، بسبب الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك.
وفي ما يتعلق بمحادثات إسطنبول، قال الرئيس الروسي “تمكنّا من التوصل إلى اتفاق، هذا هو الهدف، ويشهد على ذلك توقيع رئيس الوفد الأوكراني هذه الوثيقة، ما يعني أن الجانب الأوكراني كان راضيا عموما عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها”.
لكنه أضاف “لم يدخل (الاتفاق) حيّز التنفيذ فقط لأنه صدر أمر بعدم القيام بذلك، لأن النخب في الولايات المتحدة وأوروبا، بعض الدول الأوروبية، أرادت إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا”.
ورغم أنّه يبدو من الصعب التوفيق بين موقفي موسكو وكييف بصيغتيهما الحاليتين، أعلن الرئيس الأوكراني في وقت سابق أنّه يريد وضع خطّة بحلول تشرين الثاني/نوفمبر، موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تكون بمرتبة أساس لقمة سلام مستقبلية يُدعى إليها الكرملين، وتكون تمهيدا لنقاشات مستقبلية.
متابعات