النظام الغذائي المثالي لتكون “أصغر سناً” على الدوام

قد نبحث عن نظام غذائي لتنحيف الجسم، غير أن النظام الأكثر استدامة هو ذلك الذي يستهدف تصغير العمر؛ فهل هذا ممكن؟!
وفقاً للعلماء فإن العمر البيولوجي هو المعيار الأهم للصحة و العمر وحتى المظهر، وهو ما يحدد عمر الخلايا وكفاءة الجسم على مكافحة الأضرار؛ لذلك ينصح الخبراء بضرورة النظر إلى نظام يخفض العمر البيولوجي ويجعل الفرد أكثر شباباً لمدة أطول.

إعداد: إيمان محمد

ما العمر الزمني والعمر البيولوجي؟

العمر الزمني هو المدة التي يعيشها الفرد، أما العمر البيولوجي فهو عمر خلاياك. في بعض الأحيان يكون هذان الرقمان متماثلين، لكن ما أثبته العلم هو أن كل شخص يتقدم في العمر بمعدلات مختلفة.
من خلال فهم العمر البيولوجي واستهدافه تمكن العلماء من تحديد بعض العوامل التي تؤثر في عمر الخلايا، ومن ثَم التحكم فيها يساعد على تصغير العمر والعيش بصحة أفضل.
يمكن تحديد العمر البيولوجي من خلال تحليل مؤشرات مختلفة في جسم الإنسان، والمعروفة باسم المؤشرات الحيوية. المؤشرات الحيوية للشيخوخة هي خصائص تشير إلى الحالة الوظيفية للشخص في المستقبل وفقاً للمعطيات الحالية، مثل ضغط الدم والرؤية والسمع وحركة المفاصل.
أفضل مؤشر حيوي معروف يمكن قياسه في الدم هو الكوليسترول، ولكن بعض العلامات الالتهابية مناسبة أيضاً لتحديد العمر البيولوجي.

رجيم لتصغير العمر

تناول الفيتامينات والمعادن يعزز صحة الخلايا -المصدر freepik

كشفت دراسة جديدة، نُشرت في المجلة الطبية BMC، أن اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن، وخاصة النظام الغذائي الذي لا يحتوي على الكثير من السكر المضاف، يساعد في “تصغير” العمر البيولوجي للفرد.
وحدد باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو تأثير ثلاثة مقاييس مختلفة للأكل الصحي في “الساعة الجينية”، وهو اختبار كيميائي حيوي يمكنه تقدير الصحة ومتوسط ​​العمر، ووجدوا أنه كلما كان الناس يتناولون طعاماً أفضل؛ كانت خلاياهم تبدو أصغر سناً. كما أشارت الدراسة إلى خطورة السكر المضاف، وقال الباحثون: “إن كل غرام من السكر المضاف يرتبط بالتقدم في العمر البيولوجي”.
وحددت الدراسة ثلاثة عناصر أسياسية، وهي:

السكر المضاف

أول ما أوصت به الدراسة سالفة الذكر هو التخلي نهائياً عن السكر المضاف، يوجد السكر المضاف في 74% من الأطعمة المعلبة، حتى إن كانت تُباع تحت شعار الأطعمة “الصحية” الشائعة مثل الزبادي وألواح الطاقة. وهناك ما لا يقل عن 61 اسماً مختلفاً للسكر المضاف على ملصقات الأطعمة.
وحسب الدراسة فإن ارتفاع نسبة السكريات المضافة في النظام الغذائي ترتبط بتدهور الصحة الأيضية والإصابة بالمرض في وقت مبكر، بل وعده الباحثون أكثر عامل غذائي مؤثر في عمر الخلايا.
قام الباحثون بفحص تناول السكر بشكل منفصل ووجدوا أن استهلاك الأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف يسبب تسارع الشيخوخة البيولوجية، حتى في وجود نظام غذائي صحي. وقالت الدكتورة باربرا لارايا، أستاذة التغذية والصحة السكانية في جامعة كاليفورنيا إن “التخلص من 10 غرامات من السكر المضاف يومياً أشبه بإعادة الساعة البيولوجية بمقدار 2.4 شهر، بشرط الاستمرارية. وأضافت: “التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية والمنخفضة السكريات المضافة؛ طريقة جديدة فعَّالة لإطالة العمر”.

معلومات غذائية

يحتوي لوح الشوكولاتة بالحليب على حوالي 25 غراماً من السكر المضاف، بينما تحتوي علبة الكولا سعة 12 أونصة على حوالي 39 غراماً. وتوصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية البالغين بعدم استهلاك أكثر من 50 غراماً من السكر المضاف يومياً.

مضادات الأكسدة

قالت الدكتورة دوروثي تشيو ، والمؤلفة الأولى للدراسة إن أهم ما يميز النظام الغذائي الذي يساعد على تصغير العمر البيولوجي هو محتواه من مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات على وجه الخصوص. وأكدت أن تناول هذه الأطعمة يحسن الصحة العامة للأشخاص ويخفض عمر الخلايا ليحظى الفرد في النهاية بعمر بيولوجي منخفض مقارنة بالعمر الزمني.

الفيتامينات والمعادن

أما العامل الثالث في النظام الغذائي الذي أوصى به الباحثون بهدف تصغير العمر البيولوجي؛ فهو الفيتامينات والمعادن، ولا سيما الأطعمة الغنية بفيتامينات: أ، ج، ب12، هـ، حمض الفوليك، السيلينيوم، المغنيسيوم، الألياف الغذائية، والأيزوفلافون؛ لذلك يجب تناول حصص يومية من الخضروات والفاكهة الغنية بالفيتامينات والمعادن، ولذلك يوصي الباحثون بالنظام الغذائي النباتي لمدة قصيرة.

توصيات لخفض العمر البيولوجي

بالإضافة إلى تفاصيل الدراسة والنظام الغذائي الذي يساعد على خفض العمر البيولوجي، أوصت الدراسة بالتالي:

  • التباطؤ في تناول وجبة الإفطار في الصباح، يساعد جسمك على هضم العناصر الغذائية بشكل أفضل.

  • حاول أن تسيطر على التوتر، ربطت دراسات متعددة بين التوتر، وانخفاض امتصاص العناصر الغذائية والمواد الكيميائية النباتية “مثل مضادات الأكسدة”، التي تعتبر ضرورية لضمان بقاء الخلايا صحية.

  • اختر أطعمة ملونة لأن اللون الطبيعي للأطعمة يعكس احتواءها على مضادات الأكسدة، التي تقلل تلف الخلايا بسبب المواد الكيميائية التي تُسمى الجذور الحرة، ومن المعروف أن لها تأثيراً على الشيخوخة.

  • اختر أطعمة غنية بالألياف، حيث يساعد الحصول على كمية كافية من الألياف في الحفاظ على صحة أمعائك؛ ما يساعد على تحقيق التوازن في جسمك.

  • تقليل السعرات الحرارية بشكل بسيط مهم لصحة الخلايا.

  • الاعتدال هو المفتاح؛ أي تناول ما يشعرك بالسعادة والشبع دون إفراط.

المصادر:
institute is investigating biomarkers of ageing
Nature
Ucsf

* ملاحظة  قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى