المشاهير واقتناء الحيوانات المفترسة.. هواية نادرة أم استعراض؟‎

أثار العثور على أسد ومجموعة من الكلاب الشرسة داخل فيلا رجل أعمال مصري شهير في حي المعادي بالقاهرة، تساؤلات حول تنامي ظاهرة هوس الشخصيات العامة، والفنانين، ومؤثري مواقع التواصل، باقتناء الحيوانات المفترسة، رغم ما ينطوي عليه الأمر من خطورة. 

وتبين أن رجل الأعمال المصري يمتلك سلسلة من القرى السياحية، ويتعامل مع الأسد صاحب الـ11 شهرًا باهتمام بالغ، حتى إنه حزن بشدة حين تم تسليمه إلى إدارة “الحياة البرية” في وزارة الزراعة. 

729049e0-bbcf-4b50-bd4c-47660339a797

وتحال مثل هذه الأحداث إلى النيابة العامة فورًا للتحقيق، كونها تقع تحت طائلة قانون العقوبات.

وتكررت الوقائع التي يفاجأ فيها المارة أو رواد الأماكن الترفيهية في مختلف الدول العربية بأشخاص يصطحبون حيوانًا مفترسًا معهم، ما يثير غالبًا الفزع، والذعر، والبلبلة.

وتثير هذه الظاهرة تساؤلات عما يبحث عادة عنه أصحاب هذه الهواية، وما إذا كان ذلك رغبة منهم في حصد تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، أم بهدف المباهاة والاستعراض.

ويعد الفنان محمد رمضان الأكثر إثارة للجدل في هذا السياق، إذ كثيرًا ما خرج على جمهوره بصوره مع الأسود لاسيما “اللايجر” أو الأسد البري، سواء في مقاطع خاصة أو إعلانات.

وظهر الفنان أحمد سعد كذلك، وهو يحمل شبلاً في إحدى حفلاته كنوع من التشويق والترويج للحدث، فيما تفاجأ الجمهور بفنان هو حمادة هلال حين وثقت الكاميرا مشهد إطعامه لأسد قطعة من اللحم في فيلا أحد أصدقائه.

وتؤكد جمعية “بريماتولوجيكل” الماليزية، إنه جرى نشر ما لا يقل عن 1238 صورة لحيوانات مفترسة أو برية على الإنترنت بين أكتوبر 2017 ومايو 2024.

ووفقًا لبحث أجرته الجمعية، فإن غالبية الحيوانات التي يعرض صورها المشاهير، تكون صغيرة في السن، وترتدي أحيانًا “حفاضات” أو أطواقًا ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة، خاصة: الأسود، والنمور، وقردة البابون، والثعالب، والدببة، والذئاب، والأسد الأمريكي، والفهد الأسود، إضافة إلى التماسيح.

ولا يزال الكويتيون يتذكرون واقعة العثور، عن طريق الصدفة، على تماسيح في منزل أحد المواطنين الكويتيين حين داهمت السلطات الأمنية إسطبلاً لتربية الخيول في منطقة “كبد” التابعة لمحافظة الجهراء في إطار حملة للبحث عن السلاح غير المرخص، ليفاجأوا بوجود التمساح في الإسطبل.

كما أن واقعة أثارت جدلاً في الأيام الأخيرة بعد قيام هيئة البيئة في الكويت من سحب “تمساحين صغيرين”، على اعتبارهما من الأنواع المهددة بالانقراض، من مشهور مواقع التواصل المعروف بـ”عبودكا”، ما جعله ينفي أن “الحيوانين تمساحين”، مؤكدًا أنهما “سحليتان صغيرتان”.

وتقول السلطات الكويتية أن الحيوانات المفترسة تدخل البلاد عن طريق التهريب، حيث يضع المهرب صغارها في حقائب السفر ولا يمكن للأجهزة كشفها بسهولة، ويتم إحضار أغلب تلك الحيوانات من دول شرق آسيا.

وتكاد تنفرد الأردن بانتشار ظاهرة اصطياد الحيوانات المفترسة على نطاق واسع وعدم الاكتفاء باقتنائها من جانب مؤثرين ومشهورين، كما حدث مع “صائدة الضباع ” هيام عوض التي تعرضت للملاحقة القضائية بسبب مقاطع فيديو تلقى رواجًا كبيرًا وتوثق فيها “هيام” لحظات اصطياد الضباع من جحورها ببلدة “ذبيان”، جنوب البلاد.

3238b28a-92d3-42dc-b1a0-2c524bc5c6c5

وكثيرًا ما تؤدي هواية اقتناء الحيوانات المفترسة إلى نهايات مأساوية، كما حدث مع خادمة فلبينية تعمل في الكويت والتي لقيت مصرعها، أواخر العام 2014، بعد أن نهشها أسد مفترس مملوك لصاحب المنزل الذي تعمل فيه.

وقد يكون الضحية هو المقتني أو المربي نفسه، كما حدث مع شاب سعودي عمره 22 عامًا  توفي متأثرًا بجراحه، بعد أن هاجمه أسد كان يقوم بتربيته في حي “السلي” بالرياض.

ويقدر تقرير للأمم المتحدة حجم تجارة الحيوانات البرية، معظمها حيوانات مفترسة، بـ29 مليار دولار سنويًا وتباع في السوق السوداء بدول مثل: ماليزيا، وإندونيسيا، والفلبين، وفيتنام، فضلاً عن بعض الدول الأفريقية.

ويعتقد خبراء علم النفس أن من يقتني الحيوانات المفترسة يفتقد، غالبًا، للشخصية القوية ويحاول تعويضها، فضلاً عن التفاخر، وحب المغالاة، والترف الاجتماعي، والتقليد.

وتقول مديرة الحياة البرية في جمعية الرفق بالحيوان بالولايات المتحدة ليزا واثني، إنها “الأنا العالية والنرجسية، والأمر واضح وبسيط، خاصة عندما ترى أشخاصًا يحملون نمورًا على رؤوسهم أو ثعابين عملاقة ملفوفة حول أعناقهم، فلا شك أنهم يفكرون في أنفسهم أكثر بكثير مما يفكرون في الحيوانات”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى