منح الناخبون البريطانيون حزب العمال (يسار وسط)، الأغلبية البرلمانية في البلاد، لينتهي بذلك حكم حزب المحافظين، الذي استمر لحوالي 14 عامًا، وذلك في وقت بدأ فيه اليمين المتشدد بإحكام قبضته في أوروبا، بحسب ما ذكرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وتفتح هذه النتيجة الباب واسعًا أمام حزب العمال لتشكيل حكومة، في حين أنها تمثّل هزيمة مدوية للمحافظين، الذين تقلّصت حصتهم من 365 نائبًا انتخبوا قبل 5 سنوات إلى 131 نائبًا فقط.
وجاءت الانتخابات البريطانية بعدما شهدت الانتخابات الأوروبية، التي أُجريت في شهر حزيران/يونيو الماضي، انتخاب عدد تاريخي من المشرعين من أحزاب اليمين المتطرف لعضوية البرلمان الاوروبي
وفتحت الانتخابات العامة في بريطانيا أبواب “داونينغ ستريت” أمام زعيم حزب العمّال، كير ستارمر، بحسب ما أظهر استطلاع لآراء المقترعين.
وسيتبوّأ ستارمر المحامي السابق منصب رئيس الوزراء بعد 9 سنوات فقط على دخوله عالم السياسة و4 سنوات على توليه منصب زعيم حزب العمال.
وأظهر الاستطلاع أن حزب العمال سيحصل على 410 من أصل 650 مقعدًا في مجلس العموم، متقدمًا بفارق شاسع على المحافظين، الذين ستنحصر حصّتهم بـ131 مقعدًا في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين، وفق وكالة “فرانس برس”.
بينما حقّق حزب “إصلاح بريطانيا” المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع، بحصوله على 13 مقعدًا نيابيًا، بحسب الاستطلاع، الذي رجح أن يحصل حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط) في البرلمان المقبل على 61 نائبًا.
“لم يمت”
وقالت الشبكة الأمريكية، إنه على الرغم من عدد المقاعد المتوقعة لحزب العمال، فإن اليمين البريطاني “لم يمت”، ومن المتوقع أن يتفوق المحافظون، على الرغم من الليلة المخيبة للآمال، حيث إن توقعات استطلاعات رأي خلال الحملات الانتخابية، كانت تشير إلى هزيمة أسوأ.
وأشارت إلى أن حزب الإصلاح بقيادة اليميني المتشدد، نايجل فاراج، سيتجاوز التوقعات، وهو الحزب الذي وقف بشدة وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ورجحت أن يكون الانقسام بين فاراج واليمين قد ساعد ستارمر في زيادة أغلبيته البرلمانية، لكن في الوقت نفسه سيكون من المستحيل تجاهل اليمين المتشدد في البرلمان الجديد، حيث “ينمو نفوذه بشكل أكبر”.
وبينت الشبكة الأمريكية أنه في حال تعثر ستارمر كرئيس للوزراء، فإن الفرصة ستكون سانحة أمام استمرار اليمين المتشدد في الاستحواذ على عقول العامة، كما حدث في دول أخرى.
متابعات