تونس اليوم بين التّعنّت وليّ الذّراع

تونس اليوم بين التّعنّت وليّ الذّراع

بقلم / عبد الوهاب البراري / تونس

تونس ذلك الوطن المتجذّر في التاريخ، الوطن المسالم المحبّ للحياة لم يعد ذلك الوطن الذي عرفناه قبل ما يزيد عن عشريتين، وطن ابن خلدون والطاهر بن عاشور وفرحات حشاد.

 

القيادة لم تعد قائدة واتحاد الشغّالين انخرط في منظومة كسر العظام، والمواطن التونسي وجد نفسه بين مطرقة السياسة والسياسيين وصعوبة الحياة، يلهث وراء لقمة عيش أحرقتها نار الغلاء، لقمة يلهث وراءها فلا يدركها.

غرقت تونس في مستنقع المديونية وفساد بارونات المصلحة الضيّقة، تونس مطمور روما أضحت بئر يوسف هجرها الماء فلم ترتوي الأرض وظل مواطن الدولة ظمآنا، والكلّ فقد طعم الحياة الكريمة، أصبحت أحلامه سرابا تذروه رياح الفساد وتاه بين كراسي السلطة وقصور المتسلّطين على مقدرات الوطن.

في زمن غير بعيد انتفض الشعب في ثورة الياسمين فتخلّص من فرعون 87 وتسلّل اخر رافعا شعار الأمل، أمل كان أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماءا ولكنه استفاق على صفعة 25 جويلية 2021 فما تبدّلت حياته وما تحقّقت أحلامه.

واقع يحكي آلام شعب يعاني من الغلاء وغياب المقدرة الشرائية وإرساء المديونية في الداخل كما في الخارج.

بالأمس يعلن اتحاد الشغل حربا على الوضع المتردّي اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا، وضع اتسم بالتهريب شرقا وغربا واحتكار غيّب جل المواد الأوليّة من حليب وخبز فتعدّدت الإضرابات في قطاعات حياتية شتّى وتدحرج الاقتصاد في سلم التصنيف العالمي وعمق الهوّة بين قصر قرطاج وساحة محمد علي )معقل اتّحاد الشّغل( فتوقفت حركة الطيران بالمطارات التونسية وشلّت العديد من المصانع وغابت المواد الأساسية من الأسواق ، هجر المستثمرون ارض الوطن خوفا على مصالحهم وساءت العلاقة مع الجارتين شرقا وغربا بعدما كانتا سندا لتونس.

هذا ما حدا بالمدير العام للدراسات بالبنك المركزي التونسي مراد عبد السلام حيث كشف عن تراجع قياسي وتاريخي في نسبة الادخار في تونس الى مستوى 6.5% واصفا المسالة بالخطيرة.

فإلى أين يمضي الوضع في تونس وما هو المصير؟

أين المفرّ في زمن تكميم الافواه والسير في نفق المجهول؟

هل من رجل حكيم وطنيّ يأخذ بزمام الأمور ويقود الزورق الى شاطئ الأمان؟

أم أن تونس لبنان آخر في تاريخ الوطن العربي الكبير.

أسئلة يرددها الشارع التونسي ولا أمل له في غد أفضل.

الجواب الوحيد على هذه الأسئلة يردده المواطن التونسي في الشارع:

الله غالب… ربي يستر.

مجلس نوّاب الشعب وقع حله والمحكمة الدستورية وقع وأدها قبل الولادة وأعضاء المجلس الأعلى للقضاء معزولون بمراسيم رئاسية وحكومة على المقاس…

فاين المفر ومتى الخلاص؟

لكن يبقى الأمل في رب رؤوف رحيم وان لتونس رب يحميها.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى