هل ستنتهي “حماس” بعد انتهاء الحرب على غزة؟ فورين بوليسي تجيب

سلطت مجلة “فورين بوليسي” الضوء على مصير حركة حماس بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، موضحة أن المؤشرات على المدى الطويل تدل على أن مصيرها سيظل مرتبطا بالقضية الأوسع المتمثلة في دور إيران في الشرق الأوسط.

وترى المجلة في تحليل نشرته الثلاثاء، أن الارتباط المستقبلي بين إيران وما تبقى من حماس سوف يلقي بظلاله على أي سيناريوهات قصيرة أو متوسطة المدى في الحرب بين حماس وإسرائيل.

وتتوقع المجلة أن حماس لن تختفي من المعادلة بمجرد انتهاء الحرب على غزة، وستظل حماس أيا كان شكلها في المستقبل تلعب دورا ولو ثانويا في حكم غزة يقبله العرب والإسرائيليين.

وذكرت المجلة أن إسرائيل لا تقدم حتى الآن سيناريو متماسكا في ما يتعلق بحكم غزة بعد الحرب، أو مصير حركة حماس، وبدلا من ذلك تركز جهودها على الهجوم على غزة باعتباره ضروريا لتحقيق هدف القضاء على هذه القيادة العسكرية.

والقضاء على القيادة العسكرية لحماس يعني على الأرجح، من وجهة نظر المجلة، استمرار الحرب على غزة لحين ملاحقة وقتل شخصيات مثل يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، ومحمد السنوار، قائد العمليات العسكرية، ومحمد ضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وصالح العاروري، أحد مؤسسي الكتائب.

لكن “فورين بوليسي” ترى أنه كما كان الحال مع الجماعات المسلحة الأخرى المرتبطة بإيران، فإن قطع رأس جماعة من خلال القضاء على قادتها العسكريين لا يؤدي إلى حل الجماعة.

وأعطت أمثلة على ذلك في أنه لم يتسبب مقتل قادة حزب الله في انهيار هذا التنظيم، كما لم يتم حل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي بعد مقتل قائده قاسم سليماني. كما لا تزال قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران موجودة في العراق، رغم مقتل نائب رئيس الجماعة وشخصيتها الأقوى، أبو مهدي المهندس.

وتحدثت المجلة عن استمرار الدعم الإيراني لهذه الجماعات المسلحة طالما تعتبرها طهران ضرورية لنفوذها الإقليمي، موضحة أنها ستحييها مجددا بعد أي نكسات عسكرية وخسائر في القيادة.

وقد لا تعتبر حماس أهم أذرع إيران في المنطقة، بحسب المجلة، لكنها أوضحت أن طهران لن تتخلى عنها بسهولة خاصة أنها تستخدم القضية الفلسطينية كذريعة لدعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومن ناحية أخرى، لا تريد إيران أن يتم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولن ترغب في رؤية السلطة الفلسطينية تحقق مكاسب سياسية على حساب حماس، خاصة بعد أن ذكرت حماس أن هجومها في 7 أكتوبر نجح في “إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة”. والسبب الآخر المحتمل لتوقيت وحجم هجوم حماس هو القضاء على التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو ما تعارضه إيران بشدة.

لكن “فورين بوليسي” أشارت في تحليلها إلى أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي استفادت من حماس، إذ دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حكم حماس في غزة لتعزيز مكانته السياسية داخل إسرائيل.

دولة أخرى استفادت من حماس، بحسب المجلة، وهي مصر رغم عداء النظام الحالي مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد حماس فرعا منها، لكن القاهرة ترى أن حماس جهة فاعلة أمنية مفيدة تسيطر على أمن الحدود مع مصر. ولن تقبل القاهرة بسهولة بديلاً لحماس ما لم يأت بضمانات أمنية ذات مصداقية.

ولذلك ترى المجلة أنه حتى إذا نجحت إسرائيل في القضاء على قادة حماس العسكريين الحاليين، فإن السيناريو المتوقع هو قبول العرب والإسرائيليين لأن تلعب  النسخة المعدلة من حماس دورا ثانويا في حكم غزة.

ومن المرجح، وفقا للمجلة، أن تقبل بعض الشخصيات من القيادة السياسية لحركة حماس الموجودة في الخارج، خاصة الزعيم السياسي للجماعة المقيم في قطر، إسماعيل هنية، أن تصبح جزءا من الشراكة الوطنية المقترحة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى