كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” معلومات مثيرة بشأن الطائرة التي تحطمت الأسبوع الماضي قرب موسكو وعلى متنها زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين وكيف استخدمت من قبله للتهرب من الرقابة والسفر لأفريقيا من دون أن يتم تعقبه لسنوات.
تقول الصحيفة إن الطائرة، وهي من طراز “إمبراير ليغاسي 600″، كانت واحدة من عدة طائرات خاصة استخدمها بريغوجين، مجهزة بمعدات للكشف عن أجهزة المراقبة ومزودة بنوافذ ذكية تتعتم إلكترونيا ومقاعد جلدية بيضاء اللون.
وتنقل الصحيفة عن ضباط سابقين في القوات الجوية الروسية ومنشقين عن فاغنر ومسؤولين أفارقة وشرق أوسطيين وأشخاص آخرين مطلعين على روتين سفره القول إن بريغوجين سعى من خلال استخدام هذه الطائرة إلى التهرب من العقوبات الغربية ووضعه على قوائم المطلوبين في العديد من دول العالم.
وتضيف الصحيفة إن الطائرة كانت تنطلق في كثير من الأحيان من قاعدة تشكالوفسكي الجوية في موسكو أو من مطارات مدنية قريبة لزيارة حلفاء له في سوريا أو ليبيا أو دول الصحراء الأفريقية.
وتشير إلى أنه كان يجري غلق أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بالطائرة بانتظام، كما أنها تختفي من شاشات التتبع.
كذلك كان أفراد الطاقم، المعروفون بحملهم جوازات سفر مزورة، يعمدون لمراجعة قوائم الركاب قبل الإقلاع مباشرة، ثم يقومون بمراقبة الحركة الجوية في منتصف الرحلة لإجراء تغيير مفاجئ في الوجهة النهائية.
وفقا للصحيفة فقد اتبع بريغوجين وطاقمه في السنوات الأخيرة إجراءات متقنة لإخفاء خطط رحلات زعيم فاغنر مما جعله يتحرك عبر عشرات المطارات الأجنبية دون أن يتم اكتشافه.
من بين الإجراءات التي اتبعها بريغوجين لمنع تعقب طائرته، وقيمتها نحو 10 ملايين دولار، تغيير أوراق تسجيلها وملكيتها عدة مرات.
في عام 2018 كانت الوثائق تشير إلى أنها مملوكة لشركة مرتبطة ببريغوجين مقرها جزر سيشيل قبل أن يتم تغيير ملكيتها لشركة مسجلة في جزيرة مان البريطانية، وفقا لوثائق استعرضتها الصحيفة.
وبالإضافة لذلك، تكشف الصحيفة أن بريغوجين كان يتنقل أحيانا بين طائرتين أو ثلاث طائرات مختلفة في رحلة واحدة في اتجاه واحد أثناء سفره لدول في أفريقيا.
وكثيرا ما كان يبريغوجين يعقد اجتماعات سرية أو على مدارج المطارات داخل طائرته لضمان الهرب في حالة تعرضه للتهديد بالاعتقال.
تقول الصحيفة إن الرجل هبط في أكتوبر الماضي في قاعدة جوية بشرق ليبيا للقاء خليفة حفتر، مرتديا زيا عسكريا ونظارات شمسية داكنة ولحية كثيفة مزيفة وكان محاطا بإجراءات أمنية مكثفة.
وفقا للصحيفة فقد عمد بريغوجين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل أكبر بعد تمرده الفاشل في يونيو الماضي.
شملت هذه الإجراءات، التوقف عن استخدام قاعدة موسكو الجوية أو مهابط الطائرات العسكرية الروسية الأخرى عندما كان يحلق داخل روسيا.
ووتوقف أيضا عن استخدام الطائرات الحكومية الروسية، وفقا لأشخاص مطلعين على الوضع.
في رحلته الأخيرة التي أجراها لأفريقيا في وقت سابق من الشهر الجاري، استخدم بريغوجين مطارا تجاريا غير مزدحم جنوب شرقي موسكو، حيث أضاف نفسه إلى قائمة الركاب قبل وقت قصير من إقلاع الطائرة.
تقول الصحيفة إن الطائرة التي تحطمت الاربعاء الماضي كانت حاضرة في لحظات محورية خلال فترة ازدياد تأثير مجموعة فاغنر على الصعيد العالمي.
ففي السودان، وبعد أيام قليلة من الإطاحة بنظام عمر، هبطت الطائرة في الخرطوم وعلى متنها مسؤولون عسكريون روس رفيعو المستوى، وفقا لمسؤولين سودانيين.
اجتمع الوفد، الذي ضم إيغور أوسيبوف، قائد أسطول البحر الأسود الروسي، مع المجلس العسكري الحاكم لمناقشة كيف يمكن أن تقدم موسطو المساعدات العسكرية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية على مستوى البلاد.
وبعد أسبوع، حلقت الطائرة من موسكو وعلى متنها مسؤولون سودانيون كبار، من بينهم الفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
تقول الصحيفة إن بريغوجين كان حاضرا في العديد من الاجتماعات الرئيسية التي عقدت في الخرطوم في ذلك الوقت، لكنه غالبا ما كان يسافر تحت اسم مستعار، وفقا لمسؤولين سودانيين رأوه في القصر الجمهوري وتم إطلاعهم على تفاصيل الاجتماعات.