انطلاق منتدى اليمن الدولي الثاني في العاصمة الهولندية

انطلق أمس الاثنين، منتدى اليمن الدولي بنسخته الثانية، في قصر السلام بمدينة لاهاي، الهولندية، بحضور سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي وجهات يمنية.

المنتدى ينظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، تحت شعار “مسارات إرساء سلام شامل وعادل ومستدام”.

وخلال الافتتاح قال ماجد المدحجي رئيس مركز صنعاء: “ما نريده هو أن نفكر بشكل جماعي لاستخلاص المسار الممكن لسلام شامل ودائم وغير قابل للتقويض”، مضيفا: “نريد أن يكون السلام لأول مرة في تاريخ اليمن مرتكزًا على العدالة ورفع المظالم عن ضحايا هذا الصراع والصراعات السابقة”.

ومن جانبه خاطب الأمين العالم لوزارة الخارجية الهولندية، بول هويجتس، في كلمته الافتتاحية المشاركين في المنتدى أن “مساهمتنا في منتدى اليمن الدولي الهدف منها دعم وتعزيز العلاقات. نحن نعرف أنكم عانيتم أكثر من ثمان سنوات من الحرب”.

بدوره قال الممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن ديفيد جيرسلي، إن “تنظيم هذا المنتدى الذي يشكل فرصة للنقاش حول السلام القائم على المساءلة والشمولية وهذه تجربة شهدتها الكثير من البلدان”.

وأضاف جيرسلي: “أود أن نرى سلاماً مستداماً وهذا يستوجب الشمولية وهذا ما تتمحور حوله عروضنا لهذا اليوم وهي خطوة ممتازة نحو سلام مستدام”.

وتابع: “أشجعكم على مواصلة هذه الخطى لإحقاق السلام المستدام، وهناك أمثلة في عدد من البلدان التي انتقلت من الصراع إلى السلام واليمن استثناء يجب أن يقوم سلام على تسوية شاملة وعلي انتعاش مستدام وعلى المساءلة”.

وركزت الجلسة الأولى في المنتدى على “تطلعات اليمنيين على مستقبل بلادهم من حيث ضمان الحقوق المدنية والتعافي الاقتصادي وتحقيق تنمية وإرساء العدالة”.

وتحدثت رئيسة أمهات المختطفين، امة السلام الحاج بالقول إن “هذه الجلسة بدأت بالعدالة وهذا يعطينا أمل أن يخرج المؤتمر بأفكار حول العدالة وإنصاف المنتهكين”.

وأضافت: “إلى اليوم ونحن نعيش ونتابع هذا الصراع والانتهاكات التي يتعرض له أبناؤنا، لا نتكلم فقط عن المحتجزين في السجون ولكن أيضاً عن عائلاتهم، نحن نتكلم عن ١٢ أف مختطف في بداية الصراع منهم ٨ آلاف خرجوا بعاهات نفسية وجسدية”.

وأشارت الحاج الى أن “١٤٠ شخصا قتلوا تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي داخل السجون، هذه القضية الإنسانية الحساسة والمخيفة التي نعيشها لا تتعلق فقط بمن يعانون الانتهاكات والتعذيب داخل السجون وإنما عن أهاليهم الذين يعانون الألم النفسي والابتزاز والتحرش وأشارت الى قضية النساء اللواتي يعانين داخل السجون وكل النساء اليمنيات”.

وشددت على أهمية العدالة وارتباطها بالسلام، وقالت “نحن نريد إنصاف الضحايا ومن هذا المكان لا بد من التأكيد على الأطراف اليمنية المتصارعة إذا أردتم أن تهربوا من المساءلة وغيرها لن يتحقق سلام دائم وشامل”.

وقالت رئيسة أمهات المختطفين مخاطبة المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي إنه “إذا أردتم سلاماً حقيقياً شاملاً مؤدي للأمن والاستقرار فلا بد من العدالة والإنصاف فسيستمر الصراع والثأر إذا لم يتحقق لهم الإنصاف، فالظلم الذي حصل خلال الفترات التاريخية الماضية تسببت في استدامة وتجدد الصراع بين حين وآخر”.

وكانت الجلسة الثانية عن تحقيق السلام في اليمن في صميم اجندة المجتمع الدولي وقد شارك بها سفير الاتحاد الأوروبي غابريل مونويرا سفير الاتحاد الأوربي لدى اليمن ونائبة مدير عام الشرق الأوسط وشمال افريقيا وزارة الخارجية الهولندية خوسي كورتالس، والمبعوث السويسري الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فولفغانغ امادوس، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ونسق الشون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي.

ويشهد حضور أكثر من 250 مشاركا من داخل وخارج اليمن في من مختلف الأطراف السياسية الفاعلة ونشطاء وممثلون عن المجتمع المدني وأكاديميون ودبلوماسيون ووسطاء دوليون لمناقشة جهود السلام من خلال الجلسات العامة والجلسات الموازية وورش العمل التي ستقام على مدار الأيام الأربعة للمنتدى من 12 إلى 15 يونيو، التي ستنتج تصور للسيناريوهات المستقبلية للبلد، التي ستساعد على تحقيق السلام في اليمن، حسب مركز صنعاء.

ويعرف منتدى اليمن الدولي بكونه مبادرة سلام ينظمها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وبدعم من وزارة الخارجية الهولندية، والاتحاد الأوروبي، وحكومة النرويج، ومؤسسات المجتمع المفتوح ، و أكاديمية فولك برنادوت، حسب مركز صنعاء.

وكانت النسخة الأولى قد عُقدت النسخة الأولى للمنتدى في ستوكهولم في يونيو 2022 وحضره أكثر من 200 جهة يمنية ودولية استثمرت في تعزيز السلام في اليمن.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى