زد من رصيدك

بقلم/ حصة سيف

لا تهدر وقتك دون أن تجعل يومياتك مليئة بأفضل الذكريات عند من حولك، وخاصة الأطفال منهم والكبار، فسيرتد إليك ذلك بعد سنين طوال، ومن حيث لا تعلم ولا تحتسب، فالتصرفات الحسنة ترتد إليك، شئت أم أبيت، ولعل من أجملها تلك التي يكون أثرها بعد سنين طويلة. فاجعل من يومياتك رصيداً للأيام القادمة.

والجزاء اللحظي الذي يأتيك على عدة أشكال هو في الأساس إشارات بأنك على الطريق الصحيح، وهي مكافآت صغيرة لك، فلا تحِد عن مسارك، وإن مررت بضيق خلالها فاعلم يقيناً أن كل ذلك ليتأتي بالفرج معه، فما ضيق إلا ليفرج، وكله خير، والإيمان بذلك حقاً يجعلك تعيش برضا وامتنان لكل من حولك ولظروفك.

فلا تقنط، ولا تجعل الوسواس يتسلل إلى طريقك، بل لا تمنحه الفرصة لذلك. واشغل وقتك قدر الإمكان بالخير، أو بما يحبه ويهواه قلبك من هواية أو رياضة أو حتى زيارات أو رحلات مع ذاتك، فالحركة بركة دائماً، أما الضيق والحزن، والسكون في مكان واحد، فيجعلك فريسة سهلة المنال للأمراض وللتفكير الزائد.

فكن فطناً، وانفض عنك أثقال الهموم والأحزان، ولا تنتظر من يقدم لك الخدمة، بل افعلها لنفسك، وقدّم لها الراحة، واستطب من طيب الحياة، ولا تثقل نفسك بالتركيز على شأن واحد، خاصة في العمل، ووازن بين مجالات الحياة، وستجدها جميلة ممتعة، لا تخلو من التحديات التي تشجعك على المضي قدماً نحو تحقيق ما تصبو إليه.

وإذا كان همّ المرض ثقيلاً فسيكون الفراغ أثقل، فاشغل نفسك، وتعلّم، وحافظ على رحلة العلم في جميع المجالات، لتجعل عقلك في انشغال دائم، وارتح، واسترخِ بالرياضة، والتأمل، والتنفس، ولتكن قدوة حسنة لنفسك أولاً، ثم لغيرك، ولمن هم حولك، وسيأتيهم الخير من سلوكك وتصرفاتك، فالعادات الحسنة تنتقل بهدوء، وخاصة إذا كان الشخص يمارسها باقتناع تام بأهميتها له.

وإذا كانت تلك الممارسات لديك، وكنت تطبقها في وقتها، فستزيد فرص وقايتك من كل الأمراض، وستمر عليك المشكلات والتحديات مرور الكرام. ومن يطبقها تتحول حياته إلى محطات جميلة يعيشها كل يوم.

فلا تبخل على نفسك، وابدأ بتطبيقها من اليوم، ولا تنتظر من أحد أن يرشدك إليها، بل كن محور الانطلاق لها، وزد من عدد المتفائلين السعداء في حياتهم.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى