لكل مرحلة عمرية أسلوبها

بقلم/ شيماء المرزوقي

التربية والتعامل مع الأبناء، أحد أكثر التحديات التي تواجه الأمهات والآباء تحديداً، وتواجه المربّين والمعلمين بصفة عامة، ذلك أنها تكتنف عدة جوانب مهمة، وهي ليست محصورة بفترة زمنية ما، أو بوقت محدد وتنتهي، بل هي عملية مستمرة من العمل والاجتهاد، لمنح طفل اليوم ورجل المستقبل، كل قيم، وسلوكيات صحيحة، وقوية، وثابتة، لذا لا أبالغ عند القول بأن التربية، واحدة من أقسى المهام وأصعبها التي تمر على الإنسان، خاصة عندما يتم التوجه لها بجدية، وحرص وتفانٍ واهتمام.

وفي هذا العصر، تحديداً، تكتسب وظيفة التربية أهمية بالغة، خاصة مع قوة الاتصالات والتطورات في التقنيات الحديثة، ما يجعل الفضاء المعلوماتي مشرع الأبواب على الكثير من الثقافات والمبادئ، ومن مختلف المجتمعات وأمم الأرض، وأيضاً معها تتغير الأولويات، وتحدث فوضى لدى فتيات وشباب المستقبل، في خطواتهم الأولى، وهو ما يحتّم وجود عملية تربوية داخل الأسرة وفي مختلف مؤسسات التعليم، تكون قوية ومهنية. وإذا عرفنا أن لكل مرحلة عمرية خصائصها النفسية والسلوكية، وهو ما يعني منهجية وطريقة في التعامل تختلف عن مرحلة عمرية أخرى، فإن الصعوبة تكون ماثلة وواضحة، تجاه الأبوين داخل الأسرة، خاصة من لديهم عدة أطفال في مراحل عمرية متباينة.

على سبيل المثال، عندما يكون الطفل في مرحلة لم تتجاوز السادسة، فإن الأهمية تنصبّ على تغذيته بالأمان النفسي، ومنحه الثقة لينمو وهو يتأمل العالم من حوله. وهذه مرحلة تختلف عن تلك التي لم يتجاوز فيها الحادية عشرة أو الثانية عشرة من الأعمار، والتي يبدأ الحوار فيها مع الطفل وتشجيعه على تحمل بعض المسؤوليات البسيطة، لأنها المرحلة التي يبدأ فيها بتكوين علاقاته الاجتماعية، ولا ننسى مرحلة المراهقة حيث تظهر هوية الطفل، والاستقلال، وهنا تظهر أهمية الاحترام المتبادل، والشراكة في اتخاذ بعض القرارات، وتوجيه غير مباشر، والقدوة الحسنة، ومنحة مساحة للتعبير عن ذاته، وعدم تخويفه أو الرفض القاسي.. إلخ.

وهكذا في كل مرحلة عمرية، نجد أن هناك حاجة لمنهجية وطريقة للتعامل مع الأبناء وفق سنّهم، وتعديل الأسلوب باستمرار وفق نضج الطفل أيضاً، مع الحزم والدفء. إن هذه المنهجية والأسلوب التربوي المرن، مهمة شديدة الحساسية، على كل أم وأب التنبه لها، وزيادة معارفهم حولها.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى