تخريب سدّ يؤخر الهجوم المضاد… أوروبا: «جريمة حرب» وجلسة عاجلة لمجلس الأمن

أحدث هجوم استهدف سدا رئيسيا يقع تحت سيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا أمس الثلاثاء، فيضانات غمرت مدينة صغيرة وقرابة 24 قرية ودفعت المئات للفرار. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإحداث فجوة في سد كاخوفكا، في خطوة رأت فيها أوكرانيا محاولة روسية لعرقلة هجومها المضاد المنتظر.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا في نيويورك في الساعة الرابعة مساء غرينتشأمس الثلاثاء بشأن تدمير سد كاخوفا جنوبي أوكرانيا.

ووفقا لأحد المصادر، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحدث في الاجتماع عبر الإنترنت.  وتمت مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن يقدم إحاطة لمجلس الأمن الذي يعد أقوى هيئة بالمنظمة الدولية.

وشددت روسيا على أن السد تضرر جزئيا بفعل “عدة ضربات” نفّذتها القوات الأوكرانية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الهجوم “عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني”.

وسارع أهالي خيرسون التي تعد أكبر مركز سكاني في المنطقة للتوجه إلى المرتفعات بينما ارتفع منسوب المياه التي كانت تحت السيطرة بفضل السد ومحطة للطاقة الكهرومائية في نهر دنيبرو.

وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن حوالى 16 ألف شخص يعيشون في “منطقة خطر” قد تشهد فيضانات.

وأعلن رئيس الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية إيغور سيروتا أن محطة الطاقة المرتبطة بالسد “تدمّرت بالكامل”. وعلى ضفة النهر الخاضعة للسيطرة الروسية، قال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا حيث يقع السد، إن المدينة غرقت وتم إجلاء 900 شخص.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم روسيا بتفجير السد، مطالبا بـ “رد فعل” دولي.

وقال زيلينسكي إن روسيا نفّذت “تفجيرا داخليا لهياكل” الموقع، لافتاً إلى “العواقب الوخيمة” للهجوم على الناس والطبيعة، واصفا إياه بـ “الجريمة”. كما دعت أوكرانيا إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي، وحذرت من “إبادة بيئية” محتملة إثر تسرّب 150 طنا من زيت المحركات إلى النهر.

وحمّلت القوى الغربية روسيا أيضا مسؤولية الأضرار التي لحقت بسد كاخوفكا، ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال العملية بأنها “جريمة حرب”.

ويقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا.

وغذت الفيضانات المخاوف القائمة أساسا بشأن سلامة محطة زابوريجيا الواقعة على بعد 150 كلم تقريبا عن السد المتضرر. وصدرت روايات متضاربة من كييف وموسكو بشأن سلامة المنشأة النووية.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ليس هناك “خطر نووي آني” في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، موضحة أن خبراءها في الموقع “يراقبون الوضع عن كثب”.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك “يجد العالم نفسه مرة جديدة على شفير كارثة نووية لأن محطة زابوريجيا فقدت مصدر تبريدها… وهذا الخطر يتفاقم بسرعة حاليا”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى