قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن موارد استراتيجية مهمة في أفريقيا، وأبرزها نهر النيل، وبعض أكبر مناجم الذهب بالقارة، وممرات الشحن الحيوية، بات مصيرها معلقا بنتيجة الصراع المندلع حاليا في السودان، بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو -حميدتي، وسط تخوفات من تصاعد دور روسيا في ذلك الصراع.
حميدتي و”فاجنر”
وألقت الصحيفة، خلال تقرير لها، الضوء على علاقات حميدتي المتشابكة مع روسيا وميليشيات “فاجنر”، كاشفة أن حميدتي رفض عرضا من الميليشيا الروسية، المرتبطة بالكرملين، بتزويده بأسلحة ثقيلة، وذلك حسبما نقلته عن مصدر مقرب من قائد “الدعم السريع”.
لكن حميدتي، رغم ذلك، تلقى ذخائر من من زعيم ميليشيا ليبية مدعومة من روسيا والإمارات، بحسب الصحيفة، وذلك بالإضافة إلى عرض فاجنر الروسية، بينما ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بثقله خلف البرهان، وأرسل مقاتلات لدعم القوات الجوية السودانية، ما عزز سيطرة البرهان على سماء البلاد وقدرته على ضرب مواقع منافسيه من الجو.
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للحلفاء الخارجيين للجنرالين، فإن معركتهم من أجل الهيمنة السياسية والعسكرية يمكن أن تقرر ما سيحدث لمليارات الدولارات من الاستثمارات، وفقا لما ترجمه موقع “الحرة” الأمريكي.
ويضيف التقرير: لدى مصر مصلحة فورية أكثر من غيرها في كيفية تطور الدراما، إذ تسعى القاهرة إلى مساعدة من الخرطوم في معارضة بناء سد ضخم وخزان في أقصى الجنوب على نهر النيل من قبل إثيوبيا.
ممرات حيوية
وموانئ السودان هي نقطة التصدير الوحيدة لنحو 135 ألف برميل من النفط يوميا تنتج داخل البلاد وجنوب السودان المجاور. كما أنها البوابة الرئيسية للبضائع من وإلى دول أفريقيا الوسطى غير الساحلية الغنية بالمعادن مثل تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وتشير “وول ستريت جورنال” إلى أن واشنطن قلقة من تأثير روسيا المحتمل على النزاع، واستغلال موسكو للسودان لزيادة نفوذها في المنطقة ومساعدة حملتها العسكرية في أوكرانيا.
ويتمتع الجنرال دقلو بعلاقات وثيقة مع روسيا، وينتظر الكرملين التوقيع النهائي من القيادة السودانية على عقد إيجار لمدة 25 عاما لقاعدة بحرية في بورتسودان، على بعد حوالي 1000 ميل شمال أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفريقيا.
وستتيح القاعدة الروسية للسفن الحربية التابعة للكرملين الوصول إلى قناة السويس والمحيط الهندي في ظل أكبر مواجهة بين موسكو والولايات المتحدة وأوروبا.
الذهب
وترى روسيا في القاعدة وسيلة لتسهيل استخراج الذهب والمعادن الأرضية النادرة وغيرها من الموارد من السودان ووسط أفريقيا، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وتعتمد الشركات التي يسيطر عليها يفجيني بريجوجين، الحليف الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومالك “فاجنر”، على مقاتلي قوات الدعم السريع لحماية مواقع في شرق وغرب السودان لتعدين الذهب في السودان منذ عدة سنوات.
وتسيطر عائلة حميدتي على شركة تعالج مخلفات المناجم التي تديرها روسيا، وفق الصحيفة.
وبدأ القتال بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو في 15 أبريل/نيسان الجاري وخلف 413 قتيلا و3551 جريحا، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبسبب القتال، أصبح عدد كبير من العائلات عالقة مع كميات قليلة أو معدومة من الماء والطعام والأدوية والكهرباء، وفق وكالة “فرانس برس”.
متابعات