خبراء يكشفون عن هزات يومية في اليمن وتداعيات زلزال تركيا وسوريا

كشف خبراء جيولوجيون، عن هزات أرضية شبه يومية، تشهدها اليمن، خلال الفترة الماضية، كونها تطل على “خط الزلازل الدائم”.

وقال الخبير الجغرافي والأستاذ المساعد بقسم الجغرافيا في كلية التربية بجامعة عدن، الدكتور فواز باحميش، في تصريحات لصحيفة “العين الإخبارية” الإماراتية، إن خليج عدن يقع ضمن امتداد الخط الزلزالي الدائم، وما لا يعلمه الكثيرون أن الخليج يُضرب يوميا بهزات أرضية تتراوح شدتها ما بين 1- 2 درجة على مقياس ريختر.

وأكد باحميش، وهو خبير مختص في الجيومورفولوجيا التطبيقية ونظم المعلومات الجغرافية، ومدير مركز دراسات وعلوم البيئة، أن هذا الأمر يحدث بشكل يومي في مياه خليج عدن، وكانت تسجله المراصد المحلية التي كانت متواجدة في محافظة ذمار وبعض المرافق في عدن.

وعلل الخبير اليمني أسباب عدم الشعور بهذه الهزات اليومية لأنها تحدث في البحر، وما شعر به سكان عدن قبل نحو أسبوع كانت هزة تجاوزت شدتها 3 درجات، انتقلت من مياه الخليج إلى البر، وهو ما جعلها محسوسة.

وأشار باحميش، إلى إمكانية تأثر مدينة عدن واليمن عموما بتداعيات الزلازل الأخيرة في تركيا وسوريا، وقال إن اليمن يقع على خط الزلزال الدائم الممتد من جنوب شرق آسيا، ويمر بخليج عدن ثم البحر الأحمر، وتفرعاته في إيران والمناطق المجاورة باعتبارها امتدادا واحدا.

وأضاف: “تأثير زلزال تركيا وسوريا الأخير على اليمن وعدن تحديدا، محكوم بإرادة الله، لكن كل هذه المناطق ما زالت في طور التكوين بالنظر إلى الصفيحة التكتونية، ومتى ما وجدت مناطق هشة تبدأ البؤرة بالانطلاق من باطن الأرض إلى الأعلى من أجل أن تتنفس، وفق المصطلح الجيولوجي، فتحدث الهزة والزلزال”.. موضحًا أن ذلك يحدث متى ما كان هناك اضطراب في باطن الأرض، لكن لا أظن أنه إذا حدث سيكون بسبب الامتدادات أو التأثيرات المتعلقة بزلازل تركيا وسوريا الأخيرة.

وأكد أن “الزلزال لا يمكن التنبؤ بها أبدا، إلا حين تحدث بالفعل أو قبل وقوعها بلحظات، وحينها يتم رصد قوتها وشدتها، لكن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها إطلاقا..

بدوره قال أستاذ جيولوجيا المياه في جامعة تعز اليمنية الدكتور أحمد عبدالعزيز، أن اليمن يتأثر بالفعل بحزام زلازل البحر الأحمر، وخاصة الركن الجنوبي الغربي.. مشيرًا إلى أن هناك نوعين من هذه الزلازل، الأول هو “زلازل عميقة”، وتحدث نتيجة حركة الصفائح التكتونية المكونة للأرض، فالأرض مكونة من حوالي سبعة صفائح كبيرة، تعوم على السائل المكون لجوف الأرض، وهي تتباعد وتتقارب كما لو كانت كألواح تطفو فوق بركة ماء، فعندما يبعد لوح عن آخر أو يصدم بآخر يحدث ارتجاج هائل يمتد على مستوى إقليمي، مثل ما حدث في المحيط الهادي قبل 15 سنة.

واضاف: “أما النوع الثاني، فهو الأخف مثل ما حدث مؤخرا في تركيا؛ نتيجة حركة لوح شبه الجزيرة العربية بلوح أوروبا، وهذين لوحين صغيرين طبعا، وهناك هزات تحدث نتيجة حركة كتل صخرية ضخمة وهذه النوع أقل قوة”.

يشار إلى أن اليمن كان على موعد مع أسوأ زلزال في تاريخه على الإطلاق، حيث ضرب الزلزال في ديسمبر 1982 محافظة ذمار وسط البلاد، وأودى بحياة نحو 2800 شخص، وإصابة عشرات الآلاف.

لم تتكرر مثل هذه الكوارث في البلاد مرة أخرى، لكن خبراء الجغرافيا وعلوم الجيولوجيا يؤكدون أن اليمن لم يكن يومًا بمنأى عن الهزات الأرضية التي يعيشها بشكل شبه يومي، لأسباب تتعلق بموقعه الجغرافي.

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى