مليشيات متطرفة تتمدد في «الحجرية».. طوق عدن وباب المندب مهدد

أعادت التحركات العسكرية الأخيرة لحزب الإصلاح ، في بلدة الحجرية جنوب غربي محافظة تعز، ملف أمجد خالد، المتهم بتدبير عمليات إرهابية خطيرة، إلى الواجهة، بينما حملت إشارات واضحة إلى إصرار التنظيم على تحويل مدينة “التربة” إلى معقل للمتطرفين ونقطة انطلاق لتهديد باب المندب.

ومنذ أسابيع بدأ حزب الإصلاح  بتسليم العديد من المواقع والمعسكرات الاستراتيجية في “الحجرية” إلى القيادي أمجد خالد، قائد ما يسمى “لواء النقل”، في خطوة أثارت مخاوف الأهالي الذين يطالبون بإخلاء المنطقة من المسلحين.

وتتزايد هذه المخاوف مع تحركات حزب الإصلاح  لإعادة انتشار التشكيلات العسكرية التابعة له في مديرية الشمايتين، بما فيها لواء “أمجد خالد” ونقل تمركز قوات ما يسمى اللواء الرابع مشاه إلى مديرية المقاطرة والمناطق المتاخمة لـ”الصبيحة” في لحج.

والأربعاء، طالب شيوخ ووجهاء وأعيان “الحجرية” في بيان، بإنهاء عسكرة حزب الاصلاح لمناطقهم، والقبض على العناصر التخريبية والإرهابية المطلوبة للقضاء، والمنخرطة في صفوف أخطر أذرع التنظيم العسكرية.

وأكد الشيوخ والوجهاء، بأن القيادي الاصلاحي أمجد خالد المتهم بعمليات إرهابية استهدفت مسؤولين حكوميين رفيعين في عدن، استقدم عناصر إرهابية لترويع المواطنين وبث الرعب عبر إطلاق أعيرة نارية بأسلحة مختلفة على المنازل.

وقال البيان: إنّ القيادي الإصلاحي  أمجد خالد استولى على (6) مواقع عسكرية في مدينة التربة، حاضرة الحجرية، بعد انسحاب مفاجئ للواء الرابع مشاة (تشكيل عسكري تابع لحزب الاصلاح ) وهي: “الجاهلي” و”بياعين” و”منيف” و”يمين” ومعسكرا “العفا” و”الصنعة”، مشددا على ضرورة إخلاء المناطق السكنية من العناصر المسلحة والإرهابية وعدم عسكرتها.

ولفت أنّ عناصر لواء “خالد” جميعهم هم فارون من محافظة عدن؛ بسبب الأوامر القهرية الصادرة بحقهم وإدانتهم بجرائم القتل والاغتيالات في كثير من القضايا، ومنها جريمتا اغتيال اللواء ثابت جواس والرائد نادر الشرجبي، إضافة إلى محاولة اغتيال محافظ عدن أحمد حامد لملس، ووزير الثروة السمكية.

رفض مجتمعي لعسكرة الحجرية 

والشهر الماضي، شهدت منطقة “الجاهلي” الواقعة بين مديريتي الشمايتين والمقاطرة اشتباكات بين مسلحين من أهالي المنطقة من جهة، وعناصر المدعو أمجد خالد، من جهة ثانية، وذلك بعد انتشارهم في موقع عسكري مستحدث.

وعكست الاشتباكات اتساع مساحة الرفض الشعبي في مناطق الحجرية لتواجد عناصر أمجد خالد، خاصة وأن معظمهم مرتبطون بتنظيمات إرهابية، ومطلوبون لدى السلطات الأمنية في محافظتي لحج وعدن.

ويربط أهالي “الحجرية” بين تواجد عناصر “أمجد خالد” وحوادث تفجير عبوات ناسفة التي شهدتها مناطق ريف تعز الأشهر الماضية لأول مرة كما أن تواجد هذه العناصر يثير مخاوف السكان من تحويل مناطقهم إلى قاعدة لاستهداف الجنوب.

ولم يكتفِ القيادي الموالي لحزب الإصلاح  بتفجير المعارك البينية في التربة، وما خلّفه من صدامات مع الأهالي، لكنّه قام بجلب العديد من العناصر التابعة للقاعدة وداعش، التي فرت من محافظة أبين إثر عملية سهام الشرق.

وفي وقت سابق، أكدت معلومات أمنية وصول عشرات من عناصر تنظيم “القاعدة” إلى مناطق عدة في تعز، بعدما فرت من محافظتي أبين وشبوة الواقعتين في جنوبي اليمن.

وتكتسب “الحجرية” رمزية خاصة في المعادلة اليمنية، إذ تعد أكبر بلدة حيوية ذات تأثير سياسي فعال في البلاد، فضلاً عن الدور العسكري لموقعها الاستراتيجي المطل على المخا ومضيق باب المندب، وتُعدّ مرتفعاتها الاستراتيجية بمثابة بوابة متقدمة للجنوب، لكنها تحولت إلى مسرح لمليشيات متطرفة ومنفلتة منذ اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد الركن عدنان الحمادي.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى