كشف علماء روس عن مخاطر صحية خفية تهدد السائقين نتيجة التعرّض المستمر للاهتزازات الناتجة عن قيادة المركبات لفترات طويلة.
الدراسة الحديثة، التي أُجريت بتعاون مشترك بين الجامعة التكنولوجية الروسية، ومعهد موسكو للطيران، ومعهد الهندسة الميكانيكية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سلّطت الضوء على الأثر التراكمي للاهتزازات منخفضة التردد على جسم الإنسان.
ويُعدّ الاهتزاز جزءًا لا يتجزأ من تجربة القيادة في مختلف وسائل النقل، سواء كانت سيارات، أو شاحنات، أو قطارات، أو حتى طائرات.
لكن الجديد في هذا البحث، كما أوضح أحد المصادر في الجامعة، هو استخدام جهاز تجريبي متطور يُحدث اهتزازات أحادية الاتجاه، مكّن الفريق من قياس التفاعل الفسيولوجي للجسم بدقّة فائقة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن التعرّض المطوّل للاهتزازات، حتى وإن كانت ضعيفة الشدة، قد يدفع الجسم إلى مرحلة ما قبل المرض، وهي حالة دقيقة يستهلك فيها الجسم موارده الحيوية من دون أن تظهر أعراض واضحة في البداية؛ ما يجعلها خطرة على المدى الطويل.
وأوضح الباحثون أن هذا الإجهاد الجسدي المستمر قد يؤدي إلى تطوّر أمراض مهنية مزمنة لدى السائقين والعاملين في وسائل النقل، مثل اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي، ومشكلات في الجهاز العصبي، والدورة الدموية، نتيجة الضغط المستمر على المفاصل والأنسجة الدقيقة.
ويأمل الفريق العلمي أن تُسهم هذه النتائج في تعزيز الوعي داخل قطاع النقل، ودفع الشركات والمصنعين إلى تطوير مقاعد أكثر مرونة ونُظُم تعليق تقلّل من أثر الاهتزازات على السائق.
كما يدعو الباحثون إلى إجراء فحوصات طبية دورية للسائقين المحترفين، وتطبيق فترات راحة إجبارية في أنظمة العمل الطويلة، للحدّ من هذه التأثيرات الصامتة التي لا تُرى بالعين، لكن أثرها يتراكم بمرور الوقت، مهدّدًا صحة الملايين من العاملين في هذا المجال.
متابعات