الجمال الحقيقي

بقلم/حصة سيف

هبَّة النساء لإجراءات التجميل من إبر البوتكس والفيلر وغيرها من الإبر التي تغيّر من شكل ومظهر البشرة مباشرة، تحتاج لمراجعة من قبل المرأة نفسها قبل الإقبال على تلك الإجراءات، فالتغيير الذي يفضّل أن يحدث هو التغيير من الداخل ومن نمط الحياة ونوعية التغذية، والممارسات الصحية من ممارسة الرياضة والتنفس الطبيعي الذي يعطيكِ رونقاً خاصاً وحيوية مختلفة لا تقدمها أيّ إبر طبية خارجية.

وللأسف أطباء التجميل، عادة لا يتطرقون لتلك النصائح، حتى وإن لم تكن الزبونة تحتاج إلى إبر تجميلية، المهم اتباع طلبها وزيادة دخل العيادة من خلالها، ورغم أن عمليات التجميل لا تتوفر في المستشفيات الحكومية والتي تقتصر على مستوى العالم على العلاج الطبي، فإن الطبيب المختص يمكن أن يقدّم نصائح طبية لمرضاه، ويزيد الوعي بأهمية العناية بالبشرة من الداخل قبل أي إجراء طبي خارجي.
ووعي المرأة من هذا المنطلق يتطلب انتباهاً واهتماماً كبيراً بنوعية الإبر المستخدمة ومضاعفاتها قبل أي اجراء، قبل الندم والتعرّض لمشكلات لا حصر لها، وعمليات وإجراءات التجميل إن كانت نتيجتها عكسية، قد تعرّض المرأة للإصابة بالاكتئاب الذي يدمّر نفسيتها ويضاعف من آلامها، وأهم من ذلك يفقدها ثقتها بنفسها، وكل ذلك من أجل أن تكون أكثر جمالاً وجاذبية.

لذلك من أجل تجنّب تلك الحالات، الأفضل للمرأة أن تزيد من جمالها وجاذبيتها بثقافتها وعلمها وحيويتها وقدرتها على تحمل مسؤولياتها بكفاءة وجدارة، وإن كانت فقط ربة منزل، فالمسؤولية الملقاة عليها أكبر من أي فرد في المجتمع، فهي تحمل أمانة عظيمة تحمل مسؤولية أسرة تشجعها لأن تكون أكثر وعياً وقدرة على التعامل مع مجريات الأحداث بطلاقة، وتجاعيد الزمن كفيلة بأن تجعلها أكثر جاذبية وسعادة إن استطاعت كيف تتعامل معها بوعي وتفهّم لاحتياجات الجسم والروح، وأن توليها الاهتمام المناسب الذي ينعكس بشكل إيجابي عليها وعلى محيطها.

ولتكنْ لدينا الجرأة على عدم الانسياق وراء دعوات المتاجرين بصحتنا، والاهتمام برفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه ما ينخرط به الأكثرية وآثاره السلبية وراء ذلك الانسياق غير المبرر، وليكنْ شعارنا نعمْ لرفع وعينا وثقافتنا بالقراءة والاطلاع على تجارب الآخرين قبل أي قرار، ولنتجرأ على قول «لا» لكل دعوة تُتاجر بصحتنا، ولنرفع وعينا ووعي من حولنا، ولنجعل من القراءة والتجربة معياراً قبل اتخاذ أي قرار طبي أو جمالي، فالثقة التي نبنيها من الداخل، أقوى من أي حقنة خارجية.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى