الإدمان المستنزف

بقلم/حصة سيف

إدمان الأطفال والفتية الأجهزة والألعاب الذكية جداً خطِر وينتحي بالطفل إلى عوالم الإثارة والقتل وحمل الضغينة والبغضاء لبعضهم، خاصة إذا اشترك كل واحد منهم بفريق يجابه الآخر، والخاسر الأكبر العلاقات الاجتماعية بين الفتية ونمو الأطفال العقلي والنفسي، ناهيك عن الأضرار الصحية المرافقة لها من ضعف البصر والأضرار المرتبطة بالجلسة الخطأ، خاصة إذا ما تم تحميلها على الهواتف، وهنا تكمن الطامة الكبرى.

إدمان الألعاب الإلكترونية مضرّ بالكبار، فما بالك بالأطفال الذين لا يفقهون كثيراً قيمة الوقت ولا أضرار الانشغال بالملهيات، والدليل الأكبر ما أنتجته انشغالاتنا نحن الكبار بالهاتف. كانت حياتنا من غير هواتف في السكنات الداخلية متعة أحسسنا بقيمتها الحقيقية الآن بعد أن كوّنّا صداقات قوية بين الزميلات بالسكن، وأصبحن جزءاً لا يتجزأ من ذاكرتنا وحياتنا الشخصية، أما حالياً بتواجد الهواتف المسموحة تجد كل طالبة لا تعرف شيئاً عن جارتها بالغرفة الملاصقة لها بالسكن، فكلٌّ لاهيةٌ بحياتها الشخصية المحدودة العلاقات، وهذا يؤثر في تشكيل الشخصيات المستقبلية للطلبة بشكل سلبي للأسف، وكل جامعي لا يستطيع تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية بين أقرانه، يضعه ذلك بمواقف أصعب في الأماكن التي يتجه إليها بعد الجامعة، سواء بين زملائه في العمل أو من خلال تكوينه لأسرة.
وفي الصغر يمكن لولي الأمر أن يلعب دوراً أساسياً وكبيراً في بداية حياة طفله، وتوجيهه نحو الأنشطة المختلفة، وشغل وقت فراغه بما يقيه من الانجراف نحو الوحدة والارتباط بالهاتف الخلوي أو الألعاب الإلكترونية أو الذكية مهما كان موقعها أو طريقة عرضها، خاصة في الإجازات المدرسية؛ لذلك يعدّ دوراً مهماً جداً البحث عن تلك الأنشطة وتسجيل الأبناء بها، وإذا كان للمدرسة دور فعال بالمجتمع فستنظم في الإجازات أنشطة مختلفة، وتدعو أولياء الأمور للمساهمة في تنظيمها حتى يخف العبء عن كاهل التربويين، فالمطلوب توجيه واشتراك بمنظمين لتقديم تلك البرامج والأنشطة وإشراك أولياء الأمور للإشراف عليها.

وخاصة، ونحن في عام المجتمع، ستفيد تلك المبادرات بتحقيق أهدافها وستمتد للمستقبل، حسب الأنشطة والفعاليات التي نظمت، وخاصة إذا كانت تصبّ في مصلحة تطوير شخصية الطلبة، وتصنع قيادات جديدة نقطف ثمار قيادتها بالمستقبل القريب.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى