ازدادت شعبية مكملات أكسيد النيتريك بين الرياضيين والأفراد الباحثين عن تعزيز القدرة على التحمل وصحة القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، لا يزال الخبراء منقسمين حول فعاليتها، حيث أظهرت الأبحاث نتائج متباينة، بحسب تقرير نشره موقع ”مين هيلث“.
ما هو أكسيد النيتريك؟
ويُعد أكسيد النيتريك غازًا في الظروف العادية، وجذريًا حرًا لاحتوائه على إلكترون غير مزدوج، مما يجعله شديد التفاعل كيميائيًا.
ويلعب دورًا رئيسيًا في العديد من العمليات الفسيولوجية، مثل توسيع الأوعية الدموية، ونقل الإشارات العصبية، وتنظيم الهرمونات.
ووفقًا لأليكس روثستين، أستاذ علوم الرياضة في معهد نيويورك للتكنولوجيا، يُنتج الجسم أكسيد النيتريك من الحمض الأميني الأساسي ”إل-أرجينين”.
ويعمل أكسيد النيتريك كموسع للأوعية، ما يساعد على تحسين تدفق الدم.
ولهذا السبب، أصبح “إل-أرجينين” مكونًا شائعًا في المكملات المستخدمة لعلاج مشكلات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويؤكد الدكتور ويليام ووركمان، جراح العظام وخبير الطب الرياضي في مركز ”DISC” للطب الرياضي والعمود الفقري بكاليفورنيا، أن أكسيد النيتريك يلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم وتعزيز الدورة الدموية أثناء التمارين الرياضية.
ما هي مكملات أكسيد النيتريك؟
لا تحتوي معظم مكملات أكسيد النيتريك على الغاز نفسه، بل على مركبات تسهم في إنتاجه، وأبرزها “إل-أرجينين” و”إل-سيترولين”.
ويوضح ماركو أنزوريس، أستاذ علوم الرياضة في كلية سان دييغو، أن هذه المكملات توفر للجسم المواد الأولية لإنتاج أكسيد النيتريك.
لكن أنزوريس يشير إلى أن الأبحاث حول فعاليتها في تحسين صحة القلب والأداء الرياضي لا تزال غير حاسمة، إذ أظهرت بعض الدراسات فوائد محتملة، في حين لم تجد دراسات أخرى أي تأثير يُذكر.
وتاليا بعض الفوائد المحتملة لمكملات أكسيد النيتريك:
الأداء الرياضي
قد يساعد أكسيد النيتريك في تعزيز تدفق الدم إلى العضلات، مما يسهم في تحسين توصيل الأكسجين والمواد المغذية، وبالتالي زيادة القدرة على التحمل أثناء التمارين.
وتظهر بعض الدراسات أن مكملات “إل-أرجينين” قد تفيد العدائين وراكبي الدراجات والسباحين، لكن دراسات أخرى لم تجد تأثيرًا ملحوظًا.
ويقول أنزوريس: “البحوث حول فوائد مكملات أكسيد النيتريك في الأداء الرياضي مختلطة. هناك أدلة على أنها قد تعزز التحمل، لكنها لا تؤثر بشكل كبير على الأداء في سباقات الزمن”.
وخلصت مراجعة لعدة دراسات إلى أن هذه المكملات قد تحسن القدرة على التحمل لدى الأفراد غير المدربين أو معتدلي اللياقة، لكنها لا تقدم فائدة كبيرة للرياضيين المحترفين.
تنظيم ضغط الدم
ويسهم أكسيد النيتريك في خفض ضغط الدم من خلال توسيع الأوعية الدموية. ونظرًا لأن ارتفاع ضغط الدم يعد عامل خطر رئيسيًا لأمراض القلب والسكتة الدماغية، يُعتقد أن مكملات “إل-أرجينين” قد تساعد في السيطرة عليه، لكن الأبحاث لم تؤكد هذه الفائدة بشكل قاطع.
صحة القلب والأوعية الدموية
بالنسبة للأشخاص غير النشطين بدنيًا، قد توفر مكملات أكسيد النيتريك بعض الفوائد للقلب والأوعية الدموية. ويشير روثستين إلى أن “إل-أرجينين” قد يساعد في توسيع الأوعية الدموية لدى الأفراد قليلي الحركة، مما قد يقلل من بعض المخاطر المرتبطة بقلة النشاط البدني.
كما أن إنتاج أكسيد النيتريك قد يكون منخفضًا لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وتُظهر بعض الدراسات أن المكملات قد تساعد في مواجهة هذه التأثيرات.
السلامة والآثار الجانبية
ورغم الفوائد المحتملة، يحذر الخبراء من أن مكملات أكسيد النيتريك قد لا تكون ضرورية لمعظم الأشخاص، لأن الجسم يُنتج كميات كافية بشكل طبيعي.
ويؤكد الدكتور ووركمان أن تناول هذه المكملات بجرعات معتدلة لا يشكل خطرًا كبيرًا، لكن الجرعات الزائدة قد تؤدي إلى آثار جانبية.
وتشمل الآثار الجانبية المحتملة اضطرابات الجهاز الهضمي، والدوخة، والصداع، وفي الحالات الشديدة، انخفاضًا حادًا في ضغط الدم قد يؤدي إلى السكتة الدماغية.
وينصح الأفراد المصابون بأمراض الكبد أو الكلى أو القلب أو الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم بتوخي الحذر قبل تناول هذه المكملات.
مصادر طبيعية
ويشدد الخبراء على أن الحصول على أكسيد النيتريك من النظام الغذائي يُعد خيارًا أفضل من المكملات.
فالمواد التي تعزز إنتاجه، مثل “إل-أرجينين” و”إل-سيترولين”، توجد في الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل البقوليات، واللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان، والأسماك، والمكسرات، والبذور.
كما تحتوي الخضراوات الورقية والبنجر على نسبة عالية من النترات، التي تدعم إنتاج أكسيد النيتريك. وتشير الأبحاث إلى أن عصير الشمندر قد يعزز الأداء الرياضي، والقدرة على التحمل، والوظائف الإدراكية.
وتوضح اختصاصية التغذية ناتالي ريزو أن “إحدى الدراسات وجدت أن راكبي الدراجات الذين تناولوا عصير الشمندر قبل التمارين زادت قوتهم وسرعتهم“.