الإيمان بحلمك

بقلم/شيماء المرزوقي

من الأمور المساعدة لنا جميعاً خلال مسيرتنا الحياتية التعلم من قصص الآخرين، وأتحدث عن استلهام الخبرات، والحلول، والطرق، والمهارات، من قصص النجاح، والكفاح والعمل الذي استمر لسنوات، وقد كانت تطلعاتهم وأحلامهم في بداياتها أفكاراً عادية، أو بسيطة.

عندما نسمع اسم سلسلة مطاعم شهيرة، نفكر فوراً في وجبات الدجاج المقلية اللذيذة، لكن الكثيرين لا يعرفون قصة الإصرار التي تقف وراء هذه العلامة التجارية العالمية. مؤسسها، الكولونيل هارلاند ساندرز، لم يبدأ نجاحه في شبابه، بل كانت مسيرته مليئة بالتحديات والإخفاقات قبل أن يحقق حلمه في عمر تجاوز الستين.
كان ساندرز يعيش حياة عادية، انتقل فيها بين العديد من الوظائف المختلفة، من محصل تذاكر في القطارات إلى مندوب مبيعات، حتى عامل في محطة وقود.

في منتصف حياته، كان يدير مطعماً صغيراً يقدم فيه وصفة خاصة من الدجاج المقلي ابتكرها بنفسه. مع الأسف، واجهت أعماله العديد من المشاكل الاقتصادية، ما اضطره لإغلاق المطعم وهو في الستين من عمره.

لم يستسلم ساندرز لهذا الواقع، بل قرر أن يحمل وصفته السرية ويتجول بها بين المطاعم ليقنع أصحابها بتقديم دجاجه مقابل نسبة بسيطة من الأرباح. رغم تعرضه للرفض مرات عديدة، تشير بعض الروايات إلى أنه تم رفضه أكثر من ألف مرة، إلا أنه لم يفقد الأمل ولم يتوقف عن المحاولة. ومع مرور الوقت، بدأت المطاعم تقتنع بوصفته وتحقق نجاحاً كبيراً بفضل النكهة المميزة التي قدمها.
في غضون سنوات قليلة، تحولت وصفة الدجاج السرية إلى علامة تجارية عالمية معروفة، وانتشرت فروعها حول العالم. اليوم، أصبحت قصة ساندرز مثالاً يحتذى به على أن العمر ليس عائقاً أمام النجاح، وأن الإصرار والمثابرة قادران على صناعة أعظم النجاحات.
تعلمنا هذه القصة أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى الصبر والإيمان بالفكرة حتى لو تم رفضها من قبل الآخرين مرات عديدة، وأن المحاولة مرة بعد مرة هي سر النجاح الحقيقي.
عندما نواجه الفشل في حياتنا، يجب ألا نرى فيه نهاية الطريق، بل خطوة في رحلة طويلة ومثمرة قد تقودنا في النهاية إلى تحقيق أحلامنا.
إن قصة الكولونيل ساندرز تعتبر مثالاً على قوة الإرادة وأهمية عدم الاستسلام مهما طالت الرحلة ومهما كانت الفكرة.
ولأن أعظم النجاحات بدأت بأمور بسيطة ومن أماكن صغيرة، يجب علينا أن نؤمن بأحلامنا قبل أن يؤمن بها الآخرون.

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى