حماية الأم والأب ضرورة حضارية

بقلم/شيماء المرزوقي

كما هو معروف، فإن الأسرة في أي مجتمع هي عماده وقاعدته والأساس الذي يقوم عليه هذا المجتمع، ففي عمق الأسرة يتم تشكيل شخصية الطفل، وهي عملية تبدأ منذ نعومة أظفاره، وتستمر مع مختلف مراحله العمرية.

ولا نبالغ عند القول بأن الأسرة هي المصنع لبناء الإنسان القوي الواثق بنفسه، إنسان يتمتع بالصحة الجسدية والنفسية، لأنه نما وكبر في جو مشحون بالعاطفة والاهتمام والرعاية. لذا لا نبالغ عند القول أيضاً بأن التماسك الأسري والتناغم والتفاهم بين كلٍ من الأم والأب له أثر بالغ في أطفالهما، حيث يشعرون بالقبول والدعم، وهذه البيئة الصحية تساعد على تعزيز الصحة النفسية، لأن الأطفال وأيضاً الشباب يكونون فيها مطمئنين، ولديهم من يحبهم ويحميهم .
والحقيقة أنني أجد أن الأسرة تتجاوز مفهوم المدرسة ووظيفتها لما هو أهم وأكثر إلحاحاً، فهي منبع الأخلاق والقيم، وفيها يتعلم الطفل التعاون والاحترام والمسؤولية، هي البيئة التي يتم فيها تأسيس الخصال الطيبة ووضع البذور الصالحة في قلب هذا الطفل، وبمجرد النمو قليلاً يتوجه نحو المدرسة، المؤسسة التعليمية التي لها رسالة أيضاً ليست متواضعة، لكن هذا الطفل يتوجه نحو المدرسة، وهو مستعد بالخصال والتوجيهات والمبادئ والركائز التي نما عليها وتعلمها بين جدران منزله على أيدي أمه وأبيه.

ويمكن ملاحظة أن الإنسان الذي نشأ في أسرة متماسكة يقوم كل من الأب والأم فيها بدوره ووظيفته بمهارة ودقة، يكون أقل عرضة للانحرافات السلوكية والاجتماعية، ويكون في العادة بعيداً عن الجريمة أو الإدمان على مختلف أنواعه.

أهمية الأسرة ودورها تعززا طوال مسيرة البشرية، وفي مختلف المجتمعات، وجاءت الدراسات والبحوث لتؤكد على رسالتها وأهمية حضورها في حياة الأطفال، وسواء في بيئتنا العربية أو غيرها ستجد أن التماسك الأسري حاضر بقوة.
وكما هو واضح، فإنه في هذا العصر، تواجه الأسرة تحديات جساماً وضغوطاً كبيرة تتمثل في مواجهة الأم والأب صعوبات حياتية مختلفة ومتنوعة، وهذا له تبعاته على أطفالهما..
الأسرة هي التي تحافظ على المجتمعات القوية، وبالتالي رعاية الأسرة ودعمها وحمايتها تعتبر من أهم الأولويات في المجتمعات المتوجهة نحو التطور والتقدم والبناء الحضاري. الجانب الآخر يتعلق بكل أم وأب: عليكما الوعي بدوركما، ورسالتكما، وأيضاً أثركما البالغ في حياة أطفالكما.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى