ورطة عميقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن امام العالم بسبب سوريا

صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، والتي كتب فيها جيفري كارجل مقالاً يتناول تداعيات الأحداث في سوريا على روسيا وإيران، بالإضافة إلى تأثير هذه الأزمة على النظام العالمي والشرق الأوسط. يشير الكاتب، وهو عالم كبير في معهد علوم الكواكب في ولاية أريزونا الأمريكية، إلى أن سقوط الأسد و”إهانة روسيا” قد فتحا شروراً للأحداث غير المتوقعة في المنطقة، وأشار إليها بمصطلح “صندوق باندورا”.

ويوضح الكاتب: “لقد ضعفت العديد من القوى ــ فقد دُمر نظام الأسد؛ وأُهينت روسيا؛ وخسرت إيران خطوط إمدادها اللوجستية لصالح وكيلها حزب الله”، ويرى أن دولتين فقط تحققان مكاسب من ذلك، هما “إسرائيل التي تستفيد من ضعف حزب الله،” وأوكرانيا التي تستفيد من “إذلال” روسيا، وفق تعبيره.

ويضيف الكاتب أن هروب الأسد إلى موسكو يُعد إهانة مباشرة لروسيا، التي تظهر وكأنها غير قادرة على حماية حليفها الأساسي في المنطقة، وهذا يعكس أيضاً أن النظام العسكري الروسي كان يعاني من نقاط ضعف كبيرة على الأرض، بما في ذلك نقص الدعم الشعبي والوهن العسكري، بحسب رأيه.

ويعتقد كارجل أن هناك ثلاثة ردود فعل فورية من روسيا وإيران وهي: الصدمة، الخوف، والبحث عن سبل لتقليص الأضرار.

ومن أبرز النقاط التي يناقشها كارجل هو كيف أن الأزمة في سوريا قد عززت موقع أوكرانيا على الساحة الدولية.

فبعد “إهانة روسيا” في سوريا، يرى الكاتب أن أوكرانيا قد تزداد قوة في مواجهة روسيا على جبهتها الشرقية، مشيراً إلى أن الهيمنة الروسية باتت مهددة في العديد من المناطق، بما في ذلك إفريقيا حيث تكبدت قوات فاغنر الروسية هزائم متتالية.

ويعتقد كارجل أن هذا يمكن أن يؤدي إلى انسحاب روسي كامل من أفريقيا، مما يفتح المجال أمام الدول الغربية لتعزيز نفوذها في تلك المنطقة.

ربما تكون النقطة الأكثر إثارة في مقال كارجل هي التأثيرات المحتملة على دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان.

إذ يتوقع الكاتب أن هذه الدول، التي كانت تاريخياً ضمن نطاق النفوذ الروسي، قد تبدأ في تحدي هيمنة موسكو بشكل أكبر، خاصة بعد تفكك صورة القوة الروسية في سوريا.

ويشير كارجل إلى أن هذه الدول قد تصبح أكثر ميلاً للاستقلال عن روسيا بسبب ضعف الأخيرة، بحسب رأيه، وخاصة إذا استمرت في الانخراط في الحروب الإقليمية والفشل العسكري.

علاوة على ذلك، يلفت كارجل الانتباه إلى التأثير الذي قد يحدثه هذا الوضع على العلاقات بين روسيا والصين، مشيراً إلى أن الصين، “التي تراقب عن كثب ما يحدث في المنطقة” قد ترى في ضعف روسيا تهديداً استراتيجياً، ويتوقع أن تستغل الصين هذا الوضع لزيادة تأثيرها في تلك المنطقة، مما قد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية في آسيا الوسطى.

ويختتم كارجل مقاله بالتأكيد على أن الأزمة في سوريا قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة العالمية، حيث ستكون الخريطة الجيوسياسية في عام 2025 مختلفة تماماً عما هي عليه اليوم، فـ”لن يكون ديسمبر/كانون الأول 2025 مثل ديسمبر/كانون الأول 2024″، بحسب كارجل.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى