كيف يؤدي تعنيف طفلتك في صغرها إلى إصابتها بتكيس المبايض في الكبر؟

تخطئ الأم حين تعتقد أن الضرب والتعنيف لأطفالها يعني أنها تقوم بتربيتهم وتأديبهم، ولا تعرف أن هناك نتائج بعيدة المدى على تعنيف أو ضرب البنت الصغيرة خصوصاً، وتتعدى النتائج اللحظية أو الوقتية التي تحدث معها حين تضطرين إلى توبيخها باستمرار، أو حتى عقابها بعقاب قاسٍ، فهي سوف تبكي قليلاً ثم تسكت ولكن ذلك سوف يترك آثاراً نفسية وصحية بعيدة عليها، وسوف يكون من الصعب علاجها والتعامل معها.
على كل أم أن تحرص على التعامل بلطف وعدم اللجوء إلى القسوة في تربية الأبناء وخاصة البنات؛ لأنهن المؤنسات الغاليات أولاً، ولأنهن يتأثرن بأي تعامل مسيء

استشارية النساء والولادة الدكتورة أمينة عبد الوهاب أشارت إلى كيف يؤدي تعنيف طفلتك في صغرها إلى إصابتها بتكيس المبايض في الكبر، وكذلك مضاعفات أخرى مثل إصابتها بمشكلة الشعر الزائد وغيرها من الأعراض الصحية في الآتي:

الإصابة بتكيس المبايض

طفلة مع أمها
  • احرصي على توفير جو أسري متفهم ووضع نفسي سوي مليء بالحب والتفاهم مع ابنتك منذ صغرها؛ لكي لا تكون عرضة للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض في سن مبكرة، وحيث تعرف هذه المتلازمة بأنها ظهور أكياس صغيرة حول المبيض، ويقال عنها إنها متلازمة لأنها تشفى ثم تعاود الظهور، وغالباً ليس لها علاج نهائياً، ولكن يمكن السيطرة على بعض أعراضها وليس دائماً، تتسبب في تأخر حدوث الحمل، فقد تصاب المرأة بتكيس المبايض بعد إنجاب طفل أو أكثر ولكن المشكلة أو المسبب لها أن خللاً هرمونياً يحدث في جسم المرأة يؤثر على العديد من الأجهزة والأنظمة الحيوية في جسم المرأة، بما في ذلك الإنجاب، فقد تؤدي لأمراض على غرار الإصابة بمرض السكر، ولذلك فهي حالة مرضية خطيرة ما لم يتم السيطرة عليها في سن مبكرة عن طريق مراعاة الحالة النفسية للبنت، إضافة لمراعاة شروط صحية أخرى.

  • حافظي على عدم تعرض ابنتك في سن مبكرة للتنمر مثلاً سواء من المحيط الأسري أو في المدرسة، وحاولي قدر الإمكان أن تحتويها بأي عيوب لديها، فهناك بنات لا يملكن جمالاً مثلاً، ولديهن عيوب في أشكالهن ولكن احتواء الأسرة يلعب دوراً كبيراً في تخطي البنت لهذه المشكلة وزرع الثقة في نفسها؛ لكي لا يؤثر شعور البنت بأنها أقل جمالاً وجاذبية على مستوى هرموناتها الأنثوية وإصابتها بزيادة في مستوى هرمون الذكورة مثلاً.

  • اهتمي بأن تمنحي طفلتك الحب والحنان ضمن حدود وعدم الإسراف في تدليلها؛ لأن تعرض طفلتك للحرمان العاطفي يؤثر على وضعها النفسي، والذي يعمل على تثبيط جهازها المناعي بالإضافة لتأثير تكيس المبايض على مستوى هرمونات جسمها وخاصة الهرمونات الأنثوية التي يفرزها مبيضها مثل هرمون “الإستروجين” و”البروجيسترون” و”الأندروجين”، ومن الطبيعي أن يحدث لديها زيادة في هرمون الذكورة المعروف بهرمون “التستوستيرون”، ويجب أن تتوقعي من خلال ظهور أعراض تكيس المبايض والمضاعفات الصحية الخطيرة المصاحبة إصابة طفلتك في مرحلة البلوغ بها، وما يمكن أن تتركه من أثر على صحتها العامة وصحتها الإنجابية.

الإصابة بمشكلة الشعر الزائد في جميع أنحاء الجسم

خلل الهرمونات
  • توقعي أن ابنتك وفي سن مبكرة جداً سوف تصاب بظاهرة الشعر الزائد في جميع أنحاء الجسم، وهي مشكلة مؤرقة ومحرجة للبنات حيث تظهر الشعيرات التي تشبه الزغب فوق الشفة مثلاً بحيث تبدو مثل الشارب، ويكون الشعر الأسود أو الغامق ظاهراً فوق شفتها العلوية بما يشبه الشارب، ويؤدي لأن تشعر الطفلة بالحزن مبكراً خاصة حين يلاحقها الأطفال ممن هم في سنها بتعليقات جارحة، وهذه المشكلة يكون سببها حدوث خلل في هرمونات جسمها، ونتيجة أيضاً لإصابة مبكرة بتكيس المبايض الذي قد تعتقد الأم أنه لا يصيب الفتيات الصغيرات، ولكن الحقيقة أن الخلل الهرموني الذي يسببه ما تتعرض له البنت من عنف أو ضرب أو إهانة، وتعرضها لمشاعر الترهيب والتخويف كلها مشاعر تؤدي إلى إصابتها بأعراض غير طبيعية مثل مشكلة الشعر الزائد.

  • حاولي إجراء فحوص لابنتك في مرحلة المراهقة والبلوغ بالنسبة لقياس مستوى هرمون التستوستيرون، وهو هرمون الذكورة الذي يرتفع لدى المرأة نتيجة لتعرضها للمؤثرات النفسية الصعبة وللصدمات النفسية التي ترتبط بالجو الأسري، ولا تحاولي علاج مشكلة الشعر الزائد في جسم ابنتك بالليزر أو بأي تقنية أخرى دون ضبط مستوى الهرمونات لديها وذلك من خلال طبيب الغدد الصماء إضافة لتحسين وضعها النفسي، وغمرها بالحب والحنان وبث الثقة بالنفس لديها وتعزيزها ودعمها.

الإصابة بعدم انتظام الدورة الشهرية

  • توقعي أن تصاب ابنتك ومع سن البلوغ وحدوث الدورة الشهرية لديها بحالة من عدم انتظام الدورة الشهرية، وما تسببه من مشاكل صحية ونفسية لها، فعندما يتعرض جسم ابنتك للضغط النفسي والقلق والتوتر لفترات متواصلة وطويلة، ولا تجد من يخفف عنها بل هناك من ينتقدها باستمرار فالجسم يقوم بإفراز المزيد من هرمون التوتر المعروف بـ”الكورتيزول”، وحيث يتداخل إفراز هرمون الكورتيزول في سلسلة من التفاعلات التي تربط بين المنطقة المعروفة بالوطاء، وهي المنطقة الموجودة فيما تحت المهاد في المخ مع الغدة النخامية، والمبيضين؛ مما يؤدي إلى حدوث اضطراب في إفراز بعض الهرمونات الأنثوية وضعف التبويض لدى المرأة، وعدم تكوين بطانة الرحم مما يؤثر على الحمل بالنسبة للمرأة المتزوجة، ويؤدي لتأخر الدورة الشهرية عند الفتاة وتزداد المشكلة مع تضاعف إفراز هرمون الكورتيزول في جسمها، والذي يؤدي أيضاً لزيادة وزنها رغم أنها لا تأكل زيادة على المعتاد.

  • راعي الوضع النفسي لابنتك خاصة حين تبدأ لديها الدورة الشهرية، والتي من المتوقع أن تصبح منتظمة لديها بعد عامين من بدئها، وبالتالي فعدم انتظامها بعد عامين يكون لأسباب نفسية، إضافة إلى أنها سوف تصاب بأعراض أخرى مثل الألم الشديد قبل موعدها وطول أو قصر مدة أيام الحيض، وقد تتعرض البنت لما يعرف بانقطاع الحيض الوظيفي بمعنى أن تمر عدة أشهر دون أن تأتيها الدورة الشهرية ودون أسباب صحية ظاهرة.

نصائح لحماية ابنتك من متلازمة تكيس المبايض

تغذية صحية متكاملة
  • اهتمي بالتغذية الصحية لطفلتك منذ سن مبكرة، وأبعدي ابنتك وباقي أفراد العائلة عن الوجبات الجاهزة، واحرصي على تقديم الطعام المطهو بشكل صحي، ويفضل أن يكون مشوياً أو مسلوقاً، وابتعدي عن المقليات التي ترفع من نسبة الدهون الضارة في أجسامهن، واهتمي بحصص يومية من الفواكه الطازجة المتوافرة والحرص على شرب الماء بكثرة لترطيب الجسم، وحفظ توازن السوائل فيه بالإضافة للابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين واستبدال العصائر الطبيعية والشاي الأخضر بها.

  • احرصي على أن تمارس ابنتك الرياضة في سن مبكرة وخصصي وقتاً لكي تخرجي بها إلى النادي وأماكن التدريب أو للساحات العامة واستنشاق الهواء المنعش لتحسين مزاجها، وكذلك ضبط مستوى هرمونات جسمها.

  • اهتمي بأن تنام ابنتك نوماً صحياً عميقاً خلال الليل، وأن تنام مبكراً، وتتخلص من عادة السهر التي يمارسها معظم المراهقين، وما تتركه من أثر سلبي على صحتهم، وحاولي إبعادها قدر الإمكان عن الأجهزة اللوحية والهاتف الذكي، واستثمار وقتها في قراءة الكتب الورقية؛ مما يمنحها الهدوء النفسي وصفاء الذهن، ويخلصها من الطاقة السلبية.

  • عودي ابنتك وفي سن صغيرة على الاهتمام بنظافتها الشخصية بشكل تام وخاصة عند استخدام المرحاض بحيث تتعلم أن يكون التنظيف والتجفيف من الأمام إلى الخلف وليس العكس؛ لكي لا تنتقل أي عدوى إلى المجاري البولية والتناسلية لديها بسبب دقة الوصف التشريحي لجسم البنت، كما يجب أن تعوديها على الاستحمام بشكل يومي وتبديل ملابسها خاصة وقت الدورة الشهرية؛ لكي لا تصاب بالعدوى والتلوثات وتحافظ على رائحة جميلة ومقبولة لجسمها وسط الآخرين؛ مما يعزز من ثقتها بنفسها ويحميها من الإصابة بالأمراض.

*ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى