تحليل لقدرات إيران الصاروخية بعد قصف إسرائيل “نطاق واسع وتأثير محدود”

قال محللون إن الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل الأسبوع الماضي، يثير تساؤلات حول إمكانيات وقدرات الترسانة الإيرانية، نظرًا لنطاقه الواسع وتأثيره المحدود.

وأظهر تحليل نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن ما لا يقل عن 20 صاروخًا نجح في اختراق الدفاعات الإسرائيلية يوم الثلاثاء، وهو عدد أكبر بكثير من عدد الصواريخ التي اخترقت الدفاعات الإسرائيلية في الهجوم السابق في أبريل/نيسان، وتسبب بعضها في أضرار بمواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية أو بالقرب منها، ولكن حتى الآن، لم تشر التقارير إلى أضرار جسيمة على الأرض، بل إنها كانت محدودة.

وقالت الصحيفة إن إيران لم تعط تحذيرًا كافيًا قبل إطلاق 180 صاروخًا باليستيًا سريع الحركة على إسرائيل.

ووفقًا للصحيفة، تشير الأدلة إلى أن إيران استخدمت أجود أنواع الذخائر في الهجوم، وأسرع الصواريخ إطلاقًا وسفرًا، وعددًا أكبر من منصات الإطلاق التي كان الخبراء يعرفون أن إيران تمتلكها.

كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن إيران استخدمت صاروخًا باليستيًا متقدمًا لم يُستخدم من قبل.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع، والهجوم الذي سبقه، يوفران نظرة غير مسبوقة عن مدى قدرات إيران وقدرة إسرائيل على اعتراضها أو التصدي لها.

وقال بعض الخبراء إن هذه الرؤى تثير تساؤلات حول قيمة ترسانة الصواريخ الهائلة التي تمتلكها طهران، والتي قدّر المسؤولون الأميركيون أنها الأكبر في الشرق الأوسط.

عرض القوة

وأوضحت “واشنطن بوست” أن مكانة طهران تضررت بسبب الهجمات الإسرائيلية المدمرة على حليفها حزب الله اللبناني، والحرب الجارية في غزة، التي أدت إلى مهاجمة شريك إيراني آخر هو حركة حماس.

وبحسب الصحيفة، كان هجوم إيران الأخير ملحوظًا في كيفية انحرافه عن الهجوم الصاروخي الإيراني الأول على إسرائيل، والذي بدأ في مساء يوم 13 أبريل/نيسان. وجاءت هذه الخطوة ردًا على غارة إسرائيلية قاتلة على مجمع دبلوماسي إيراني في سوريا وقعت قبل أكثر من أسبوعين، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن إيران استخدمت أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار في ذلك الهجوم، حوالي 170 طائرة بدون طيار، وفقًا للتقييمات الأميركية، و150 صاروخًا، حوالي 30 منها صواريخ كروز، ذاتية الدفع طوال رحلتها وتطير عمومًا بالقرب من الأرض، أما الباقي فكان صواريخ باليستية، يتم دفعها عاليًا بواسطة صاروخ وتستخدم الجاذبية للنزول بسرعات عالية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 99% من الصواريخ والطائرات بدون طيار إما تم اعتراضها أو فشلت، ويبدو أن عددًا قليلًا منها فقط سقط في إسرائيل، مما تسبب في أضرار طفيفة.

وقال محللون للواشنطن بوست إن إيران أظهرت نواياها بضرب إسرائيل، مما سمح لها ولحلفائها بالاستعداد للهجوم. ورغم ذلك، كان الهجوم ينطوي على مخاطر حقيقية.

وقال الباحث في برامج الأسلحة الإيرانية في مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية، جون كرزيزانياك، “في كل مرة تطلق فيها 300 ذخيرة على دولة أخرى، فإنك تنوي إحداث بعض الأضرار الحقيقية”.

إذا كانت الضربة الإيرانية المباشرة الأولى على إسرائيل في شهر أبريل/نيسان الماضي تهدف إلى إظهار القوة، فإن هذا الأسبوع بدا أنها تهدف إلى توجيه ضربة أكثر أهمية، كما تظهر الأدلة.

صواريخ أكثر حداثة

وقال المحللون للصحيفة إن إيران ربما استخدمت صواريخ أكثر حداثة تعتمد على الوقود الصلب، ما يعني أنه يمكن إطلاقها بسرعة، دون الحاجة إلى التزود بالوقود أولًا.

وخلال هجوم الأسبوع الجاري، ذكرت الصحيفة أن إيران استخدمت صواريخ “قدر” و”عماد” بعيدة المدى، واستخدمت أيضًا لأول مرة صواريخها الأكثر تقدمًا “فتاح” الأسرع من الصوت، حسبما ذكرت وكالة مهر للأنباء.

وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بأن 90% من الصواريخ وصلت إلى هدفها، وبينما قال المحللون إن هذا مبالغ فيه، تشير الأدلة إلى أن عددًا أكبر بكثير وصل إلى إسرائيل مقارنة بشهر أبريل/نيسان، وقال بعض الخبراء إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ربما استنفدت.

ووجد تحليل أجرته صحيفة “واشنطن بوست” لصور الأقمار الصناعية والمرئيات أن ما لا يقل عن عشرين صاروخًا ضربت أو اقتربت من موقعين عسكريين وموقع استخبارات واحد.

فعالية السلاح الإيراني مقابل الإسرائيلي

ولكن أستاذ شؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا، أفشون أوستوفار، يرى أن التهديدات الإيرانية أصبحت أضعف بسبب ضرباتها.

وأضاف أوستوفار، “يحاول المسؤولون الإيرانيون وصف نار الجحيم التي سيهطلونها على إسرائيل إذا ردت إسرائيل، وهذا ليس تهديدًا موثوقًا كما كان من قبل”.

وأوضح أوستوفار، “إن طهران لا تستطيع الفوز في هذه المعركة بضربات صاروخية باليستية ضد إسرائيل، وإن إسرائيل لا تحتاج إلى إطلاق 180 صاروخًا لضرب إيران، فهي قادرة على إطلاق 10 أسلحة وضرب إيران بفعالية أكبر”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى