نعيش في عالم مليء بالضغوط، حتى بات القلق مرض العصر، لذلك بات الخبراء يسعون دائماً إلى إيجاد طرق طبيعية للتخفيف من الضغوط النفسية وتحسين جودة الحياة.
القلق والتوتر أحد أهم أسباب اضطرابات النوم والأرق، لذلك يجب توفير طرق فعالة للحد من آثار ارتفاع معدلات القلق، لا سيّما أن لها تبعات صحية خطيرة. من بين الطرق الفعالة لعلاج القلق والتوتر هو زيت اللافندر الذي حظي باهتمام متزايد خلال الفترة الأخيرة.
إعداد: إيمان محمد
خصائص زيت اللافندر وتأثيره على الجسم
زيت اللافندر له خصائص تساعد على تهدئة الأعصاب، لذلك ارتبط هذا الزيت بتقليل القلق وتحسين جودة النوم، وقد تم تأكيد فعاليته في العديد من الدراسات العلمية.
يُعتبر زيت اللافندر من الزيوت العطرية التي ذاع صيتها؛ بفضل رائحته المميزة وتأثيره المهدئ. كما يحتوي زيت اللافندر على مجموعة من المركّبات الكيميائية الفعّالة؛ مثل اللينالول وأسيتات الليناليل اللذيْن يسهمان في تهدئة الجهاز العصبي المركزي بطريقة تحد من الشعور بالقلق وتحسّن الاسترخاء.
هل زيت اللافندر يخفف القلق؟
نعم، زيت اللافندر يُعتبر من العلاجات الطبيعية الفعالة في تخفيف القلق، وقد تم إثبات ذلك علمياً. ويعود الفضل في ذلك إلى تأثيره المهدئ للجهاز العصبي.
يحتوي زيت اللافندر على مركّبات نشطة مثل اللينالول وأسيتات الليناليل، سبق وتحدثنا عن تأثيرهما على الجهاز العصبي المركزي، حيث تعمل المركبات هذه على تعديل نشاط بعض النواقل العصبية في الدماغ، مثل حمض الغاما أمينوبوتيريك، وهو ناقل عصبي يعمل على تهدئة الأعصاب وتهدئة نشاط الجهاز العصبي المفرط الذي يرتبط بالقلق.
يساعد استخدام زيت اللافندر بشكل عام على تهدئة العقل والجسم ويقلل من الأعراض المصاحبة لنوبات القلق، مثل سرعة ضربات القلب وضيق التنفس.
دراسات علمية
عدد من الدراسات العلمية أكد فعالية زيت اللافندر في تخفيف أعراض القلق. منها دراسة أجريت في جامعة فيينا عام 2010، حيث تابع الباحثون تأثير كبسولات زيت اللافندر على مرضى يعانون من اضطرابات القلق. وذهبت الدراسة إلى أن استخدام 80 ملغ من زيت اللافندر يومياً لمدة ستة أسابيع أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات القلق، دون أن يُظهر المرضى أعراضاً جانبية.
في دراسة أخرى، تابع الباحثون تأثير استنشاق زيت اللافندر قبل إجراء جراحات أو أو أعمال طبية تثير القلق لدى المرضى، ووجدت أن استنشاق زيت اللافندر لمدة 10 دقائق قبل الخضوع لإجراءات طبية، خفّض بشكل ملحوظ مستويات التوتر والقلق، مما يُشير إلى أن الزيت يمكن أن يكون بديلاً طبيعياً للأدوية التي تُستخدم لتخفيف القلق الحاد.
هل لزيت اللافندر تأثير على جودة النوم؟
نعم، زيت اللافندر يساعد على الخلود إلى نوم هادئ، وذلك بفضل عدة خصائص تشمل:
الخصائص المهدئة والمضادة للقلق
دور زيت اللافندر في الحد من القلق يجعله خياراً رائعاً في تحسين جودة النوم، لأن القلق والتوتر من مسببات الأرق. كما وجدت عدة دراسات أن استنشاق زيت اللافندر قبل النوم يساعد على تحسين مراحل النوم العميق وتقليل الاستيقاظ الليلي، ما يُشعر الشخص بالراحة والهدوء في اليوم التالي.
مضاد للالتهابات
زيت اللافندر يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات أيضاً، من ثم يصبح الشخص أقل عرضة للأمراض، وهذا يؤثر بطريقة غير مباشرة على جودة النوم، لأنه يقلل من الشعور بالألم.
تخفيف الألم
الألم قد يمنع الشخص من النوم، غير أن استخدام زيت اللافندر موضعياً يمكن أن يساعد في تخفيف الألم. يُستخدم كعلاج لتقليل آلام الصداع، وآلام العضلات، وحتى آلام الطمث عند تدليكه على المنطقة المتأثرة.
تحسين الحالة المزاجية
استنشاق زيت اللافندر يعمل على تعزيز الحالة المزاجية وتقليل مشاعر الاكتئاب. يُعتقد أن رائحته تساعد في إطلاق الناقلات العصبية مثل السيروتونين، الذي يسهم في تحسين المزاج والشعور بالراحة.
تعزيز التوازن الهرموني
زيت اللافندر يساعد النساء في فترات انقطاع الطمث على تجنّب الآثار الجانبية لهذه المرحلة، مثل الهبات الساخنة والتي قد تؤثر على نوم النساء، وذلك بفضل دوره في تحسين توازن مستويات الهرمونات.
كيفية استخدام زيت اللافندر
هناك عدة طرق لاستخدام زيت اللافندر لعلاج القلق وتحسين جودة النوم. وتشمل التالي:
التدليك
زيت اللافندر زيت عطري قوي لاستخدامه مباشرة لتدليك أي منطقة في الجسم، لذا يجب أولاً تخفيفه بزيت ناقل مثل زيت جوز الهند أو زيت الجوجوبا. ثم قومي بتدليك الزيت على الرقبة والكتفين قبل النوم أو عندما تشعرين بالقلق.
حمام الاسترخاء
الطريقة الثانية لاستخدام زيت اللافندر هو إضافة بضع قطرات من الزيت العطري إلى ماء الاستحمام والجلوس لمدة 15 دقيقة؛ فهذا من شأنه أن يسهم في الشعور بالاسترخاء التام.
الاستنشاق
يمكن استنشاق زيت اللافندر من خلال إضافة قطرات من الزيت للماء المغلي واستنشاق البخار الصادر منه، كما يمكن استخدام جهاز تبخير أو حتى رش بضع قطرات على منديل واستنشاقه بعمق. تعتبر هذه الطريقة فعالة لأنها تسمح للمركّبات النشطة بالوصول مباشرة إلى الجهاز العصبي المركزي عبر الأنف، ما يؤدي إلى تأثير سريع على مستويات القلق والنوم.
زيت اللافندر: الخلاصة
إذا كنتِ عرضة لنوبات القلق والتوتر ويؤثر ذلك على نومك، فيمكنك الاعتماد على زيت اللافندر لأنه يعمل على تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم. وهناك عدة طرق آمنة لاستخدام زيت اللافندر، سواء بالتدليك المباشر أو استنشاق البخار المضاف إليه قطرات زيت اللافندر. لكن من الضروري اتباع الإرشادات السليمة واستشارة الاختصاصيين عند الضرورة، لضمان تحقيق الفوائد المرجوة من دون مخاطر.
* ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.