إسرائيل تشن ضربات جوية “استباقية” ضد “أهداف عسكرية ونووية إيرانية”

شن الجيش الإسرائيلي ضربة جوية وصفها بـ”الاستباقية”، ضد “أهداف عسكرية ونووية إيرانية”، في ساعات مبكرة من صباح يوم الجمعة، في حين توعدت القوات المسلحة الإيرانية إسرائيل بـ”ردّ قوي”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه “أنجز المرحلة الأولى” من هجومه ضدّ إيران، وقال في بيان “قبل قليل، أنجزنا المرحلة الأولى التي شملت غارات على عشرات الأهداف العسكرية، بما في ذلك أهداف نووية في مناطق مختلفة من إيران”.

وفي إيران، أسفر الهجوم عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في الهجوم الإسرائيلي، واللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء”، ومحمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية، والعالم النووي فريدون عباسي، وعدداً من المدنيين.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أنّ غارات جوية إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة مرّات عدّة مفاعل نطنز، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد.

وعرض التلفزيون مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع، قائلاً إنّ “منشأة نطنز للتخصيب أصيبت مرات عدة” بالقصف الجوي الإسرائيلي.

كما أفاد التلفزيون الرسمي بأن الدفاعات الجوية الإيرانية تعمل “بكامل طاقتها” بعد الانفجارات. كما أعلن توقف حركة الملاحة في مطار الإمام الخميني.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن فجر الجمعة بدء قصف عشرات الأهداف في أنحاء إيران المرتبطة بالبرنامج النووي ومنشآت عسكرية أخرى. وأطلق على العملية اسم “أمة الأسود”.

وعقد في حينها، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

وتأتي الضربة الإسرائيلية في وقت كان من المقرر فيه أن يعقد المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد، لكن المحادثات يبدو أنها دخلت طريقاً مسدوداً.

وفي السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في إيران.

وقال كاتس: “في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها دولة إسرائيل ضد إيران، من المتوقع شن هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على إسرائيل وسكانها المدنيين في القريب العاجل”.

وأضاف أنه وقّع “أمراً خاصاً، يُفرض بموجبه حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء دولة إسرائيل. وعليكم الامتثال لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية والسلطات والبقاء في المناطق المحمية”.

ودوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، كما أعلن غلق المجال الجوي لإسرائيل أمام جميع الرحلات القادمة والمغادرة حتى إشعار آخر، وفق وزارة النقل الإسرائيلية.

وقال  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، في كلمة متلفزة فجر الجمعة، إن بلاده ضربت “قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني”، مبيناً أن “إسرائيل ضربت في إيران منشأة نطنز النووية واستهدفت علماء”.

وقال إن العملية العسكرية الإسرائيلية ضدّ إيران “ستستمر بقدر ما يلزم من الأيام. أيامٌ صعبةٌ تنتظرنا، لكنها أيضاً أيامٌ عظيمة”.

وأضاف أن “إسرائيل تمرُّ بمرحلة حاسمة في تاريخها. طيارونا الشجعان يُهاجمون عدداً كبيراً من الأهداف في أنحاء إيران. وهدف العملية هو “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية الإيرانية، والقدرات العسكرية الإيرانية”.

وحذّر من أن إيران “تمتلك قدرات كبيرة لإلحاق الضرر بنا. لقد استعددنا لذلك أيضاً”.

وأكد أن إيران قد خصبت ما يكفي من اليورانيوم لصنع 9 قنابل نووية، وقال إنها اتخذت في الأشهر الأخيرة خطوات غير مسبوقة نحو التسلح النووي.

يقول: “هذه الخطوات قرّبت إيران من امتلاك أسلحة نووية في وقت قصير”.

ويتابع قائلاً: “قامت إيران أيضاً ببناء “مخزن ضخم” للصواريخ الباليستية. تصل هذه الصواريخ إلى إسرائيل من إيران في غضون دقائق. يحمل كل منها طناً من المتفجرات”.

ويضيف أن إيران خططت لإنتاج 20 ألف صاروخ من هذا النوع في غضون ست سنوات. “لذلك نعمل على إزالتها أيضاً”.

ويتابع: “لا يمكننا ترك هذه التهديدات للجيل القادم. لأنه إذا لم نتحرك الآن، فلن يكون هناك جيل آخر. إذا لم نتحرك الآن، فلن نكون هنا ببساطة”.

وشكر نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على “موقفه الثابت ودعمه المستمر لبلدنا طوال سنوات رئاسته”، وقال “لقد أوضح مراراً وتكراراً: يجب ألا يُسمح لإيران أبداً بامتلاك أسلحة نووية”.

وخاطب نتنياهو الشعب الإيراني بقوله: “نحن لا نكرهكم. أنتم لستم أعداءنا. لدينا عدو مشترك: نظام استبدادي يدوسكم”.

ويقول نتنياهو: “على مدى ما يقرب من خمسين عاماً، حرمكم هذا النظام من فرصة الحياة الكريمة. لا شك لديّ في أن يوم تحرركم من هذا الاستبداد أقرب من أي وقت مضى. وعندما يأتي ذلك اليوم، سيجدد الإسرائيليون والإيرانيون التحالف بين شعبينا العريقين. معاً، سنبني مستقبلاً من الرخاء، مستقبلاً من السلام، مستقبلاً من الأمل”.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل تدافع عن الشرق الأوسط وشركائها الإقليميين.

وأضاف “ندافع عن العالم الحر من الإرهاب والهمجية التي ترعاها إيران وتصدرها إلى جميع أنحاء العالم. كثيرون حول العالم، حتى وإن لم يُصرّحوا بذلك صراحةً، يعلمون في قلوبهم: بفضل تصميمكم وشجاعتكم يا مواطني إسرائيل، وبفضل شجاعة مقاتلي إسرائيل، سيكون العالم أكثر أماناً”.

وأشار إلى أن “ما نفعله اليوم سيُحفر في سجلات إسرائيل وجميع الأمم كنضالٍ من أجل انتصار الخير على الشر، وانتصار النور على الظلام”.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى