فروقات بارزة بين التحليل الإستراتيجي والتحليل التكتيكي

مع تقلب السوق، يُعتبر التخطيط هو الضوء الذي يرشد الشركات نحو مستقبل مستدام، لأنه بمنزلة خريطة طريق ليس فقط للبقاء، ولكن أيضاً للنمو والتوسع؛ ما يساعد الشركات على توقع تغيرات السوق والتكيف معها والازدهار، لذا ببساطة، التخطيط ليس أمراً اختيارياً بجميع أنواعه؛ فهو جزء لا يتجزأ من النجاح في الأعمال التجارية.

عبر السطور القادمة أخبرنا المدرب القانوني والإداري المعتمد والمستشار في التخطيط وتحليل الأعمال/ خالد البلوي، بنوعي التخطيط المهمين، وهما التخطيط الإستراتيجي والتخطيط التكتيكي، مفصلاً الفروقات بينهما من جوانب متعدد.

الفروقات بين جناحي النجاح

القانوني والإداري المعتمد والمستشار في التخطيط وتحليل الأعمال/ خالد البلوي

يقول المدرب القانوني والإداري المعتمد والمستشار في التخطيط وتحليل الأعمال/خالد البلوي: “يُعد التحليل الإستراتيجي والتكتيكي جناحي النجاح، بينما يركز التحليل الإستراتيجي على الأهداف البعيدة؛ يضمن التحليل التكتيكي تحقيقها بكفاءة يومية وهذا الدمج يعزز قدرة المؤسسات على التحليق في آفاق النجاح”.
ويذكر الفروقات بينهما كالآتي:

التعريف

التحليل الإستراتيجي تحليل يُركز على الأهداف بعيدة المدى والرؤية الشاملة للمؤسسة، في حين التحليل التكتيكي تحليل يركز على الأهداف قصيرة المدى وخطط العمل اليومية.

التركيز

التحليل الإستراتيجي يشمل تحديد الاتجاه العام، الرؤية، الرسالة، والأهداف الإستراتيجية للمنظمة أو المؤسسة، وصياغة السياسات الرئيسية مع التركيز على الاتجاهات الكبيرة والفرص والتهديدات في السوق، في حين التكتيكي يشمل تنفيذ الخطط والإستراتيجيات، مع التركيز على العمليات اليومية والقرارات قصيرة المدى لتحقيق أهداف محددة وتحسين الأداء.

الأفق الزمني

الأفق الزمني للتحليل الإستراتيجي طويل الأجل، ويمتد لعدة سنوات، أما التكتيكي فقصير الأجل، من أشهر إلى سنة كحد أقصى.

مجال التنفيذ

التركيز التحليلي يشمل جميع جوانب المؤسسة، في حين أن التكتيكي يُركز على مجالات محددة مثل تحسين عملية معينة أو حل مشكلة طارئة.

الأهداف

يهدف التركيز التحليلي على تطوير إستراتيجيات لتحقيق النمو والتميز التنافسي المستدام وضمان نجاح المنظمة، على الجانب الآخر التحليل التكتيكي يهدف إلى تحسين الكفاءة والفعالية، جنباً إلى جنب مع تحقيق الأهداف اليومية والعمليات بكفاءة.

النطاق

نطاق التحليل الإستراتيجي واسع ويشمل جميع جوانب المنظمة، أما التحليل التكتيكي فنطاقه ضيق ويُركِّز على مجالات معينة أو أنشطة محددة.

المرونة

التحليل الإستراتيجي أقل مرونة ويتطلب التزاماً لتحقيق الأهداف على المدى البعيد، حيث تتطلب التغييرات في الإستراتيجية وقتاً وتخطيطاً كبيراً، أما التحليل التكتيكي فأكثر مرونة؛ إذ يمكن تعديله استجابة للتغيرات الفورية، ومن السهولة تعديل الخطط بسرعة حسب الحاجة.

المخاطر

يتضمن التحليل الإستراتيجي مخاطر عالية؛ نظراً لأنه يؤثر في مستقبل المنظمة كلها، أما التحليل التكتيكي فهو ذو مخاطر أقل حيث يمكن تعديله بسرعة لتقليل المخاطر اليومية.

المخرجات

المخرجات مختلفة بين النوعين -الصورة من Pexels – المصور kindelmedia

التحليل الإستراتيجي يؤدي إلى إنتاج خطط وإستراتيجيات طويلة الأمد في حين التحليل التكتيكي مخرجاته عبارة عن قرارات وتحركات تنفيذية قصيرة الأمد.

الأدوات

هناك بعض الأدوات التي يتم استخدامها في النوعين؛ فمثلاً في التحليل الإستراتيجي يتم استخدام تحلیل SWOT، وتحليل القوى الخمس لبورتر، جنباً إلى جنب تحليل PESTEL، أما في التحليل التكتيكي فيتم استخدام تحليل البيانات، مخططات جانت، تحليل السبب والنتيجة.

المسؤولون

المديرون التنفيذيون وأعضاء مجلس الإدارة هم المسؤولون عن إعداد وتحضير التحليل الإستراتيجي، في حين التحليل التكتيكي المسؤولون عنه هم المديرون المتوسطون والمشرفون والموظفون.

الموارد البشرية والمالية

إعداد وتنفيذ التحليل الإستراتيجي يتطلب استثماراً كبيراً في الموارد البشرية الموارد والمالية، وعلى العكس فالتحليل التكتيكي يتطلب موارد أقل مقارنة بالتحليل الإستراتيجي.

أمثلة على النوعين

أخيراً طرح “البلوي” بعض الأمثلة الخاصة بالنوعين، فالتحليل الإستراتيجي مثلاً يمكن تطبيقه عند تحديد دخول سوق جديدة خلال خمس سنوات، أو إطلاق منتج جديد أو إعادة هيكلة الشركة، أما التكتيكي فيُمكن تطبيقه عند إطلاق حملة تسويقية لمنتج جديد خلال الشهر المقبل أو عند الرغبة بتحسين عملية التصنيع أو زيادة كفاءة خدمة العملاء أو عند حل مشكلات الإنتاجية.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى