وكأنها للوجاهة والتباهي!

بقلم/مارلين سلوم

حين يحتفل العالم بيوم الامتناع عن التدخين يكون هذا اليوم (31 مايو من كل عام) فرصة للتنبيه ولفت الأنظار إلى الحقائق الخطرة التي وصل إليها العالم، حيث نعلم جميعاً أن التدخين هو الخطر الأول والرئيسي الذي يهدد الإنسان، والفخ الذي يغري الناس ليقعوا فيه، ثم يبدأ في التأثير عليهم والسيطرة على أفكارهم وأعصابهم وصحتهم، جالباً معه أخطر الأمراض وأكثرها تدميراً لجسم المرء، والقادرة على القضاء على حياته.

الشعار هذا العام هو «فضح زيف المغريات»، والمغريات باتت كثيرة وأكثر جذباً للأطفال والشباب، لا سيما الفتيات والنساء، من الوسائل التقليدية والقديمة للتدخين؛ وقد اختارت منظمة الصحة العالمية فضح زيف ما يخترعه تجار التبغ من أجل إغراء الناس وإقناعهم بالوهم، وهم يعلمون أن التجربة هي بداية الوقوع في الفخ، وأن العودة إلى الوراء للإقلاع عن التدخين تكون أصعب بكثير وربما مستحيلة لدى البعض.
والمؤسف أن كل من يغرق في عالم التدخين يقرأ ويعلم جيداً أنها تتضمن مواد كيميائية تضر بصحته، وأنها لا تقتصر على التبغ فقط، بل معه مواد أخرى، والمؤسف أيضاً أن كل مدخن لا يتسبب في الضرر لنفسه، بل يدخل في دائرته كل من يجلس معه ويستنشق دخان سيجارته أو أياً كان الذي يستخدمه من أنواع التدخين، وإذا كانت نسبة الوفيات بسبب التدخين تفوق ثمانية ملايين شخص سنوياً وفق منظمة الصحة العالمية، فإن منهم 1.2 مليون من غير المدخنين يتوفون بسبب التدخين السلبي.

بلغة الأرقام، تقول منظمة الصحة العالمية «إن 37 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يتعاطون التبغ.. وفي إقليم شرق المتوسط وصلت معدلات التدخين في بعض المناطق إلى 43% بين المراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً) و20% بين المراهقات». أعداد الفتيات أو بالأحرى الإناث في ارتفاع بسبب الأشكال والنكهات الجديدة التي تباع في الأسواق والتي تشتمل على كل عناصر الإغراء، فالسيجارة التقليدية لم تعد هي الأكثر طلباً ورواجاً، وأشكال الوسائل الحديثة تبدو في عيون الناس خصوصاً النساء والمراهقين جميلة وسهلة الاستخدام في أي مكان.

السجائر الإلكترونية ليست «صحية» ولا آمنة كما يروجون ويدّعون، وكما يردد المدخنون أنفسهم والذين يبحثون لأنفسهم عن أي حجة يقنعون بها الذات أولاً والآخرين ثانياً؛ ضحاياها كثر بين الشباب، ومن ضحاياها من هم أبرياء من التدخين ولكنهم يُرغَمون على استنشاق الدخان وتحمّل تبعاته وأضراره على صحتهم؛ والأصعب أن ترى في أماكن عامة نساء وبناتهن يستخدمن السجائر الإلكترونية وكأنها إكسسوار للوجاهة والتباهي!

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى