الفشل الكلوي كيف يتم كشفه ومتى يبدأ المريض بغسيل الكلى؟ طبيبة تجيب

للحفاظ على صحة الكلى نعلم أنه يجب علينا شرب المزيد من الماء، ومزاولة الأنشطة الرياضية بوتيرة منتظمة، والحفاظ على وزن صحي ومتوازن. ولكن أيضاً إجراء بعض الفحوص المهمة لحماية الكلى ووظائفها الأساسية في الجسم.

فماذا يجب أن نفعل كي لا نصل إلى مرحلة الفشل الكلوي، الذي يفرض الخضوع لعملية غسيل الكلى؟ هذا السؤال والمزيد من الأسئلة حول الموضوع، حملتها «سيّدتي» إلى الاختصاصية في أمراض الكلى والشرايين في مستشفى جبل لبنان، الدكتورة لين بو خليل، وعادت بالمعلومات القيّمة من خلال الحوار الآتي:

الدكتورة لين بو خليل
الدكتورة لين بو خليل
 

ما هي الأمراض التي يمكن أن تقود الشخص إلى غسيل الكلى؟

مرض السكري يُعتبر من أبرز الأمراض التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تضرر الكلى، وبالتالي الحاجة إلى غسيل الكلى؛ خصوصاً إذا كان السكري غير مضبوط. لذلك نطلب دائماً من مرضى السكري ضرورة ضبط مستويات السكر لديهم بالأدوية والطرق المساعدة التي يصفها الطبيب المعالج.

كما أن ارتفاع ضغط الدم غير المضبوط، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تضرر الكلى.

هذا بالإضافة إلى العامل الوراثي مثل وجود أكياس في الكلى؛ حيث تمكن ملاحظة عائلات بأكملها تعاني من هذه الأكياس، والتي قد تؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي.

كما أن الأشخاص الذين لديهم تضيُّق في المجاري، ويعانون على الدوام من تشكُّل حصوات الكلى، قد يصبحون بحاجة إلى غسيل الكلى فيما بعد.

فضلاً على أن تناول الكثير من الأدوية مثل: مضادات الالتهاب، ومساحيق البروتينات التي يتناولها الرياضيون في النوادي، قد تقود إلى الفشل الكلوي.

من دون أن ننسى أن البدانة، وفي حالات معينة، قد تؤدي بالشخص إلى الحاجة لغسيل الكلى.

 

كيف يمكن للمرضى الأكثر عُرضة لمخاطر أمراض الكلى أن يحموا أنفسهم من الوصول إلى الفشل الكلوي؟

إجراءات تمنع الفشل الكلوي

ننصح كل مريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو من مرض السكري، أو لدى أفراد عائلته مشاكل في الكلى (أم، أب، أخ، أخت، عمّ، عمّة، خال أو خالة..) بمتابعة حالة الكلى عندهم لدى طبيب مختص، من أجل تجنُّب الوصول إلى مرحلة غسيل الكلى.

ولعل أبرز الفحوص التي يطلبها الطبيب للتأكد من صحة الكلى، هو فحص الكرياتينين وفحص الزلال في البول (فوجوده هو مؤشر أوّلي على أن الكلى قد بدأت تَضعُف من السكري أو من مشاكل أخرى غير مكتشَفة مثل: الروماتيزم أو مشاكل في الدم..).

وعند اكتشاف وجود زلال في البول، سيطلب الطبيب المزيد من الفحوص، مثل الصورة الصوتية؛ وصولاً إلى أخذ خزعة من الكلية.
إذن وباختصار، كل مريض سكري وضغط دم ومشاكل كلى ضمن العائلة، يجب عليه القيام بفحص سنوي للكرياتينين وفحص الزلال في البول. هذا بالإضافة إلى صورة صوتية للكلى في حال وجود أكياس على الكلى.

وغالباً بعد سن الأربعين، نطلب إجراء صورة صوتية للكلى؛ لرصد حالة الكلى والمرارة والكبد والمثانة.

ماذا تقولين للرياضيين الذين يتناولون الكثير من البروتين سواء من المساحيق أو من المصادر الطبيعية؟

لعل مشكلة البروتينات هي أنها تُتعِب الكلى. يعني قد يكون الشخص شاباً وليست لديه أية أعراض ولا يعلم أن لديه مشكلة في الكلى؛ فيتناول البروتين بكميات كبيرة؛ فيعرّض الكلى للخطر.

كما أن الأشخاص الذين يبحثون عن كمال الأجسام وبناء عضلات ضخمة، يلجأون إلى تناول كميات كبيرة من البروتين، وهذا الأمر من دون شك بالغ الأثر على الكلى؛ خصوصاً إذا لم يترافق مع شرب كميات كبيرة من الماء، وإذا كان الكرياتينين أو الزلال في البول مرتفعاً.
من هنا تأتي ضرورة التشديد على هؤلاء الرياضيين لإجراء الفحوص التي تمَّ ذكرها، قبل المباشرة بتناول البروتينات أو المساحيق التي تحتوي على البروتين.

فنحن كأطباء نشاهد اليوم حالات كثيرة من فئة الشباب تحتاج إلى غسيل الكلى بسبب البروتين.
كما أنه يجب أن يتم التأكد من طبيب أو اختصاصي تغذية من كمية البروتين المسموح بتناولها في اليوم، ومراعاة عدم تخطيها؛ لمنع الإضرار بصحة الكلى.

ما هي طرق الحفاظ على صحة الكلى؟ ومتى يجب أن تبدأ الوقاية؟

لدى مريض السكري يجب أن تبدأ الوقاية حال اكتشاف المرض، عبْر إجراء فحص الكرياتينين وفحص الزلال في البول كما سبق وأشرنا.
الأطفال الذين يعانون من مرض السكري، عليهم أن يبدأوا العلاج ابتداءً من عمر 5 سنوات؛ خصوصاً وأنه بات لدينا جيلٌ جديدٌ من الأدوية التي تحمي الكلى مثل SGLT2 Inhibitors، وهي تعمل على تخفيف الزلال في البول، وقد بيّنت جميع الدراسات العلمية أنها تحمي الكلى على المدى الطويل.
كما أن الوقاية تكمن في اتباع نظام غذائي متوازن للوصول إلى الوزن الصحي.
هذا بالإضافة إلى التخلي عن التدخين؛ خصوصاً لدى المرضى الأكثر عُرضة لمشاكل الكلى؛ لأنَّ التدخين، عدا عن مخاطره الصحية العديدة على كافة أنحاء الجسم؛ فهو يسبب الضرر لشرايين الكلى بالذات.
علاوة على ذلك، يجب التنبّه لكمية مضادات الالتهاب ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية ( وهي إحدى انواع مسكنات الألم الشائع استخدامها لخض الحرارة والتقليل من الالتهاب والألم)  التي لا يجب تناولها إلا من خلال وصفة طبية وبكميات محددة.

وعدم التداوي بالعلاجات البديلة التي قد تكون ضارّة أيضاً، من هنا ننصح بعدم تناول أي نوع منها من دون استشارة الطبيب.

هذا مع التشديد على ضرورة مراقبة ضغط الدم على الدوام وإبقائه ضمن المستويات الصحية، في حال كان الشخص مريضاً بالضغط.

ماذا عن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية معينة ويحتاجون إلى تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؟

هذا النوع من الأدوية يساهم في تضرر الكلى؛ خصوصاً إذا ما تمَّ تناوله لسنوات طويلة.

نصيحتنا هنا لكل شخص لا يمكنه التخلي عن هذه الأدوية، بالقيام بفحص الكرياتينين وفحص الزلال كل شهرين مع متابعة حالة الكلى لديه؛ للتدخل في وقت مبكر عند ظهور أيّ خلل في هذه الفحوص.

لكن، دائماً نقول إنه ليس كل الذين يتناولون هذه الأدوية سوف يصِلون في النهاية إلى الفشل الكلوي وغسيل الكلى، إنما المراقبة ضرورية؛ خصوصاً مع وجود عوامل خطر أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

علماً بأنه باتت تتوفر أدوية حديثة لالتهاب المفاصل قد تُغني المريض عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

هل من علاجات جديدة لحماية وظائف الكلى من التدهور لدى بعض المرضى؟

بالطبع كما سبق وذكرت، أنه بات لدينا جيلٌ جديدٌ من الأدوية التي تعمل على تعديل مستوى السكر في الدم، وفي الوقت نفسه تؤمّن الحماية للكلى. وعلى مريض السكري أن يبدأ بها منذ رصد أول ارتفاع في الكرياتينين أو الزلال؛ لأنه مع ارتفاع نسب الكرياتينين، يصبح من الصعب العلاج، وقد يحتاج المريض إلى زراعة الكلى التي يحصل عليها من واهب، أو الكلى الاصطناعية التي لاتزال قيد الدراسة.
عندما يتراجع عمل الكلى إلى ما دون الـ15 بالمئة ويعاني المريض من مرض السكري، أو تحت الـ10 بالمئة وليس لديه سكري، أو بدأت الأعراض المصاحبة لارتفاع الزلال مثل الغثيان وفقر الدم وغيرها تظهر وبقوة؛ فإننا نوجه المريض إلى غسيل الكلى.

وللتوضيح؛ فإنَّ الكلى لا تعمل فقط على تصفية السموم؛ بل تلعب دوراً في تقوية الدم، وحماية العظام، وحفظ البوتاسيوم في الجسم، وفي تعديل مستويات الكالسيوم والفوسفور. من هنا فإنه عندما يصبح المريض في مراحل متقدمة من مرض الكلى؛ فقد يعاني من فقر في الدم أو مشاكل في العظام.

ويتوفر نوعان من غسيل الكلى: غسيل الدم الذي يتم في المستشفى، وغسيل في البطن أو الغسيل البريتوني الذي يتم في المنزل، والأخير أسهل على المريض الذي يرغب في التوجه إلى عمله بعد انقضاء مدة الغسيل.

* ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى