هذه الأنشطة مفيدة جداً للصحة النفسية وتمنحك السعادة وفق علم النفس

يؤكد جميع الخبراء بأنه لا يمكن فصل الصحة الجسدية عن الصحة النفسية، فالتمتع بصحة نفسية جيدة يسمح لك بالشعور بالرضا عن نفسك، والتطور في مجالات الحياة كافة والمشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
وفي حين أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية مثل البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وتاريخه الشخصي، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، وحالته الصحية، والنظام الغذائي الذي يتّبعه، أو حتى العوامل البيولوجية والوراثية، غير أن بعض العادات الحياتية يمكن أن تعزز الصحة النفسية الجيدة.

إليك نتائج دراسة علمية جديدة في هذا الإطار، ورأي الاختصاصية في علم النفس مهى قاسم حول الموضوع، في الآتي:

ممارسة الأنشطة الإبداعية يجعلك أكثر سعادة

بحثت دراسة نشرت في 16 أغسطس 2024 في مجلة Frontiers in Public Health في العلاقة بين الأنشطة الإبداعية والرفاهية. وللقيام بذلك، استخدم الباحثون بيانات من أكثر من 7000 مشارك في استطلاع بريطاني سنوي، تجريه وزارة الثقافة والإعلام والرياضة، والذي يُقيِّم مشاركة السكان في الأنشطة الثقافية والرقمية والرياضية.
37.4 % من المشاركين شاركوا في نشاط حِرفي واحد على الأقل خلال الـ 12 شهراً الماضية، مثل صناعة الفخار أو الرسم أو الحياكة أو الخياطة أو حتى الكروشيه. وطُلب من الجميع تقييم مشاعرهم بالسعادة والقلق والرضا عن الحياة.
ولاحظ العلماء، في ختام الدراسة، أن المشاركين الذين شاركوا في الأنشطة الفنية أبلغوا عن مستويات أعلى من السعادة والرضا عن الحياة.
وقالت هيلين كيز، أحد معدي الدراسة، في بيان عن الدراسة: “ممارسة هذه الأنشطة مرتبطة بشعور أكبر بأن الحياة تستحق العيش، ورضا أكبر وسعادة أكبر”. موضحة أنه “من المؤكد أن هناك شيئاً مُرضياً للغاية في رؤية نتائج عملك تظهر أمام عينيك”.
وأضافت الباحثة “من الجيد التركيز على مهمة ما وإشراك عقلك بشكل إبداعي”.

تأثير الفنون أكبر من تلك التي توفرها الوظيفة

مزاولة الفنون تعزز الصحة النفسية

وقد لاحظ الباحثون أن هذا الشعور بالقيمة كان أكبر من ذلك الذي توفره الوظيفة. وأوضحت هيلين كيز: “كان تأثير الحِرفة أكبر من تأثير التوظيف: فالحرفة لا تمنحنا إحساساً بالإنجاز فحسب، ولكنها أيضاً وسيلة ذات معنى للتعبير الشخصي، وهو ما لا يحدث دائماً في الوظيفة”.
ولكن يعتقد الباحثون بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لدراسة الجوانب الاجتماعية للفن والهوايات الإبداعية، لاسيما وأن القيام بهذه الأنشطة غالباً ما يكون منفرداً تماماً.

تعزيز الصحة النفسية بالهوايات الإبداعية

تُظهر هذه النتائج، وفقاً للباحثين، أن الفن والهوايات الإبداعية يمكن أن تكون وسيلة يسهل الوصول إليها نسبياً وبأسعار معقولة لتحسين الصحة النفسية للسكان.
وقالت هيلين كيز: “يمكن للحكومات والخدمات الصحية الوطنية أن تنظر في تمويل الحِرف اليدوية وتعزيزها، أو حتى وصف هذه الأنشطة اجتماعياً للسكان المعرضين للخطر، كجزء من نهج لتعزيز الرفاهية والصحة النفسية والوقاية منهما”.
وخلصت هيلين كيز إلى القول إنه: “لا يمكننا أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت الصناعة اليدوية مسؤولة بشكل مباشر عن زيادة الرفاهية.. وأن الخطوة التالية ستكون إجراء دراسة تجريبية نقيس فيها رفاهية الأشخاص قبل وبعد فترات طويلة من الترفيه الإبداعي”.

رأي علم النفس حول أهمية الفنون في تحصين الصحة النفسية

اختصاصية علم النفس مهى قاسم

وفي سؤال  إلى الاختصاصية في علم النفس السيدة مهى قاسم حول أهمية الفنون والنشاطات الإبداعية في تحسين الصحة النفسية، أجابت:

“إن ممارسة أي نوع من الفنون والنشاطات الترفيهية التي يحبها الإنسان، تساهم في تعزيز صحته النفسية وتجعلها أفضل، وتعزز علاقاته الاجتماعية. كما وتقويه من الداخل وتساعده على تحسين حالته المزاجية؛ لأن هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هوايات مثل العزف والرقص والكتابة والرسم تصبح لديهم ثقة أقوى بالنفس. وهذا الأمر لا يرتبط بالفئة العمرية التي ينتمي إليها الشخص، فسواء كان طفلاً أو بالغاً أو كبيراً في السن فسوف يحصد هذه الفوائد جراء مزاولة الهوايات الإبداعية.

فالشخص الذي يقوم بالعزف على آلة موسيقية معينة أو الذي يرقص أمام حشد من الأشخاص، سوف يجذب أنظار الحاضرين ويصبح محط إعجابهم؛ وهذا الأمر بالطبع يقوّي شخصيته ويدعم ثقته بنفسه ويحسِّن مزاجه. ومن خلال خبرتي هؤلاء الأشخاص قلما يتعرّضون إلى مشاكل نفسية، لأن التمارين التي يقومون بها مثل العزف أو الكتابة، أو أعمال الرسم المستمرة سوف تُبعدهم عن التفكير السلبي وعن التوتر والقلق ومشاكل الحياة بشكل خاص، وتجعلهم منكبّين على العمل الذي يقومون به، ليُبدعوا به. في حين أن التركيز على الإبداع سوف يحفّز المهارات، مما يجعلهم بمنأى عن التفكير بكافة الأمور الحياتية الأخرى التي قد تجلب لهم المشاكل النفسية”.

*ملاحظة  قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.

*المصدر: Femme Actuelle

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى