فوائد الذكاء الاصطناعي للسفر مع اختصاصية نفسية

يتطوّر الذكاء الاصطناعي باستمرار مما يجعله أكثر موثوقية وجاذبية، ويأتي كحلّ أمثل لقطاعات الأعمال المختلفة، وعلى وجه الخصوص يغيّر استخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة والسفر، فهو يقوم بتحسين مختلف المهام الإدارية وخدمة العملاء.
في هذا المقال تعرّفنا الاختصاصية النفسية نور عيد، من مركز (Brainstation clinics) إلى أهمية الذكاء الاصطناعي، وتشرح كيف يغيّر طريقة عمل مكاتب السفر والسياحة.

10 فوائد سفر للنفسية
توجد العديد من فوائد السفر النفسية مثل تعزيز الشعور بالسعادة والاسترخاء، تقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب. وتعزى هذه الفوائد إلى التجارب التي يمّر بها المسافر، بالإضافة إلى التغيّرات الإيجابية في نمط حياته اليومي.
-
يمنح الشعور بالاسترخاء: قد يتعرّض الإنسان إلى ضغوط نفسية في بيته وحياته الاجتماعية، لا سيّما إن كان نمط حياته دائم الانشغال، ويُخفّف السفر من هذه الأعباء، عندما يُبعِد الإنسان عن مصادر تلك الضغوط، وهذا ما يمنحه شعورًا بالاسترخاء والهدوء.
-
يُسهم السفر في تنظيم نمط الحياة اليومي، حيث يمكن استغلاله لتناول وجبات صحية، والنوم بانتظام، وأداء بعض التمارين الرياضية، وتساعد هذه التغييرات في الشعور بالاسترخاء.
-
يخفّف من أعراض الاكتئاب وذلك من خلال التأثيرات الآتية كالتشتيت ويَعني الابتعاد عن الروتين اليومي للحياة، استعادة الذكريات السعيدة التي تُؤثر إيجابيًا على الحالة النفسية، إخراج المصابين بالاكتئاب من حالة العزلة والشعور بالوحدة، وتُفيد هذه النقطة كبار السن خصوصًا.
-
يحفز من إفراز هرمونات السعادة. وبطبيعة الحال فإن استمتاع الإنسان بوقته أثناء السفر، وممارسته لنشاط يحبه، سيعود عليه بالسعادة.
-
يعزّز التواصل مع الآخرين: يَشعر الإنسان بأهمية التعاطف والتشارك مع الآخرين، عندما يقضي وقتًا طويلًا معهم، وهذا بالضبط ما يتيحه السفر إذ يُمكّن الإنسان من التعرّف إلى الآخرين، ومشاركتهم الأنشطة اليومية، وتقبّل اختلافاتهم وآرائهم.
-
ينظّم استعادة التوازن النفسي: يقدّم السفر تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية، وقد تمتد هذه التأثيرات حتى 5 أسابيع من العودة، ولهذا يوصى بالسفر وفق جدول زمني لاستعادة التوازن النفسي بين الحين والآخر.
-
تجدر الإشارة إلى أن القلق والضغوطات النفسية، غالبًا ما تنشأ بسبب انعدام القدرة على التعامل مع المواقف السلبية أو المزعجة، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن للسفر تأثيرات فورية على هذه الحالات، حيث يخفّف من القلق ومستوى التوتر، وبهذا يعتبر السفر لمدة قصيرة، واحدًا من طرق التعامل مع الضغوط النفسية.
-
عند السفر يرى الإنسان الصورة الأشمل لحياته، ويتعرّف على الأهداف التي يريد تحقيقها بالضبط، وبالتالي يرتّب الأهداف حسب الأولويات، ويلتزم بإنجازها، وهذا ما يزيد من إنتاجيته ورغبته في إنجاز الأعمال.
-
يتعرّف الإنسان من خلال السفر على أماكن جديدة في بلده، ويختلط بسكانه أكثر، وهذا ما يغيّر من نظرته لحياته، ومكان إقامته، لتصبح نظرة أكثر إيجابية وتفاؤلًا.
-
يقلّل السفر من تبعات الضغوط النفسية، ويغير من نظرة المسافر لواقعه ونمط حياته، ويُحفّز من إفراز هرمونات السعادة في الجسم، وكما يحصل المسافر على هذه الفوائد النفسية حتى لو كانت مدة السفر قصيرة.
اقتراح إجازات سياحية ملائمة
تهتم الفنادق والمنتجعات السياحية بشكل كبير على تقديم خدمة عملاء ممتازة لبناء سمعتها، ويمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي المساعدة في ذلك بطرق مختلفة، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة والسفر لتقديم تجربة أكثر تخصيصًا وضمان أوقات استجابة أسرع لطلبات العملاء حتى بدون وجود موظفين كما تؤكد الاختصاصية النفسية.
وتضيف قائلة: “يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً التخطيط للسفر والسياحة من خلال اقتراح إجازات ملائمة ومعرفة تفضيلات المستخدم وسلوكه وتجاربه السابقة بالسفر، إذ يقدّم أفضل الأسعار للمسافرين ويتنبّأ بالطقس وباقي التفاصيل.
من فوائد الذكاء الاصطناعي للسفر أنه يقلّل التوتر من خلال توفير الوقت والجهد والاستمتاع فقط بالرحلة ويقوم بتزويد المسافر بتوصيات مخصصة، مما يشعره بالسيطرة والثقة بالنفس.
إذا كان الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في مجال السياحة والسفر، هل هذا الأمر سوف يؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على العامل البشري؟ تجيب الاختصاصية النفسية نور عيد إلى أنه من الناحية الإيجابية يلعب دوراً كبيراً في تخصيص توصيات للفرد على حسب رغبته، حتى يستمتع برحلته ويحدّد المخاطر المحتمل حدوثها خلالها والحصول على مساعدات. بالإضافة إلى توفير التكاليف من خلال الحصول على أفضل العروضات.
أما من الناحية السلبية يقوم الذكاء الاصطناعي بدور كبير في مجال فقدان أو خسارة الوظيفة في بعض القطاعات المعينة كخدمة العملاء على سبيل المثال والإدارة، والتركيز فقط على الـ Ai الذي يفتقد إلى مهارة اتخاذ القرارات وعدم اكتشاف مناطق أخرى غير التي يعرفها ويحدّدها”.
حول المشاكل التي من الممكن أن يتعرّض لها الأفراد جرّاء تعاملهم مع الذكاء الاصطناعي في مجال السياحة السفر، تشير نور إلى أن هذا التأُّثّر يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يمكن أن يختار الـ Ai لعدم تحيّزه والبعض الآخر قد يختار التعامل والتعاطي مع البشر لتعاطفهم.
هنا قد تنتج مشاكل الاعتماد على الـ Ai منها الصعوبة في صنع القرارات، التجرّد من الإنسانية وتضاؤل التفاعل البشري، صعوبة أخذ القرارات دون العودة إلى الـ Ai كمرجع.
هذه المشاكل يتم معالجتها من خلال التأكّد من أن أنظمة الـ Ai تتمتّع بالشفافية، تثقيف الأفراد حول الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على فهم الدور الذي تقوم به في صنع القرار، التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي للاستفادة من نقاط القوة وتحقيق أفضل النتائج، دون أن ننسى بالطبع تشجيع التفكير النقدي لمساعدة الناس على تقييم المعلومات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي”.
وعن احتمال أن يلغي الذكاء الاصطناعي دور البشر، تشير نور عيد إلى أنه لا يمكن على الإطلاق أن يلغي الـ Ai دور البشر لأنه بالأساس صناعة بشرية وقد تمّ تصميمه وتطويره وتنفيذه من جانب خبراء وضعوا له حدوداً معينة.
هو أداة تساعد البشر وليس لتلغي دورهم، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات، إجراء حسابات معقّدة وغيرها، بينما يستطيع البشر التركيز على الجوانب الأكثر إبداعية والتي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها. من هنا نقول إن التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي أمر في غاية الأهمية لتحقيق أفضل النتائج.
من جهة أخرى يحلّل علم النفس تدخّل الذكاء الاصطناعي بالحياة من خلال التأُثير على اتخاذ القرارات وعلى طريقة تفكير الإنسان وتصرّفاته وروتينه اليومي، بالإضافة إلى أن علم النفس يدرس ديناميكية التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي من خلال الخبرات والتواصل، الأمر الذي يبرز الثقة بالـ Ai.
وهنا تجدر الإشارة إلى القول بأنه على المدى البعيد سوف يؤثّر الذكاء الاصطناعي على المجتمع بطبيعة الحال ويساهم في تغيير العادات والقيم”.
توفير الوقت والمال
