عائلة إيمان خليف ترد على اتهامها بالمتحولة جنسياً

حول بيت بسيط من بيوت قرية بيبان مصباح بولاية تيارت التي تبعد 265 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر، كانت مظاهر الفرح ببلوغ ابنة الحي إيمان خليف نهائي بطولة الملاكمة في أولمبياد باريس.
الحي الذي نشأت فيه الملاكمة الجزائرية التي أحدثت أكبر جدل في أولمبياد باريس، بعدما وجهت لها اتهامات بأنها ليست أنثى.
ففي هذا الحي المتواضع، حيث انتشر الأطفال يلعبون بعد أن اعتادوا خلال الأيام الماضية على زيارات غرباء عن منطقتهم، إذ تقدم أحدهم قائلا:” .. هل تبحثون عن منزل إيمان؟ . ها هو أخوها “.. وأشار بيده إلى أحد الصبية الذين كان قد اقترب منا هو الآخر، ولما استأذناه في زيارة بيتهم ذهب ليمهد لنا الطريق.ولا شك أن هذا الحي المتواضع عكس بشكل واضح ما روته إيمان سابقا حول طفولتها من نقص للإمكانيات ومصارعتها للظروف الصعبة في سبيل تحقيق حلمها بأن تكون رياضية كبيرة، وما وهبته في سبيل ذلك من جهد في العمل على حداثة سنها ببيع الخبز والمواد القابلة للرسكلة من بلاستيك وحديد.
“بيت صغير وبسيط”
وما أن اقتربنا من منزل عائلتها، حتى استقبلنا عمها محمد مرحباً وقائلا: “مرحبا بكم. أعتذر منكم فالبيت صغير وبسيط، ادخلوا”.
ثم راح يتحدث عن كل تفاصيل الحياة الريفية التي عاشتها إيمان، وما قاسته في طفولتها، قائلا “لقد تعبت ابنتنا كثيرا، كانت تتنقل لمسافات طويلة، حتى 15 كيلومترا وهي صغيرة، فقط من أجل ممارسة الرياضة”.” كانت تعاني الجوع”
وتابع: “لا أخفيكم أنني كنت أرى فيها حياة المجاهدين خلال الثورة التحريرية، فهي كانت تعاني الجوع والعطش والتعب ومع ذلك لم تيأس”.
كما أكد أن الملاكمة الجزائرية التي تحولت إلى أيقونة في بلادها “كانت تملك عدة مواهب، وتمارس أكثر من رياضة، ومنها كرة القدم.. حتى إنها لا تشاهد في شاشة التلفزيون إلا الرياضة”.
أما عن الانتقادات التي طالتها واتهامها بأنها ليست أنثى فقال: “هي أنثى عادية جدا، إذ درست وتربت ولعبت مع الإناث، وصديقاتها إناث”. وواصل مازحاً: “أما أن توصف بغير ذلك فقط لأن لديها لكمة قوية، فماذا تريدون منها في حلبة ملاكمة مثلا.. أن تهدي خصماتها الورود؟”.
وعاد ليذكر بإقصائها من بطولة العالم للملاكمة السنة الماضية، مشددا على أن القرار صدم الجميع، مؤكداً أن العائلة لم تستفق من تلك الصدمة بعد، فقد أحست بالظلم والقهر، خاصة وأنها لم تتمكن من الرد حينها، حسب قوله.

من قرية عين مصباح الجزائرية