في حادثة غريبة في المغرب، عُثر في إحدى القرى النائية من ضواحي مدينة ورزازات، الجمعة، على رجل طاعن في السن احتجزته عائلته لمدة تزيد على 20 عامًا.
وكشف بن ناصر إسماعيلي، ناشط حقوقي بمدينة ورزازات، في تصريح أن المعني بالأمر والذي كان يمتهن الزراعة ورعي الأغنام أصيب قبل سنوات طويلة باضطراب نفسي. مشيرًا إلى أنه رغم ذلك كان يمارس حياته بشكل طبيعي في قرية “تغزوت”، التي تبعد عن مدينة ورزازات حوالي 30 كيلومترًا.
وأضاف بن ناصر، أن الحالة النفسية للرجل والذي يدعى “حامد واوشتافت” (75 سنة)، تدهورت بشكل خطير بعد أن رفضت عائلته فكرة زواجه، مبينًا أن هذه الواقعة غيّرت من سلوك الرجل كليًا؛ إذ أصبح عنيفًا ويهدد سلامة المواطنين.
وتابع: “بعدما تفاقمت حالته النفسية بسبب رفض فكرة ارتباطه وزواجه، قام حامد، قبل سنوات، بمهاجمة بعض الأشخاص، وحُكم عليه بالسجن النافذ”.
وقال إنه “بعد مغادرته السجن، حاول شقيق حامد في تلك الفترة الاعتناء به وعلاجه من خلال الإمكانات المتاحة، غير أنه ارتأى في نهاية المطاف تقييده بالسلاسل الحديدية، والتي ظلت تطوقه على مدى عقدين من الزمن”.
واستطرد بن ناصر نقلاً عن مصادر مقربة من محيط أسرة “حامد”، أن هذا الأخير كان يحظى بالعناية اللازمة، مشددًا على أن الأسرة قامت بتكبيل الضحية لأنه كان يشكل خطرًا على أفراد العائلة والمواطنين.
وأكد بن ناصر، أن أحد الجيران قام بإخبار الجهات الأمنية بتفاصيل الواقعة المثيرة.
وإثر ذلك، توجه رجال الأمن إلى منزل عائلة المسن؛ إذ حرّرت المسن بعد أكثر من 20 سنة على احتجازه من قبل أفراد أسرته في منزل بسيط.
وأكد بن ناصر، أن الضحية عُثر عليه مقيدًا بالسلاسل الحديدية، مشيرًا إلى أن السلطات تقوم في الوقت الراهن بالتحقيق مع أفراد أسرة المسن.
ولفت إلى أن الواقعة أثارت غضب المجتمع المدني والرأي العام في إقليم ورزازات، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة “غير مسبوقة” في المنطقة والتي تُعرف بأنها “محافظة”، وتخضع لتقاليد صارمة.
وتم نقل الرجل السبعيني إلى مستشفى “سيدي حساين بناصر” لتلقي العناية الطبية الضرورية، في انتظار استكمال التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة المختصة للوقوف على ملابسات الحادث.
وقال بن ناصر، إن المسن يحظى بعناية طبية خاصة؛ وذلك في انتظار استكمال التحقيقات المعمقة مع أفراد أسرته.
متابعات