د. مايا الهواري
الحياة عبارة عن مزيج من الأمور التّشاركيّة بين الأفراد وخاصّة الحياة الزّوجيّة وتكوين الأسرة، فإن لم يسُد التّشارك والمحبّة بين الزّوجين غدَت حياتهما جحيماً، وأن يرغب كلّ طرف بالآخر، فكثيراً ما نرى عائلات يطغى الرّوتين القاتل على حياتهم من طعامٍ وشراب وعمل وراحة وهكذا دواليك، فحياتهم خالية من الحبّ والاطمئنان لدرجة يصل فيها أحد الأفراد، أنّه إن غاب شخص من العائلة لا يأبه لغيابه، فليس هناك علاقة وطيدة تربطهم فأواصر العلاقات معدومة، وكثيراً ما تردني حالات كثيرة مشابهة، إذ تسأل إحداهنّ أنّها تريد أن تستمرّ بزواجها وتريد زوجها في حياتها، وبالمقابل إنّ زوجها لا يريدها ويرتّب للانفصال وهي رغم ذلك مصرّة على عدم انفصالهما وترغب بالإجابة الشّافية، فتقول الإجابة: يجب التّمييز بين أمرين هل عدم الرّغبة بالانفصال هو حبّ للزّوج أو تعلّق به، فلو افترضنا أنّه تمّ استبدال هذا الزّوج بآخر هل تسود الرّاحة حياتك أيّتها الزّوجة، فإن كان جوابك نعم سادت الرّاحة فإنّك أختي العزيزة لا تحبّين زوجك بل متعلّقة به وبوجوده في حياتك، لأنّك لا تدركين سوى هذه اللّغة وهذه الطّريقة في الحوار وهذا الشّخص الّذي سيأتي بدلاً من زوجك سيكون نفس الطّبيعة، وهنا عليك أن تقومي بتنظيف سريرتك وداخلك من التّعلّق، فأنت متعلّقة بزوجك لا تحبّيه وهذا التّعلّق ناتج عن أمور كثيرة ينبغي أن تدرّبي نفسك على تقويتها وتنميتها عن طريق مهارات الذكاء العاطفيّ، أو اللّجوء لاختصاصيّ يساعدك على فهم داخلك وكذلك العمل على بناء شخصيّتك الجديدة، والأفضل هو معرفة أسباب هذا التّعلق وما وراءه ومن كان السّبب الأوّل في هذه العلاقة السّامة، أو من الّذي قام بإيذائك أو ضربك أو غرس قلّة الثّقة في نفسك وبعقدة النّقص داخلك، فمتى تمّت معالجة هذه الأمور أصبحت امرأة قويّة لا تتعلّق إلّا بما هو مناسب وتبتعد عن التّعلّق الأعمى.
نستنتج ممّا سبق أنّ الحياة تشاركيّة تقوم على المحبّة والتّشارك والتّعاون وغرس بذور الاطمئنان داخل كلّ شخص، وأنّ الحبّ يختلف عن التّعلّق، فما أجمل الحياة إن كان الحبّ يزيّنها مؤدّياً للتّعلّق الفعّال.
متابعات