«الأميرة والرئيس».. هل وقع جيسكار ديستان في حب ديانا؟

إذا أردت أن تتبع خطى «رئيس» عاشق يتسلل للقاء «أميرة» منتشيا بعتمة يسترقها من أضواء الإعلام، فعليك بتقفي مسيرة رئيس فرنسي أسبق.

ففي حياة الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان الذي حكم فرنسا بين 1974 و1981 تفاصيل تتطابق حد التماهي مع أحداث رواية كتبها وصدرت تحت عنوان «الأميرة والرئيس».

الرواية تستعرض قصة حب جمعت بين رئيس فرنسي يميني، نفس توجه جيسكار ديستان الذي كان ينتمي لحزب «الاتحاد من أجل الحراك الشعبي»، وبين أميرة بريطانية تدعى باتريسيا.

هو أرمل فقد زوجته منذ سنوات، وخلال أحداث الرواية كان يتولى الحكم بفترته الرئاسية الثانية عقب فوزه على منافسه من أقصى اليسار، والجزئية الأخيرة شبيهة أيضا بواقعه، فلقد كان خصمه بالاقتراع اليساري فرانسوا ميتران.

أما باتريسيا فهي أميرة بريطانية وأم لطفلين: ولد وبنت، وكانت تستعد للانفصال عن زوجها ولي العهد الذي كان على علاقة مع امرأة يجاهر بها ويفتخر بعلاقته بها، وفي هذا أيضا تقاطع مع تفاصيل الحياة الزوجية للأميرة الراحلة ديانا.

ورغم كل الألغام المحيطة بهما قفز العاشقان -في الرواية- فوق كل العقبات، وعاشا لحظات حب استرقاها من عمر الرئاسة القصير ومن صرامة البروتوكولات ووحشة القصور الملكية.

بين الرواية والحقيقة

غاص الرئيس الفرنسي -مؤلف الرواية- بشكل عميق في الشخصيات حتى يخيل للقارئ بأنها جزء منه، وكان دقيق الوصف بليغ السرد لدرجة تدفع نحو تعقب ذلك التقاطع الواضح بين المؤلف وشخصيته.

لم يغفل جيسكار ديستان الصراع الدائر في أعماق شخصياته، فصاغ بشكل دقيق وممتع صراع الأميرة العالقة بين عالمين: عالم السياسة الذي حملها وزر عرش بريطانيا باعتبارها والدة وريثه في يوم من الأيام، وعالم تصنعه مشاعرها وتحاول الغوص فيه بعيدا عن المخابرات والكاميرات التي تلاحقها.

وفي خضم كل ذلك، التقيا: هو كان وحيدا بعد وفاة زوجته، وهي كانت تائهة بسبب إهمال زوجها، فكان أن تشابكت الأعين منذ اللقاء الأول قبل أن تخطو حذوها القلوب ثم الأيادي.

لم يغفل النقاد التقاطع الواضح بين أحداث الرواية وسيرة الرئيس الأسبق، فكان أن أسقطوها على الأميرة ديانا، معتبرين أن جيسكار ديستان أحبها بالفعل.

فيما يشكك آخرون في ذلك، ويعتبرون أن الرواية استبقت في جزء منها مصير الأميرة البريطانية التي قضت بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث سالت دماؤها تحت جسر «الألما» وفوقه.

فرضيات تظل محتملة، لكن ما لم يسعف زمن الرواية به هو كتابة الفصل الأخير لقصة حب لم تتلاءم دقاتها مع دقات ساعة «بيغ بن» في لندن، فكان أن توقفت نبضات عقاربها في زمن غير الزمن.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى