ممارسة الرياضة عند الإصابة بنزلة البرد خطر على الصحة

حذر الدكتور إيفو جريبه من ممارسة الرياضة عند الإصابة بعدوى مثل نزلة البرد، حيث يرتفع حينئذ خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، الذي يهدد الحياة.

وأوضح الممارس العام الألماني أن أعراض الإصابة بالتهاب عضلة القلب تتمثل في خفقان القلب وعدم انتظام ضربات القلب وألم في الصدر واحتباس الماء في الساقين.

وأضاف جريبه أن الإصابة بعدوى تستلزم الراحة التامة والتوقف عن ممارسة الرياضة، مع مراعاة عدم العودة إلى ممارستها إلا بعد زوال أعراض العدوى بنحو 10 أيام.

وأكد جريبه أن هذا الأمر ينطبق على العدوى الفايروسية (مثل نزلة البرد والأنفلونزا والهربس والحصبة) والعدوى البكتيرية (مثل التهاب اللوزتين والحمى القرمزية والدفتيريا وتسمم الدم) على حد سواء.

وعاة ما يمكن للشخص القيام بالأنشطة البدنية البسيطة إلى المتوسطة إذا كان مصابا بنزلة زكام عادية ولم ترتفع درجة حرارته. وربما يشعر بالتحسن بعد ممارسة التمارين الرياضية، إذ تساعد على فتح الممرات الأنفية وتخفيف احتقان الأنف بشكل مؤقت.

ويمكن اتباع الإرشادات التالية لممارسة التمارين الرياضية أثناء المرض:

  • عادة ما يُسمح بممارسة التمارين البسيطة إلى المتوسطة إذا كانت الأعراض كلها “فوق الرقبة”، مثل سيلان الأنف أو احتقانه أو العطاس أو التهاب الحلق البسيط.

وينبغي الحرص على تقليل شدة التمارين ومدتها. فعلى سبيل المثال، يمكن المشي بدلا من الركض.

وإذا كانت المؤشرات والأعراض “أسفل الرقبة”، مثل احتقان الصدر أو السعال المتقطع أو اضطراب المعدة، فينبغي الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية.

  • إذا كان الشخص مصابا بفايروس كوفيد – 19 أو غيره من الأمراض المعدية، فليمتنع عن ممارسة التمارين الرياضية مع الآخرين.

  • يجب أن يتوقف عن ممارسة الرياضة إذا كان يعاني من الحمى أو الإرهاق أو الآلام المنتشرة بالعضلات.

وينبغي الانتباه إلى الإشارات التي يصدرها الجسم ليخبر الشخص عن حالته الصحية. والحرص على أخذ قسط من الراحة إذا شعر بالتعب. وينبغي أن يعلم أن عدم ممارسة التمارين الرياضية لأيام قليلة بسبب المرض لن يؤثر على أدائه. وسيتمكن من العودة إلى ممارسة الرياضة واستئناف روتينه المعتاد من التمارين تدريجيا فور أن يشعر بتحسن حالته الصحية. وإذا لم يكن متأكدا من أن حالته الصحية تسمح بممارسة الرياضة، فليستشر طبيبه أولا.

  • إذا قرر ممارسة التمارين الرياضية أثناء فترة المرض، فليحرص على تقليل شدة التمارين ومدتها. والانتباه إلى أن ممارسة الرياضة بالكثافة المعتادة وهو مصاب بمرض أكثر حدة من نزلات الزكام البسيطة، قد تعرضه للإصابة أو لتفاقم مضاعفات المرض.

ويعد كل من السعال وسيلان الأنف والتهاب الحلق من إشارات ضعف جهاز المناعة. ويتساءل عدد من الخبراء هل أن ممارسة التمارين الرياضية عند الإصابة بنزلات البرد صحية أم أنه من الأفضل منح الجسم قسطا من الراحة.

وترى شركة التأمين الصحي الألمانية أن ذلك يعتمد بشكل أساسي على الأعراض التي تظهر عند الإصابة بنزلة البرد.

فعندما يشعر المرء بلياقة جيدة بشكل عام، يمكنه ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، لأن ذلك يعزز الدورة الدموية وتدفق الدم بالأغشية المخاطية، في الأنف مثلا. ومن الأفضل عدم تناول أي دواء في هذه الحالة.

أما إذا كان المرء مصابا بالإنفلونزا، فقد تصبح ممارسة الرياضة أمرا خطيرا. ففي تلك الحالة، يعمل الجهاز المناعي بأقصى سرعة، ولا يمتلك الجسم وقتها احتياطات من القوة، للجري مثلا. ولذلك ينصح الخبراء بعدم ممارسة الرياضة عند الإصابة بالإنفلونزا أو نزلة البرد القوية، وعند الإصابة بالتهاب الحلق أو السعال أو الحمى.

فعند ممارسة الرياضة في هذه الحالات، يمكن أن تصبح الأعراض أكثر حدة وتستمر لفترة أطول، كما أن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الشعب الرئوية أو الالتهاب الرئوي، وقد يصل الأمر إلى التهاب عضلة القلب.

وعندما يصاب المرء بعدوى قوية، يحتاج الجسم إلى فترة راحة. وقبل استئناف ممارسة الرياضة، يجب ألا تكون هناك أي أعراض لمدة ثلاثة أيام. أما إذا كان يتناول المضادات الحيوية، فيجب الانتظار خمسة أيام بعد آخر جرعة قبل ممارسة الرياضة.

ويجب على المرء بالطبع ألا ينسى تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، والتي تساعده على استرداد عافيته سريعا للعودة إلى ممارسة الرياضة.

وحذر اختصاصي الطب الرياضي الألماني يواخيم لاتش من ممارسة الرياضة عند الإصابة بنزلة برد لاسيما إذا كانت مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة، إذ قد تتسبب ممارسة الرياضة في هذه الحالة بالتعرض لمخاطر صحية جسيمة تهدد الحياة.

‫لذلك أوصى لاتش من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولونيا، قائلا إنه ينبغي أخذ فترة طويلة من الراحة، إذ لا تجوز العودة إلى ممارسة الرياضة من جديد إلا بعد مرور خمسة أيام على الأقل من عودة درجة الحرارة إلى المعدل الطبيعي.

‫ وأوضح الطبيب أن ممارسة الرياضة عند الإصابة بنزلة برد قد تتسبب في الإصابة بعدوى بكتيرية شديدة تتطور إلى الإصابة بأمراض خطيرة، مثل الاتهاب الرئوي أو التهاب عضلة القلب أو التهاب غلاف القلب المعروف علميا باسم “التهاب التامور”.

وأردف الطبيب “يمكن أن تؤدي أيضا إلى إلحاق أذى كبير بصحة المرء، فعلى سبيل المثال يمكن أن تؤدي مثل هذه الالتهابات بالقلب إلى الإصابة بقصور فيه بأسوأ الأحوال، الأمر الذي يستلزم إجراء جراحة فيه، كما أن هذه الأمراض قد تعرض حياة المريض للخطر”.

‫وفي حال الإصابة بآلام في الحلق، شدد لاتش على ضرورة استشارة الطبيب أولا قبل ممارسة أي أنشطة رياضية، محذرا من أن الإصابة بالبكتيريا العقدية، التي قد تشكل خطورة كبيرة أيضا على القلب، قد تؤدي إلى حدوث ذبحة صدرية.

أما عند الإصابة بالإنفلونزا الناتجة عن فايروسات فأكد الطبيب لاتش أنه قلما يكون المريض قادرا من الأساس على ممارسة أي أنشطة رياضية، إذ عادة ما تتخذ الإصابة بفايروس الإنفلونزا مسارا مرضيا شديدا لا يتيح للمريض التفكير في ممارسة أي أنشطة رياضية.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى