لإعادة زخم مدينة اكتسبت ذات يوم شهرة عالمية، استعادت المخا اليمنية ألقها كموطن للبن، وذلك في احتفاء ثقافي وتاريخي لمهرجان البن اليمني “موكا كوفي”.
وعلى مدى يومي 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول، نظم نادي البن اليمني مهرجان البن في باحة مدينة المخا القديمة، والتي تضم أقدم مقاهي القهوة تحت عنوان “أصالة الموطن.. وعالمية النكهة”.
الحفل الفني والغنائي والثقافي في مدينة المخا الساحلية المطلة على البحر الأحمر غربي محافظة تعز أعاد رونق المدينة التي صدرت شحنات البن إلى مختلف دول العالم في القرن الخامس عشر الميلادي.
البن سلعة أصيلة
يستهدف المهرجان إعادة القهوة كسلعة يمنية أصيلة إلى الذاكرة الوطنية، وتسويق القهوة اليمنية عالميا.
وتضمن المهرجان إلى جانب الفعاليات الثقافية والغنائية، معرضاً للصور يجسد مراحل تاريخ البن اليمني على مدى قرون، بالإضافة إلى عرض أصناف من البن اليمني، ومذاقاته.
وقال رئيس نادي البن اليمني، هاشم بدر النعمان إن إقامة مهرجان البن اليمني في مدينة المخا له أهمية ثقافية وتاريخية، استحضاراً لتاريخ مدينة وميناء المخا المرتبط عالميًا بالبن الذي اشتهر به.
وأضاف النعمان أن اختيار المخا لإقامة المهرجان يعود لدعم النهضة التنموية التي تشهدها المدينة، والاصطفاف مع جهود البناء والإعمار الملحوظة برعاية ودعم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح.
وأشار إلى أن المهرجان هذا العام يهدف إلى إعادة الارتباط التاريخي الوطيد للذاكرة الوطنية، واعتزازها بمدينة المخا التاريخية العظيمة، التي صدّر ميناؤها البن اليمني إلى العالم.
وأكد النعمان أن فكرة “موكا كافي” اشتملت على ركنين أساسيين، وهما أن اسم المخا كميناء اشتهر في أهم عصور الإنسانية، حيث ازدهرت التجارية البحرية، ومثّل هذا الميناء ركنا أساسيا في ممرات الملاحة والتجارة الدولية، ومنه امتد الأثر الحضاري لليمن إلى قارة أفريقيا.
وبحسب النعمان أن البن اليمني يعد من أهم السلع الزراعية في اليمن، وتربع على رأس سلاسل القيمة في الاقتصاد اليمني لقرون، وبلغت صادرات البلاد منه عشرات الآلاف من الأطنان إلى أمريكا وأوروبا وأستراليا وحتى الهند والصين.
علاقة المزارع والبن
اعتمد المزارع اليمني قديما على محصول البن والتجارة فيه، كأهم مصدر دخل خلال الفترة من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر.
ويقول الإعلامي والناشط اليمني المعتصم الجلال لـ”العين الإخبارية” إن فعالية مهرجان البن اليمني الثالث في مدينة المخا، تأتي تقديرا للمكان الذي نشر القهوة اليمنية في مختلف دول العالم.
وأكد أن هناك دلالات كبيرة تكسبها الفعالية هذا العام، فالمخا وميناءها التاريخي، ارتبطا بجودة البن وإليهما قدم التجار من أصقاع العالم لبداية قصة زراعة القهوة حتى باتت المشروب الثاني عالميا.
وأشار إلى أن منظمي الفعالية أجادوا حين أعادوا للمدينة العتيقة رونقها وعرّفوا حشد الحاضرين المتقاطرين من الجبل إلى الساحل، بقصص غزيرة المعاني الحضارية عن البن اليمني وجودته التي بنت مدينة بسر مذاقه الفريد.
وفي الأعوام الأخيرة شيد عشرات اليمنيين الكثير منهم نساء مشاريعهم الخاصة منها في زراعة البن وأخرى في التصدير ومنها كافيهات تقدم جميع نكهات البن اليمني.
وتتركز زراعة البن في المناطق الجبلية ذات الطقس البارد، كحراز وبني مطر والحيمتين في صنعاء، وبني حماد في تعز، ويافع جنوب اليمن، لكن الأشهر محليا، المزروع في بني حماد وحراز حيث تنتجان أجود أنواع البن اليمني.
وتصل الأراضي اليمنية المزروعة بالبن إلى نحو 30 ألفا و544 هكتارا فيما بلغ إنتاج اليمن من البن، عام 2019 نحو 20912 طنا.
وعُرِف اليمن بتصدير البن أو القهوة، الشهيرة باسم “موكا” نسبة إلى ميناء المخا التاريخي، الواقع في ساحلها الغربي، والتابع لمحافظة تعز.
وما يميز البن اليمني أنه من بين الأعلى جودة عالميا نظرا لخصائصه التي لا نظير لها ويشتهر بنكهاته الفريدة من نوعها، بما في ذلك نكهة الشوكولاتة، الموز، الزبيب والقرفة، ويعد هوية وثقافة تربط حاضر وتاريخ اليمن.