دعا الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، سكان غزة إلى الانتقال إلى منطقة “المواصي” الواقعة جنوبي القطاع، وقال الناطق باسمه، أفيخاي أدرعي، إنه “سيتم توجيه المساعدات الإنسانية إليها في حالة الضرورة“.
ورغم هذا التحذير، الذي كرره الجيش أكثر من مرة منذ بدء التصعيد على القطاع بعد هجوم حركة حماس، مطالبا أهل القطاع بالنزوح جنوبا مصادر إنسانية وصحفية من غزة أن “المواصي” عبارة عن “منطقة زراعية غير مؤهلة لاستقبال النازحين، كون المنازل فيها تعد بالعشرات“.
“المواصي”.. ما هي؟
بحسب مراسلة “الحرة” في قطاع غزة، تعتبر المواصي التي طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة الانتقال إليها “زراعية ولا توجد بها الكثير من المباني، وغير مؤهلة لاستقبال أعداد النازحين“.
وتقع تلك المنطقة جنوب شرقي وادي غزة، على الشريط الساحلي بطول 12 كيلومترا، وتمتد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبا بعمق كيلومتر تقريبا.
وتشير تقديرات إلى أن “سكانها يبلغ عددهم قرابة 9 آلاف شخص، من بينهم نحو 2000 من مواصي رفح”.
وقال الصحفي المقيم جنوبي القطاع، سيف السويطي، لموقع “الحرة”: “إنها زراعية ولا يوجد الكثير من السكان فيها، وتعيش فيها بعض العائلات، وهي منذ زمن بعيد عبارة عن بقعة ريفية قريبة من الحدود الشرقية“.
ويرى السويطي أن تحذير الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، “يستهدف السكان بمناطق قبل وادي غزة، أي الذين يقيمون في المناطق الشمالية للقطاع، والتي تشمل حي الشجاعية وحي الزيتون ومخيم الشاطئ والنصر، وأحياء أخرى”.
وأضاف: “لكن المواصي زراعية ريفية لا يوجد بها منازل”، وهو ما يؤكده أيضا المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، عدنان أبو حسنة.
وتابع أبو حسنة “المواصي في الأساس أراضٍ زراعية وموزعة على رفح وخان يونس. السكان فيها قليلون جدا والمنازل كذلك“.
من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في قطاع غزة، الدكتور حسام الدجني، إلى أن “المنازل في المواصي لا تكفي أهلها، ولا يمكن وضع النازحين فيها ولا يمكن أن تصلح للعيش“.
وأردف الدجني في حديث إلى موقع “الحرة”: “لا يوجد فيها أي بنية تحتية، وما يحصل خطير جدا. التحذير الجديد للجيش الإسرائيلي عبارة عن تهجير قسري بطريقة أسوأ من ذي قبل“.